GUCCI هي علامة تجارية إيطالية من الأزياء والسلع الجلدية الفاخرة، وتمتلك شركة كرينج الفرنسية المعروفة بـ"PPR" جزءاً من المجموعة.
إستطاع غوتشيو غوتشي تأسيس شركة "غوتشي" في فلورنسا عام 1921، لتشمل خطوط تصميم حقائب اليد، الملابس الجاهزة، الأحذية والإكسسوارات، الماكياج، العطور وحتى الديكور المنزلي.
في عام 2019، قامت غوتشي بتشغيل 487 متجراً يعمل به 17157 موظفاً، وحققت مبيعات بلغت قيمتها 9.628 مليار يورو، بينما في عام 2018 بلغت قيمتها 8.2 مليار يورو.
يشارك فريق عمل Gucci أفكار ورؤية أليساندرو ميشيل الإبداعية، المتمثلة في الشمولية والتنوع والحرية، ليكون الزبون على طبيعته، تحت إدارة الرئيس التنفيذي للشركة ماركو بيزاري.
بعد سلسلة من النجاحات وتاريخاً من الموضة والتصميم الإبداعي، إفتتح "غوتشي" متحفاً في فلورنس داخل بالازو ديلا ميركانزيا، ويطل على Piazza della Signoria، مساحته 1715 متراً مربعاً يرسم تاريخه على مدار 90 عاماً.
هذه الإمبراطورية لم تأتِ من عبث، بل جاءت نتيجة صراعات على السلطة والمال وسقوط ضحية سببها إمراة.
غوتشي بين الإفتتاح والإقفال
في 27 أيار/مايو عام 1995، وعندما كان موريزيو غوتشي يبلغ 46 عاماً، وهو الوريث الثّري لماركة Gucci العالميّة، يستعد لإطلاق فرع المفروشات، تلقّى 3 طلقات في رأسه، وتوفي على إثرها فوراً.
وقيل يومها إن موريزيو كان محاطاً بالأعداء، ولا سيما أبناء عمّه، الذين حقدوا عليه إثر بيعه حصّته من هذه الإمبراطوريّة العائليّة العريقة إلى شركة بحرينيّة، ولكن المحققين توصلوا الى أن المال لم يكن الحافز الأساسي لمقتله بل إلى قصّة حب ربطت موريزيو بـ باتريسيا ريجياني.
تاريخ إمبراطوريّة Gucci
تأسست هذه الإمبراطوريّة مع ولادة Gucci Guccio سنة 1881 في إيطاليا، الذي سافر إلى إنجلترا ليعمل حمّالاً في أحد الفنادق الفخمة، ومع الوقت تعلّم فن صناعة الحقائب الكبيرة والخزنات. ولما عاد إلى إيطاليا، إنطلق إلى صنع قطع فاخرة للفروسيّة، وبعد سنوات عدّة تولى إبنه Aldo تطوير المؤسسة، فأطلق حقائب فاخرة منفّذة بالأشرطة القماشيّة الخضر والحمر يزيّنها حرفا G، المصنوعان من الذهب والمشبوكان ببعضهما.
وتطور صناعته لاحقاً ليكبر وينطلق نحو صناعة الأحذية الفخمة والفرو وفساتين السّهرة، فتحولت تلك المؤسسة إلى إمبراطوريّة عظيمة.
هذه الشركة لم تسلم من النزاعات والخلافات بين أفراد العائلة للتملك، Aldo وRodolfo، إبنا المؤسس، هما ولدان من 5 تنازعا بقوّة من أجل التفرّد بملكية الشركة، كما جرى فيما بعد بين Maurizio نجل Rodolfo وأولاد عمه Aldo.
قصّة حب كاذبة
بلغت العائلة أوج صراعها على السلطة، في وقت كان موريزيو مغرماً بباتريسيا، وإلتقى بها في شتاء عام 1970.
لكن حبها له لم يكن بريئاً، إذ وضعت أمام عينيها هدفاً واحداً، ألا وهو كسب هذا الوريث الغني والوسيم، متمثّلة بوالدتها التي كانت تعمل منظفة ثياب لدى الأغنياء، والتي تمكنت من التغلب على بؤسها من خلال الزواج من صناعي ثري تبنّى باتريسيا، التي ولدت من أب مجهول الهوية، حتى أنه خصّها بمبلغ كبير من ثروته الضّخمة عام 1973.
رفض والده Rodolfo قصة حبهما تماماً، بعد أن شعر بعدم صدق مشاعرها ومحاولة إستغلاله، ولكن موريزيو لم يكن ليقتنع، فتم الزواج عام 1972.
