كاتب دراما لبنانية، مبدع في كتاباته وبمعالجته الدرامية، ويعرف كيف يجذب المشاهدين لأعماله من خلال حبكة أعماله المشوقة.
في رصيده العديد من الأعمال، منها "ورود ممزقة"، "عندما يبكي التراب" و"موت أميرة"، وهو كذلك أكمل كتابة الحلقات الأخيرة من مسلسل "كل الحب كل الغرام" بعد وفاة كاتبه الكاتب اللبناني الراحل مروان العبد، وكتب سيناريو وحوار لقصة "عشرة عبيد صغار" للكاتبة الإنجليزية أغاتا كريستي التي عرضت منذ سنوات بنسخة جديدة.
إنه الكاتب والممثل طوني شمعون، الذي يعرض له حالياً مسلسل "رصيف الغرباء" من كتابته، والذي يطل فيه أيضاً ممثلاً مجسداً شخصية "الشيخ سيف"، إلتقيناه في موقع "الفن"، وكان لنا معه هذا الحوار.
ما الذي يميّز "رصيف الغرباء" عن غيره من المسلسلات، خصوصاً "ورود ممزقة"؟
يتميّز أولاً بالحبكة الجديدة التي أعتمدها فيه، ففي مسلسل "ورود ممزقة" إعتمدت ثلاثة خطوط، أما هنا فيوجد بين ثماني إلى 10 خطوط.
هل ستصبح الأحداث أسرع؟ لأننا شعرنا في بداياته أنه بطيء نوعاً ماً؟
هذا ليس نوعاً من البطء، لكن هذا يقال له البناء الدرامي للعمل، وما قد يلاحظه المشاهد من بطء في بعض الاحداث، ناتج عن أننا صورنا في ظروف صعبة بسبب فيروس كورونا، ومشاهد الآكشن لم نستطع أن نلحق تصويرها بالشكل المطلوب.
"الشيخ سيف" الذي تؤدي دوره أنت، كثيرون يقولون إنك تحاول تقليد شخصية "جبل" للممثل السوري تيم حسن، أي أنه جيّد مع الشخص الجيّد، وعاطل مع الشخص العاطل، كما أنك تعلّق على كلمة "صار" كي يرددها المشاهدون كما حصل مع "جبل" بأكثر من تعبير، ما تعليقك؟
أولاً هناك فرق كبير بين الشخصيتين، ولست أنا من يقلّد، فهذا المسلسل كتبته منذ العام 2011، كما تلقيتم أنتم هذه التعليقات، أنا أيضاً وصلتني، والممثل تيم حسن نجم كبير ولديه جمهوره العريض.
هل المقارنة تضرك؟
لا، بالعكس المقارنة لصالحي، فعندما يقال عني آل باتشينو العرب أو تشي غيفارا أو روبن هوود وغيرها، فهي تفيدني.
لماذا لا تعطي نفسك دوراً كبيراً في أعمالك؟
دور "الشيخ سيف" كبير جداً في العمل، وستلاحظون ذلك في الحلقات المقبلة، ولكن المشاهد التي كان من المفترض أن تكون في الحلقات التي مرّت، لم نصورها، أي مشاهد الآكشن.
لماذا تمّ إختيار الممثل اللبناني حسين فنيش لأداء دور البطولة؟ هل لأن شكله جميل، أم لأن أداءه جيد؟
الشاب حساس جداً، مع العلم أنني تلقيت تعليقات مستغربة هذا الأمر، فهناك من قال لي "رصيف الغرباء أضرب وإطرح لم تجدوا له نجماً؟"، وكان جوابي أنه إن لم يكن نجماً اليوم سيصبح نجماً في المستقبل.
كيف تصف هدوءه في التمثيل؟
أنا أريد الإحساس، وهو أوصله لي.
الممثل اللبناني عمار شلق ترى دوره ثانوياً أم أساسياً؟
دوره أساسي، فنحن هنا نتكلم عن مسلسل طويل، 140 حلقة، عمار شلق من الادوار الجميلة جداً في العمل.
هل غيّرت دور الممثل فادي إبراهيم من البخيل والمستبد، كما في "ثواني" و"كل الحب كل الغرام" والشرير في "سرّ"؟
فادي إبراهيم قلائل الذين مثله، وهو يستطيع أن يلعب كل الأدوار من الكوميديا إلى الدراما.
ما رأيك بدور شقيقك الممثل اللبناني بيار شمعون الذي كان يجسد الأدوار الكوميدية بالأكثر، واليوم نراه في المسلسل بدور المختار المحب والطيّب؟
بيار شمعون خريج كلية الفنون مثلي أنا، وهو يستطيع أداء كل الأدوار، وفي الحلقات المقبلة سيكون دوره واضحاً وأكبر.
لماذا كنت أشعر سابقاً أن هناك حماساً وآكشن أكثر في أعمالك من اليوم؟
في هذا المسلسل الظروف لم تسمح بأن نصوّر مشاهد الآكشن، فمع بدايات شخصية "الشيخ سيف" في العمل، كان هناك مشاهد آكشن مرتين أكثر من مشاهد الآكشن في مسلسل "عندما يبكي التراب".
