هو كاتب ومخرج وممثل وأستاذ.. نشأ وتعلم على يد والده الكاتب المسرحي والمخرج ومؤسس المسرح الوطني الراحل نزار ميقاتي، عمل في الإذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما وكانت بدايته من الإذاعة اللبنانية التي يعتبرها أم الإذاعات في برنامج "دعوني أحاول" حينما كان لا يزال في الثانية عشرة من عمره، وعمل فيها منذ عام 1966 وحتى عام 2008، فتسلم رئاسة قسم الإخراج من عام 1990 وحتى عام 2002، ولا زال مستمراً في العمل الإذاعي تمثيلاً وتقديماً وكتابةً، لكنه ترك الإخراج الإذاعي، كما عين أستاذاً في جامعة بيروت العربية في الأداء واللغة العربية.

تنقل بين مسرح شوشو الذي أسسه نزار ميقاتي بالشراكة مع الممثل شوشو نفسه، ثم مع الفنان زياد الرحباني في التسعينيات بمسرحيتي "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" و"لولا فسحة الأمل"، ثم مسرحية "المتنبي" للمؤلف والملحن منصور الرحباني عام 2000 وصولاً إلى تجربته الطويلة والمستمرّة مع الممثل جورج خبّاز، حاز جوائز عدة، منها جائزة "موريكس دور" عام 2010، وكرم من التلفزيون اللبناني ووزارة الثقافة عام 2012.

له العديد من الأفلام منها "مدام بامبينو، السيدة الثانية، تاكسي البلد"، والعديد من المسلسلات القديمة والجديدة بينها ياسمينة، الأرملة والشيطان، صمت الحب، كاراميل وغيرها.

مع ابن طرابلس المحب لمدينته الكبير عمر ميقاتي كان لنا في موقع الفن هذا الحوار...

ما هي مشاريعك الحالية؟

هذه الفترة متواجد في المنزل ويشرفني أنني أقدم برنامجاً في إذاعة لبنان الرسمية وهي بيتي الثاني، وقد قضيت فيها 44 عاماً وأشكر القيّمين عليها من مدير الإذاعة الأستاذ محمد غريب ومديرة البرامج السيدة ريتا نجيم الرومي.

ما طبيعة البرنامج ومتى يعرض؟

البرنامج عنوانه "شو عم تحكي" يكتبه صديقنا وزميلنا الأستاذ هادي جبالي الذي يتمتع بروح الدعابة والثقافة الكبيرة، ويحكي قصة رجل وزوجته لعبت دورها الزميلة عفيفة فاعور لكنها اضطرت أن تسافر، ثم قصة رجل وجارته التي تجسد دورها حالياً الممثلة المخضرمة آمال عفيش.

البرنامج جميل جداً والنص لا يتجاوز السبع أو الثماني دقائق، يطرح مشكلة بإطار كوميدي ويختتم بالرأي القانوني في القضية، ويذاع أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء الساعة 11:30 صباحاً عبر أثير إذاعة لبنان بموجتيها 98.5 و98.1 .

أخبرني عن مشاريعك المقبلة؟

حالياً أكتب سيناريو فيلم سينمائي للمرة الأولى فكرته مبتكرة، عاطفي وتتخلله مأساة واقعية، واستمديت فكرته من أرض الواقع، يحكي قصة حب بين رجل وامرأة، كما يتضمن حواراً بين البطل ووالدته عن مفهوم الحب، وفيه مفاجآت للمشاهد.

ولدي فيلم اسمه "الثلاثاء 12" سيعرض قريباً، وقد صوّرته من عدة أشهر في أبو ظبي، والممثلون المشاركون فيه من لبنان، ومن مصر هناك نيللي كريم، وباسم ياخور الذي أعتبره أهم ممثل في سوريا، الفيلم إنتاجه ضخم قامت به شركة إنتاج أردنية، وقصته تتحدث عن ثلاث صبايا لديهن مشاكل مهنية وأحياناً لديهن مشاكل مع أهلهن، أجسد فيه دور جد الفتاة الأصغر بينهن وعمرها 16 سنة وهي ترقص باليه، وقد كتب الفيلم الكاتب والمخرج مجدي السميري وهو تونسي وصار هناك ود كثير بيننا.

حدثنا عن برامجك الإذاعية التي كتبتها وتجربة الإخراج..

كان معظمها فيها تأملات ووجدانية والبعض منها كوميدية، وفي الأعمال الخاصة خارج الإذاعة كتبت مئات الحلقات وأخرجتها على أيام الـ Real قبل الكومبيوتر، وبعدها اتجهت فقط للتمثيل وتركت مجال الإخراج الإذاعي للشباب المبدعين الذين برز منهم سليم الشمعة وعبد اللطيف حسونة وغيرهما.