قصة حب وطلاق وخوف على الثروة
12 عاماً من الحب الكبير عاشت خلالها باتريسيا الغنى الفاحش، فكدّست الهدايا الثمينة من مجوهرات وألماس وفرو بكل أنواعهم الفاخرة، فضلاً عن لوحات وقطع فنية قيّمة وبيوت وڤيلات، ولفّت العالم بأجمعه، لكنها إستطاعت وسط إنشغالها في عالم الرفاهية، إنجاب فتاتين هما Alessandra سنة 1976 وAllegra سنة 1980، اللتين تنقلتا بين أكابولكو ونيويورك وميلانو.
ولكن، بعد مرور 12 عاماً، أبلغ موريزيو إبنته البكر عام 1985 أنه سيطلب الطلاق من أمها، وبعد 9 سنوات إستطاع الإنفصال عنها بعد أن وافقت على الطلاق، وكان موريزيو خلالها يعيش مع عشيقته تاجرة القطع الأثرية الجميلة باولا فرانشي، ولكن باتريسيا لم تستسلم لهذا الأمر، خصوصاً حين علمت بأنه سيتزوجها، لينجب أولاداً يسلبون منها الثروة.
فترة المرض
يبدو أن الخبر صدم باتريسيا، فعانت من داء النّقطة، وأجريت لها عملية لنزع الورم من نخاعها الشوكي عام 1992، ولكن حالتها المرضية لم تمنع زوجها من الإستمرار في علاقته مع عشيقته، فإزدادت رغبتها بالإنتقام. "
وطلبت من البستاني لديها التقرب من عشيقة زوجها، كما خطّطت لحرق الشّاليه، الذي تسكن فيه Paola مع موريزيو في سان موريتز.
ولجأت أيضاً الى بصارة ورق لعب، وتدعى Pina، وإستطاعت السّيطرة على أفكارها، وأصبحت مرافقتها أينما وجدت.
الجريمة والثمن
تمكّنت البصارة ونبؤاتها من فرض ما تريده على باتريسيا، فطردت عصابة من البلطجية واللصوص الذين كانوا يحيطون بها، ووظفت بواباً ليلياً في أحد الفنادق، والذي بدوره وظّف Benedetto Ceraulo وهو ميكانيكي عاطل عن العمل، بالإضافة إلى شخص آخر يعمل في تجارة المخدرات. ولدى عودة طليقها من أميركا يوم 27 آذار/مارس عام 1995 أبلغت باتريسيا الموظف Ceraulo بعودته، ونفّذ المهمّة مقابل 300 ألف يورو.
أثارت باتريسيا الشّك لدى الشرطة، كما ساهمت الأدلة في إدانتها، لا سيما شهادات المقربين منها ووجود كلمة "الجنّة" في مفكرتها على الصّفحة، التي تحمل تاريخ 27 آذار/مارس عام 1995، يوم مقتل موريزيو غوتشي، كما تناست باتريسيا أن تدفع المبلغ بكامله إلى القتلة المأجورين، فلم يتوانوا عن إدانتها.
استمرّت المحاكمة سنتين، وصدر بعدها الحكم على باتريسيا ريجياني، التي لقبت "بالأرملة السّوداء"، لمدة 26 عاماً في السّجن الجنائي.
يوم تاريخ توقيفها إرتدت أغلى "ڤيزون" لديها، وتزيّنت بالمجوهرات الثمينة، كما وضعت نظارة ملونة، وطلّت مصرة على نكران جريمتها، مدعية البراءة، فحاولت الإضراب عن الطعام والإنتحار قبل أن يتم الإفراج عنها لحسن سلوكها، في أيلول/سبتمبر عام 2013، بعد بقائها 16 عاماً في السّجن.
خلال عام 2011، وكانت قد بلغت من العمر 63 عاماً، إقترحت عليها إدارة السجن الإفراج المشروط بالتناوب بين العمل والسجن، فرفضت قائلة: "لم أعمل يوماً في حياتي، فليس عليّ الآن أن أبدأ".
باتريسيا ريجياني حرة طليقة وصحن عدس
أصبحت باتريسيا ريجياني مستشارة لماركة Bozart، دار المجوهرات والأكسسوارات.
كما أصبحت Gucci منذ عام 1982 شركة مساهمة، تتولى إدارتها المصممة الفنيّة Frida Giannini منذ عام 2006.
بعد طلاقها حصلت باتريسيا على 1.5 مليون يورو، وعلى القصر في ميلانو المفروش بالتحف الفنية القيّمة، وعلى شقة نيويورك بالإضافة إلى "شاليه" Saint Moritz، لكنها علّقت في تصريحات لها قائلة: "لم أحصل سوى على طبق من العدس".