ما رأيك بمن ينتقدون إيلي معلوف بأنه ليس مخرجاً جيداً؟
الإخراج أسلوب، وكل شخص لديه أسلوبه، وإيلي معلوف إستطاع أن يصل إلى قلوب الناس بإخراجه.
وفي لبنان لدينا مصيبة كبيرة جداً، فكل سياسي يقول لك "أنا أو لا أحد"، وفي الفن كذلك، فالكاتب يتكلم عن الكاتب ويدمره، وكذلك الأمر بالنسبة للمخرج والمنتج، المفروض أن نقف جميعاً أمام بعضنا البعض، ونسعد لنجاح بعضنا البعض.
وبنظري ايلي معلوف هو من أهم المخرجين في لبنان والعالم العربي.
ما رأيك بنصوص الدراما التي تتناول المواضيع المثيرة للجدل، منها المثلية الجنسية وتجارة الأعضاء؟
هذا نوع من أنواع الدراما، وأنا أكتب الدراما المستحيلة، وأركز دائماً في كتاباتي على الصداقة.
ما رأيك بنصوص الكاتبة منى طايع؟
حبيبة قلبي.
كلوديا مارشليان؟
أيضاً حبيبة قلبي، وفي نصوص كلوديا ومنى تجدين النواحي الإجتماعية ونواحي الحب، فهما لا تدخلان في الآكشن.
كارين رزق الله؟
أنت تسألينني عن الناس الذين أحبهم، وبرأيي كارين إستطاعت أن تخلق جمهوراً لها.
خطف الموت الكاتب مروان العبد قبل أن ينتهي من كتابة "كل الحب كل الغرام"، كيف أكملت كتابة هذا العمل بعد رحيله؟
كتبت حوالى الأربع حلقات من العمل، وكذلك كتبت عدة مشاهد لربط أحداثه كي يُكمل، وخصوصاً عندما تركه أربعة ممثلين.
ما هو شعورك بأن الكثير من الكتاب والممثلين ليس لديهم ضمان الشيخوخة؟
هذه نهايتنا جميعاً، لأنهم لم يعترفوا بنا كصناعة كما في باقي الدول، منها أميركا وسوريا، والدراما اللبنانية تشبه البلد وسياسيي هذا البلد، فكما دمروه دمروا الدراما.
لمن تريد أن تصفق حالياً؟
صراحة، ليس لدي وقت لكي أشاهد الأعمال.
ماذا تفعل اليوم في الحجر المنزلي؟
لدي مسلسل جديد أكتبه بعنوان "غضب".
أين أصبح مسلسل "الزيتونة مملكة الحب والليل"؟
سنبدأ بتصويره بعد الإنتهاء من "رصيف الغرباء"، ولكن بهذه الظروف والميزانية لا يمكن تصويره، لأنه مسلسل ضخم جداً ومكلف.
عندما نسمع بإسم "زيتونة" نعتقد أن العمل يتحدث عن الزانيات والعاهرات؟
لا، حتى أن زاوية العاهرة أتناولها بإنسانية.
أعطنا لمحة عن القصة؟
القصة تميل إلى قصة حب مهمة جداً، وقصص الحب التي آخذها أنا هي من الواقع، وأنا قرأت 35 كتاباً كي لا يكون أي مشهد مثل أي كتاب.
حين كتبت سيناريو وحوار "عشرة عبيد صغار"، إلى أي مدى إلتزمت بقصة الكاتبة أغاتا كرسيتي؟
أنا وضعت الخط الخاص بـ أغاتا كريستي، وأضفت إليه الحالة النفسية والقدرية التي تتحكم بالإنسان والخوف من المستقبل، هذا بالإضافة إلى الفرق في طرح الموضوع، والعمق في فلسفة القدر والخوف والحب، الأمر الذي لم تقدمه أغاتا كريستي. هناك عشر قصص ضمن 30 حلقة، تروي محاكمة مجموعة من الأشخاص بسبب الجرائم التي إرتكبوها.
أنت بمن متأثر في كتابتك للسيناريو؟
متأثر بـ سيدني شيلدون نظراً لجامعتي.
ما رأيك بكتابة شكري أنيس فاخوري؟
هذا حبيب قلبي، هو من أهم من الكتاب، أسس هذه المدرسة التي يتبعها الكل اليوم.
أية مدرسة؟
أسلوب الحب والغرام والطلاق.
هل تحزن عندما ينافس المسلسل التركي المسلسل اللبناني ويحظى برايتنغ أعلى منه؟
قصة الرايتنغ عليها أن تكون واضحة، فعندما كانت الـLBCI مع Ipsos، كانت المحطة الأولى دائماً، وعندما تركتها أصبحت العلامات التي كانت تعطيها لهذه المحطة تذهب لغير محطات.
هذا يعني برأيك أن الإحصاءات ليست دقيقة؟
هي مؤشر، ولكن الإحصاء الحقيقي هو عندما تنزلين إلى الشارع، وما يقوله الناس.
هل تؤمن بالصداقة؟
أؤمن بها، ولكني لا أؤمن بماورائيات الصداقة.