كم حملك مسؤولية كونك ابن الفنان الكبير نزار ميقاتي ؟

بالطبع حملني هذا الأمر مسؤولية، وخلال أسابيع معدودة ستخرج إلى النور سيرة حياة الوالد في كتاب كتبته أنا شخصياً بعنوان "مشوار نزار" المؤسس الأول للمسرح الوطني.

هل تفكر في طرحه ككتاب إلكتروني؟

في البداية سأطرحه كتاباً ورقياً ولاحقاً سنرى .

وأين أصبح موضوع إصدار طابع بريدي تكريماً لـ نزار ميقاتي؟

"بدنا نروق شوي لنشوف مع أي وزير بدنا نحكي"، لقد فوجئت ببعض الأمور إذ عرفت وسررت أنهم أصدروا طابعاً بريدياً للشاعر جوزيف حرب وغيره، والحقيقة أن فكرة الطابع خطرت ببال الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي مؤسس المسرح الوطني في صور، الذي أسمى مسرحه كذلك إحياء لذكرى المسرح الوطني الذي أسسه والدي الراحل نزار ميقاتي.

وكنت أتواصل مع الوزير والنائب السابق جان عبيد الذي كان تلميذ الوالد في مدرسة الفرير في طرابلس لأتابع الموضوع ، وكان دائماً يتصل بي للاطمئنان عليه، لكني صعقت عندما علمت بوفاته لأنه كان سياسياً نظيفاً ورجلاً محترماً، وتعرفين أن السياسيين بشكل عام يفتشون أين يوجد مفتاح انتخابي ولايهتمون بهذه الأمور.

كم تنطبق أغنية الممثل شوشو "شحادين يا بلدنا" على واقعنا الحالي؟ وكم نفتقده في أيامنا هذه؟

نفتقده كونه كوميدياً له خصوصيته وعمل مع فريق عمل مهم من ممثلين وكتاب ومخرجين محترمين منهم المخرج روجيه عساف، ولكن بالنسبة للأغنية فأنا أخالفه الرأي لأن شعبنا ليس "شحاداً" أنا أرفض هذه الكلمة، اللبناني لا يشحد، ممكن أن يتقشف ويتخلى عن ما كان معتاداً عليه، واللبناني على الرغم من الغلاء لا زال يشتري لوح الشوكولا ويصنع قالب الحلوى في البيت.

أما بالنسبة لمسرحية شوشو وهي "آخ يا بلدنا" التي قُدمت الأغنية فيها، فحين انطلقت المسرحية لم تحقق النجاح المطلوب إلى أن ألفوا هذه الأغنية من تلحين الراحل الكبير الياس الرحباني.

بالنسبة للمقابلة التي أجرتها معك إحدى المنصات وكانت مسيئة لك هل جعلتك تحجم عن إجراء المقابلات؟

على العكس هم أساؤوا لنفسهم ولا أنزعج من إجراء المقابلات مع صحافيين محترمين، وهذا "السكوب" لا أخلاقي لا احترافي وكاذب، فقد صورت إحدى الوسائل الإعلامية مقابلة لي وعرضتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المقابلة لم تقتصر على الأسئلة والأجوبة بل صورتني من دون معرفتي قبل بدئها حين كنت خارجا من مبنى الاذاعة وأهمُّ بركوب سيارة تاكسي للتوجه إلى منزلي، وأظهروني فيها وأنا أجد صعوبة في دخول السيارة مع العلم أن السبب هو ضيق المقعد الخلفي.

وقد استأت من عرض هذا المقطع المصور من دون إذني، ناهيك عن عنوان المقابلة المستفز الذي وضعته الوسيلة الاعلامية وكان "هل جاع عمر ميقاتي".

عملت في تدريب مذيعي ومذيعات الأخبار على الأداء الإذاعي والتدقيق اللغوي.. هل ترى أن هناك نقصاً لدى الإعلاميين في إلمامهم باللغة العربية والأداء؟

إنها مأساة، فهم يقولون الوفيّات عندما يذكرون من توفى ولكن كلمة الوفيّات لغةً تعني السيدات اللواتي لديهن وفاء، ألم يحن لهم أن يفهموا أن الكلمة الصحيحة هيّ "الوَفَيَات" لذكر من توفوا؟ وأن يلفظوا اللقاح بفتح اللام بدل الكسرة أو الضمة؟

ألا ترى أنه يجب أن يكون هناك شخص مختص بالنسبة لتدريب العاملين في المحطات التلفزيونية لتصحيح الأداء اللغوي والإخباري؟

طبعاً كل محطة أو وسيلة إعلامية مسموعة أو مرئية يجب أن يكون لديها شخص يدرب المذيعين على الإلقاء الإذاعي، ويصحح لهم الأخطاء اللغوية... لكن المشكلة أن بعض المذيعين والمذيعات يخطئون كثيراً لغوياً ولا يعترفون.. ويجب على كل مذيع أو مذيعة أن يثقفوا أنفسهم بما خص اللغة العربية الفصحى وقواعدها حتى لو لم يكن هناك متخصص في هذا الأمر يتابعهم.

