ليس من السهل على الاطلاق إقدام النجوم العرب، ونجوم الخليج على وجه الخصوص، على تقديم أغنيات باللهجة اللبنانية، التي تعتبر نوعاً ما، صعبة في الأداء والتمكن منها، ما قد يضع مؤديها في خانة الانتقاد.
تجارب الفنانين العرب مع الأغنية اللبنانية، وإن كانت خجولة، إلا أنها حققت نجاحاً كبيراً على امتداد العالم العربي، ونذكر جيداً نبيل شعيل وعبد المجيد عبد الله وأنغام وشيرين عبد الوهاب وغيرهم.
اليوم تجربة قد تكون جديدة بالنسبة إلى الفنان العراقي ماجد المهندس، الذي كانت إنطلاقته الفنية من لبنان، إلى ان أصبح رقماً صعباً في أداء الأغنية الخليجية، محققاً نجاحات مدوية في الخليج على وجه الخصوص، ولبنان العالم العربي على وجه العموم.
برنس الأغنية الخليجية خاض هذه المرة غمار الأغنية اللبنانية، وقدم أغنية "كيفك" من كلمات سمر هنيدي وألحان محمود خيامي.
إنتظرنا أسابيع قليلة قبل أن نطلق حكماً على هذه الأغنية، التي تحولت إلى ترند على تويتر، وحقق المهندس فيها نجاحاً كبيراً عبر مواقع التواصل والاذاعات اللبنانية والعربية.
مما لا شك فيه أن لا غبار على إحساس الفنان ماجد المهندس الذي يضفي شجناً وألقاً على الأغنية، وخصوصاً أنها تميل إلى الحزن، ومناجاة قسوة الحبيب والنسيان.
المهندس بدا متمكناً من أداء اللهجة اللبنانية، حاضراً بصوته الجميل وإحساسه المرهف، مضيفاً إلى كلام الأغنية، فائضاً من قوة الإحساس، كان كفيلاً في أن يرفع أكثر من شأن الكلام، إذ إن المهندس عودنا دائماً على أن يختار أدسم الأشعار الخليجية، ليقدمها في قالب من الرومانسية.
أداء المهندس الساحر إنصهر باللحن الجميل للأغنية، والذي يميل إلى الحزن والشجن، تاركاً انطباعا وتأثيراً في نفوس العاشقين التائهين في هذه الحياة.
في المختصر، أغنية موفقة أداء وصوتاً ولحناً وحضوراً... تجربة وإن كانت جديدة على المهندس، إلا أنها تستحق الثناء، وتحمله مسؤولية الإستمرار في تقديم الأغنية اللبنانية التي لاقت بصوته، وبقدر كبير من الإحساس الذي قل نظيره لدى بعض النجوم اللبنانيين.