"أليفيا 2053" هو فيلم الرسوم المتحركة اللبناني باللغة العربية الفصحى الموجه الى الكبار، ويتوجه إلى الشعب اللبناني والشعوب العربية، ويمنحهم بارقة أمل للمستقبل. وقد ترشح الفيلم الى مهرجان "Animation Studio Festival 2021". شارك في الفيلم الممثل خالد السيّد الذي يؤدي بالصوت دور "ألف الثاني"، والممثلة جيهان الملا التي تؤدي بالصوت دور "سمية".
موقع "الفن" التقى الممثلين خالد وجيهان، واستمع الى تجربتهما، ونقل وجهتي نظرهما في هذا العمل.
خالد السيّد ممثل تلفزيوني وإذاعي ومسرحي محترف وقدير، شارك في مئات المسلسلات اللبنانية والأفلام السينمائية، ومسيرته الفنية تجاوزت الأربعين عاماً.
يمتلك خالد صوتاً رائعاً برز في دبلجة المسلسلات والبرامج الوثائقية والرسوم المتحركة، ومعه كان هذا اللقاء:
كيف تقيّم تجربتك في فيلم "أليفيا 2053"؟
أنا أحب مهنتي، ولأنني أحبها واجب عليّ أن أخوض في كل مجالاتها. شاركت في أفلام الرسوم المتحركة، منها "سندباد" و"الهارب"، وهي أعمال حققت نجاحاً، بالإضافة الى "جونكر"، وهو مسلسل رسوم متحركة ياباني، بلغ عدد حلقاته 26 حلقة، تمت دبلجتها بالكامل الى اللغة العربية، بالإضافة الى "زينة ونحول". أحببت الدبلجة الى حد العشق، وتأقلمت معها، بعكس بعض الممثلين الذين لم يستطيعوا التأقلم معها. الأنيميشن يتطلب طاقة لإقناع المشاهد والمستمع بالشخصية التي أؤديها، وتقليد الصوت والقيام بالحركة المناسبة هما فن. يجب أن أطّلع على الشخصية جيداً لكي أستطيع أن ألعب الدور، وهذا ليس سهلاً، "إنها مدرسة".
هل تطلب الدور في "أليفيا 2053" مجهوداً إضافياً، خصوصاً أن الفيلم ليس مدبلجاً؟
طبعاً تطلب الأمر مجهوداً إضافياً، كان يجب أن أسمع الصوت، وألعب بالحنجرة والأوتار الصوتية. أنا أستطيع أن أؤدي 5 أصوات مختلفة، ويجب السيطرة على الشخصية وتركيزها، لنعطي الشخصية الصوت والكاراكتير، ويجب أن أتنفس بطريقة معينة، كي يعبر الصوت عن رضا أو غضب. العمل متعب، ويتطلب موهبة وجهداً، ولكني اعتدت على ذلك، وصار الامر بالنسبة لي روتين.
ماذا أضاف الأنيميشن إلى مسيرتك الفنية؟
أضاف خبرة كبيرة، وأنا كرمت في الكويت على دوري في فيلم "أنيميشن" لشخصية "جونكر"، وكنت سعيداً جداً بالتكريم، لأنني كممثل شارك بمئات المسلسلات، لم أحصل على أي تكريم في لبنان أو في أي بلد آخر. وشخصية "جونكر" محبوبة جداً في الخليج، وأعتبر مشاركتي في "أليفيا 2053" إضافة مهمة لي. أتمنى أن نشهد المزيد من أعمال الرسوم المتحركة، وأعتبر أن الأنيميشن هو فن بحد ذاته، ولا يستهان به.
جيهان الملا إعلامية لبنانية وممثلة صوت، وناشطة في محاربة العنف ضد المرأة. عملت في الاذاعة والتلفزيون، قبل أن تتفرغ نهائياً للدبلجة وإدارة ستوديوهات IPH. شاركت في فيلم "أليفيا 2053"، وتتمنى تكرار التجربة لأن الأفلام يمكن أن تكون الحافز للجيل الصاعد للوصول الى التغيير.
مع جيهان كان لنا هذا اللقاء:
كممثلة صوت كيف تقيمين تجربتك بفيلم "أليفيا 2053"؟
تجربة حلوة ومريرة. حلوة لانها أول تجربة لي بفيلم رسوم متحركة من صناعة لبنانية. كنت عادة أشارك بالدبلجة في فيلم جاهز، لكن مع "أليفيا 2053" إنها المرة الأولى التي أشارك فيها بفيلم لبناني ومعد للبنان والعالم العربي. اختلف الأمر لأنه كان عليّ أن أمثل وأضيف صوتي، وكانت تجربة جميلة ومميزة، لأنني تدخلت بتفاصيل، منها الكاست وإختيار الأصوات والعمل على النص، الذي وبالرغم من جماله، كنا حريصين على تفاصيل العمل مع المخرج والكاتب والمنتج، وكان الهدف أن ننجز عملاً متكاملاً. التجربة متعبة فيها تحدّ، ويتطلب العمل وقتاً إضافياً، لأن تقنية العمل أصعب، سيما أنه يجب عليّ أن أخلق الشخصية لا أن أسمع الصوت وأقلده فقط. يجب أن أعطي من ذاتي وروحي للشخصية، وأن أركز على الصوت كثيراً، لأن الصوت هو الشخصية. بينما في الدبلجة، نعتمد التقليد، وأنا من الأشخاص الذين يحبون التحديات، وقد تعبنا وسهرنا وبذلنا الوقت، وكانت متعة بالنسبة لي. المرير أن قصة الفيلم تنقل معاناة الشعب اللبناني والشعوب العربية وغير العربية، ونحن بالمقابل نعيش ظروفاً صعبة، فكان الفيلم مؤلماً، وبكينا على "ميار"، الشاب الذي يُشنق، وعلى انتحار أخت البطل بحضور أخيها، والآن لمجرد ذكر الحادثة بكيت. الظلم السياسي واللعب تحت الطاولة والتحكم بحياة الناس وبمعيشتهم ومراقبتهم تولّد الثورة التي تلد من رحم الاحزان. ومع أليفيا استرجعت شريط حياتي وحياة المتألمين، وبالرغم من فرحي بالمشاركة في الفيلم، إلا أنني عانيت من الاكتئاب لفترة معينة.
كيف تفاعلت مع الفيلم؟
حزنت لأننا تربينا على نظرية أن الخير ينتصر دائماً. ما أحزنني هو أننا وصلنا إلى قناعة، أن الأمل بحياة أفضل مسروق منا. حزنت على وضعنا، لأن نهاية الفيلم كانت رائعة في الوصول إلى الحرية بعد العذاب والحرب والظلم والقهر والقمع. حزنت لأن الحرية نراها فقط في العالم الإفتراضي، وهذا الفيلم جسّد حلمي، وحلم كل شخص، وأحزن لأنه حلم وليس حقيقة.