ما رأيك بتجربة الممثلين الذين يقدمون برامج؟

أنا لست ضد أي ممثل إذا أراد أن يقدم برنامجاً، المهم أن يكون له حضور وأشخاص يحبونه ويتابعونه.

هل تتابع مسلسلات رمضان؟

أنا لا أتابع مسلسلات رمضان ولدي خيارات كثيرة من الممكن أن أختار منها، ولدي ممثلون مفضلون أتابعهم منهم: كارلوس عازار ووسام صليبا، وستيفاني عطا الله فنانة رائعة، ومسلسل "حادث قلب" فيه شغل كبير والكاتب وليد زيدان والمخرجة رندا العلم أبدعا فيه، أنا والعائلة كلها كنا نتابعه، وأجده عملاً كبيراً وفيه روح "وبينرفع الراس فيه"، وبالنسبة لـ كارول عبود فهي أستاذة.

هل تفكر في إعطاء دروس في التمثيل؟

بكل سعادة لأني أحب أن أنقل المعلومات والخبرة التي لدي على مدى نصف قرن إلى الجيل الجديد، لذلك كنت دائماً أشارك في أفلام التخرج للصبايا والشباب، ولقد درّست كثيراً الإلقاء الإذاعي ودرّست 4 سنوات في الجامعة العربية مادة الدراما الإذاعية، لأني بطبيعتي أحب أن أُعلّم.

هل تعتقد أن هناك تقصيراً من المنتجين تجاهك؟

تقصدين كي يوفر المنتج ويأتي بممثل أجره أرخص؟! لا أعتقد، فالمنتج يهمه أن يكون العمل جيداً، وعندما يكون هناك دور لعمر ميقاتي يأتون بعمر ميقاتي، ومسلسل كاراميل كانت لدي فيه 3 مشاهد وزعوها على حلقتين أو ثلاث، وأصر المخرج على أنه يريد الاستعانة بي، من إنتاج إيغل فيلمز لصاحبها جمال سنان، أما بالنسبة لزوجته الممثلة ماغي بوغصن فللحقيقة هي ممثلة شاطرة جداً.

ماذا عن تأثير كورونا على عمل الممثلين بشكل عام وعملك بشكل خاص؟

مشكلة انتشار فيروس كورونا أثرت على كل الممثلين، والبعض قد شارك بعمل أو عملين للتلفزيون علماً أنه في السابق كان هناك من 10 إلى 12 عملاً في السنة، أما المسرح فهو الطامة الكبرى لأنه يحتاج إلى جمهور وحتى الآن ممنوع أن تفتح صالة المسرح.

ماذا تقول لجورج خبّاز الذي وجّه لك تحية في إحدى المقابلات التلفزيونية؟

جورج من أصحاب الأيادي البيضاء وهو إنسان خلوق وخيّر، وعائلته مؤلفة من مثقفين ودكاترة باختصاصهم، وبيتهم بيت كريم، وأنا أطلقت عليه لقب "السنبلة" كل حبة فيها عطاء والسنبلة الملآنة تنحني تواضعاً، وقد كرمته الجامعة اللبنانية الدولية "liu" فرع صيدا ومنحته دكتوراه فخرية وقلت له أنت أمثالك من يجب أن تمنح لهم الدكتوراه، وأنت كاتب ومخرج وممثل وشاعر وملحن وإداري ممتاز، والله يبارك فيه والحمد لله أنه نجا من هذا الحادث الرهيب ويعطيه الصحة والعافية، لأنه زارع الخير كثيراً والخير يرتد عليه.

جورج خباز لديه فرقة بقيت معه منذ 14 سنة، وأنا عملت معه على مدى أكثر من 7 أو 8 سنوات، وهو يحافظ على أعضاء فرقته وشعاره أنه لا يترك أحداً إذا لم يتركه هو، ومشكور لأنه يحفظ الود وطبعاً هناك احترافية والممثلون جميعاً مخضرمون، وأحياناً إذا حل ضيف في مسرحية أو اثنين إذا أحب أن يبقى يرحب به.

ما هي رسالتك لجمهورك وقراء موقع الفن؟

أقول لهم انتبهوا على صحتكم خصوصاً بسبب انتشار فيروس كورونا، والجائحة الكبرى هي السياسيون "المشلشين" وكما قلت في مسرحية لجورج خبّاز "انشا الله بعد 50 سنة بيزبط"، ولكي نقتلع الطائفية والعشائرية يجب أن يكون لدينا ارتباط بتراب الوطن، وإلا لن نصبح بلداً، وستأتي أجيال لاحقاً بعد 50 سنة يبنون لبنان الحقيقي، لأن عناصر البقاء موجودة فيه ولبنان يملك أدمغة موزعة فيه وفي كل العالم في كل المجالات.

وأوجه تحية كبيرة لصديقتي السيدة هلا المر التي تهتم دائماً بالفن الحقيقي وتعطي لكل ممثل أو فنان حقه.