الحديث مع الفنان اللبناني وليد توفيق يطول، وقد خصصنا له جزءاً ثانياً من مقابلتنا معه، حاورناه فيه حول العروض الفنية التي تلقاها، وعلاقاته مع بعض السياسيين، وتواصله مع أهله ومحبيه في مدينة طرابلس اللبنانية، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها نتيجة الوضع الاقتصادي الضاغط، كما وسألناه عن رأيه بالأغنيات التي تطرح مؤخراً، وعن تأثير وباء كورونا على الفن، وعلى حياته بشكل خاص، وعن تقييمه لبعض الفنانين الموجودين على الساحة الفنية راهناً..
ولم نغفل السؤال عن ولديه وزوجته ملكة جمال الكون السابقة جورجينا رزق، الذين دائماً ما يتهافت المتابعون لمعرفة أخبارهم..
مع النجم العربي الذي لم يخفت وهجه يوماً وليد توفيق، كان لموقع "الفن" هذا اللقاء.
موجة أغاني المهرجانات.. كيف تقيّمها؟
هي إفرازات ثورة وستنتهي، وهناك أشخاص يحبونها.
علاقتك بمصر قديمة وأغنياتك الضاربة وانطلاقتك كانت في مصر، ولا زالنا نردد أغنياتك حتى اليوم ..كم تحن إلى مصر؟
كل أولاد الساحل اللبناني بما يشمل بيروت صيدا وطرابلس يشعرون بأنهم متعلقون باللون المصري، والسبب هو أننا تربينا على السينما المصرية، وللأسف مدارسنا الحكومية لم تكن لديهم حصة لتعليم الأغنية اللبنانية أو الدبكة، كنا نتعلم من الأفلام ومن الإذاعة قليلاً، ولكن لم يكن لدينا الوقت الكافي للاستماع للراديو، لذلك كانت السينما الملجأ لنا، كنا نشاهد عبد الحليم ومحرم فؤاد ومحمد فوزي وعبد الوهاب وفريد الأطرش، لذا تربينا على الأغنية المصرية، وتلاحظين أن سكان الساحل يغنون المصري أكثر مما يغنون الأغنية الجبلية، وإذا غنوا اللبناني فهم يغنون الأغنية البسيطة، وأول أغنية غنيتها كانت "عيون بهية"، فاعتاد الناس عليّ بالأغنية المصرية، وهذا أمر يفرحني كلبناني خصوصاً خلال تواجدي في مصر في وقت صعب جداً أي في فترة الحرب اللبنانية.
هل تحن إلى تقديم عمل ما في مصر سينمائي أو غنائي؟
حالياً يجب أن يعرف الفنان أين يقف، ولقد عرض عليّ أكثر من عمل سينمائي ورفضته، لأنها كلها كانت أفلام تجارية، وهناك حديث عن مسلسل .
أنا عملت سينما كي أخدم وليد توفيق المغني والملحن، حتى أنت كصحافية إذا وصلتِ إلى مركز معين لا تستطيعين العمل مع أي كان، وأنا أقدم أغانٍ وكليبات، لكن إذا عرض عليّ عمل يهزني أشارك به حتى ولو كان بدور ثانوي فليس لدي مشكلة أبداً.
ما رأيك بالفنان محمد رمضان؟
أعتبره من كبار الممثلين وإحساسي أنه سيصبح عالمياً قريباً، وهو ذكي اتجه إلى الغناء عندما رأى أن أغاني المهرجانات بـ"تعمل جو" أي أنها تحمّس الجمهور فقال لم لا أغني أنا، فغنى الراب وما يقدمه من لون غنائي اليوم.
والفنان عمرو دياب؟هل من الممكن أن تتعاون معه بلحنٍ؟
عمرو دياب أصبح معروفاً عالمياً لأنه عمل مع أشخاص عالميين، وهو أسلوبه الـ Gipsy وقد أحبته الناس بهذا اللون، وأنا أحبه كثيراً ولقد بدأنا سوياً، وليست لدي مشكلة مع أي فنان طالما الناس تقدره وتحترمه.
بالإنتقال للحديث عن التحلين، لقد أصبح الموزع حالياً يعدّل في اللحن فتصبح الأغنية مختلفة.. ما رأيك بالأمر؟
لذلك في هذه الأيام أصبح الموزع أهم من الملحن للأسف، ولكن هناك استثناء، مثل وسام الأمير ومروان خوري وهيثم زياد وهم من الملحنين الجيدين جداً، وزياد برجي نشيط جداً وأحبه كثيراً ولديه جمل رائعة وغيرهم.
نحن في زمن رديء والأغنيات أصبحت كلها طقطوقة
لا تستغربي، هذا موجود من زمان مثل "الطشط قلي"، وفي الماضي لم تكن هناك منصة له، هذه الأيام هناك يوتيوب ومنصات كثيرة.
في ظل جائحة كورونا نعيش في لبنان أيضاً وضعاً إقتصادياً صعباً وخصوصاً في منطقة طرابلس التي خرّجت فنانين كثر مثل صلاح تيزاني وفرقته .. ألا يجب أن يقوم فنانو طرابلس بمبادرة إنسانية لمساعدة الناس في هذه المدينة؟
أنا، الحمد لله، قمت بواجبي، وجمعت مساعدات مقدمة من رجال أعمال أصدقائي في قطر، وبدأنا بمساعدات بسيطة ثم أصبحت 35 طناً ووزعناها، الحمدلله، وسلمناها إلى الجيش اللبناني وكنت الوسيط، وكل فترة لدينا حملة لتوزيع المواد الغذائية للمحتاجين، وأطلب من الفنانين اللبنانين -وأنا واثق أنهم كلهم طيبون وعندهم نخوة ولا أريد أن أظلم أحداً- أن يساعدوا الناس على قدر المستطاع، ويمكن أنهم يقومون بأمور لا أعرفها، وأنا أتحدث عن نفسي وبالتأكيد الدنيا فيها خير. وبالنسبة لي كل أفراد عائلتي فقراء في طرابلس، فالفنان وضعه المادي أفضل، لكن أقاربه وضعهم صعب و"الله يعين العالم يا حنان".
أغنى سياسيي لبنان هم من طرابلس فهل من الممكن أن يتواصل فنانو المنطقة مع هؤلاء كي يقوموا بمساعدة الناس؟
هناك سياسيون يساعدون لكنهم قلائل، والمفروض أن تكون مساعداتهم أكبر بكثير نظراً لثروتهم، وحالياً مشكلة أموال المودعين وأزمة المصارف ثم انفجار المرفأ وغلاء الدولار، كل ذلك أوقع الناس في أزمة كبيرة.
هل تربطك علاقة صداقة بأحد السياسيين؟
كانت فقط لدي صداقة مع رفيق الحريري، رحمه الله، حين كان لا يزال يعمل في السعودية، وأعتز بهذه العلاقة التي ربطتني بهذا الرجل العظيم ويا ليته لا يزال موجوداً بيننا، كما كانت لدي علاقة صداقة مع الراحل عمر كرامي، هذا الوجه الوطني الكبير ودائماً أزور آل كرامي في منزلهم : الأستاذ فيصل والأستاذ خالد، وهي علاقات صداقة عائلية وأنا أكره السياسة ولا أحبها ولا أحب الدخول بها.
برأيك من الأفضل للفنان أن لا يجاهر بمواقفه السياسية إلا إذا كان أمراً وطنياً؟
نعم بالتأكيد، إلا إذا كان هناك أمر يمس الوطن عندها لا يجوز السكوت، الفنان يجب أن يجمع ولا يفرّق، وبالنسبة للفنانين الذين شاركوا في الثورة طالما أن المطالب محقة فهذا من حقهم، وطالما أن الأمور لا يتم تسييسها، والفنان يجب أن يوّحد دائماً ويجمع.
في حادثة انفجار المرفأ غنيت عن الفاجعة
هي "صباح الخير يا بيروت" التي كتبها الصديق نزار فرنسيس، وكنت قدمت أغنية لبيروت بعنوان "وينك يا فرح بيروت"، وكلماتها تقول "وينك يا فرح بيروت وينك يا فرح الإيام ملّى الحزن البيوت ورح يخلص الكلام وينك يا فرح بيروت.. يا بيروت الحلوة ارجعي ويا شمس المحبة اطلعي"، وهي أغنية جميلة.
أحزنك وفاة فنانين من دون وداع في ظل فيروس كورونا مثل مروان محفوظ والياس الرحباني وجان صليبا؟
نعم وأيضاً مات خمسة من أصدقائي بهذا الوباء، رحم الله الموسيقار الياس الرحباني، الفنان الضاحك دائماً بعز الأزمات نراه يضحك ويتفاءل ولم يجرح في حياته أي إنسان، وهو متواضع وكان أخاً لي رحمه الله، ومروان كان مريضاً من فترة طويلة وكان في سوريا وكنت أتتبع أخباره في الإعلام ورحل أيضاً بطريقة محزنة، وجان صليبا رحمه الله والقائمة تطول الله يسترنا.
ماذا عن ولديك؟
وليد أنهى دراسة هندسة الصوت ويحب الموسيقى الغربية وتخرج من ألمانيا، ونورهان أنشأت شركة تعنى بإقامة حفلات الزفاف وكانت الأمور تسير بشكل جيد، لكن كل شيء متوقف حالياً بسبب فيروس كورونا، ونحن موجودون في المنزل إلى أن يفرجها الله علينا.
دائماً يترقّب الناس أخبار ولديك ويبدون إعجابهم بجمالهما..
صحيح مع العلم أنهما بعيدان جداً عن هذا المجال، وهما لا يتبجحان ويقولان أبي وليد توفيق وأمي جورجينا.
لكن الناس عندهم حشرية..
بالطبع الجمهور يحب الفنان وعائلته.
تواضعك أكثر ما يميزك..
"شبعان نجومية لولد الولد"، أهم إنجازاتي هو أنني تقرّبت من الناس وسهلت الأغنية وأهم كنز عندي هو حب جمهوري.
ما هي رسالتك للفنانين الذي يأخذهم الغرور؟
أنصحهم بتجنب الغرور والتكبر، لكنّ جمهور ومتابعي الفنان يرونه ملاكاً على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، وأنتم الصحافيون يحدث معكم كما حدث معي عندما ذهبت إلى مصر كنت أعشقهم وأحب أغنياتهم وعندما تعرفت عليهم عن قرب تمنيت لو لم أتعرف عليهم، لأنني لم أعد أطيق أن أسمع أغنياتهم ولا سيرتهم، والجمهور بريء يحب الفنان من دون مقابل واتركيه للزمن إما أن يستمر أو يختفي وهجه.
أنا سعيدة جداً بهذه المقابلة وسلامنا للسيدة جورجينا التي هي ملكة على عرش قلبك وقلوب الناس.
أشكرك حنان وأشكر رئيسة التحرير صديقتي هلا المر التي أحبها وأقدرها كثيراً.