مع إنتهاء مسلسل "ع إسمك"، نكتب هذه السطور لنضع العمل الذي يعرض عبر شاشة MTV، تحت مجهر النقد، وسنكون على قدر كبير من الموضوعية والواقعية.
مما لا شك فيه أن العمل استحوذ، وفي زمن الحجر المنزلي، على نسبة مشاهدة عالية جداً، نظرا إلى قصته الإنسانية التي تحاكي وجداننا وقيمنا الإنسانية وأمراضنا النفسية وطيبتنا وحقدنا وحبنا للآخر والعطاء.
لقد أجادت الكاتبة كلوديا مرشليان توظيف خبرتها الطويلة في قصة سلسة تحاكي ذهن وعاطفة المشاهد بوتيرة متسارعة، بعيداً عن الملل والرتابة الدرامية. وبقدر ما تجيد كلوديا إبكاء المشاهد على آلامنا في هذا البلد، بقدر ما تضحكنا بومضات طريفة تضفيها إلى نصها، وتوظفها من خلال الممثلين المناسبين لإيصال الرسالة.
بداية من المبدعة ليليان نمري، التي وللمرة الأولى، يتم توظيف وإظهار قدراتها التمثيلية بالشكل المناسب، والفضل في ذلك يعود إلى المخرج فيليب أسمر. ليليان التي جسدت في المسلسل دور "جورجيت درباس"، تفوقت على نفسها في دورها، وكانت فعلاً الدينامو والمحرك لأحداث العمل، فقد أضحكتنا وأبكتنا وأثرت فينا، بعدما وظفت كل ما فيها من موهبة خدمة للدور والشخصية.
مارينال سركيس التي جسدت دور "حنة"، أبدعت أيضاً في تجسيد الشخصية... استثنائية هي بكل ما فيها من حضور وتألق ومهارة وقدرة على إضحاكنا. "حنة" تستحق جائزة وبجدارة، عن قدرتها على إعطاء الدور ما يلزم وأكثر.
أما المفاجأة الكبرى، فهي مشاركة نجمة بكل المقاييس، إسمها غرازييلا طربيه التي جسدت دور "دوللي" شقيقة "أليكو". غرازييلا المصابة بمتلازمة داون، أثبتت أن إصابتها هذه لا تقف حائلاً دون الابداع والاندماج في المجتمع وتوظيف قدراتها. فقد أظهرت إحترافاً يُشهد له في تجسيد الدور، وهي تستحق جائزة عالمية عن مهارتها وقدرتها على إقناعنا بتمثيلها.
أما الطفلة تالين أبو رجيلي التي جسدت دور "ميريام"، فقد أظهرت إحترافاً كبيراً في تأدية دورها، على الرغم من صغر سنها. والملفت أنها متحكمة بلغة جسدها وتعابير وجهها لتأدية الدور، وهذا نادراً ما نلاحظه حين يتم إشراك الأطفال في الاعمال الدرامية.
الممثلة فيفيان أنطونيوس التي جسدت دور "صولانج"، لا تحتاج إلى شهادة منا، فهي أستاذة، ومرعبة في التحكم بوجهها والتمثيل عن طريق الإيماء من دون الحاجة إلى الكلام.
الممثل يوسف حداد هو صاحب الباع الطويل في هذا المجال، يوسف جسد دوره كما عودنا، بإحتراف كبير ومهنية، ولا يمكننا الا أن نقول إنه إضافة مميزة للمسلسل إلى جانب كبار النجوم الذين شاركوا في العمل، مثل ختام اللحام وعلي الزين وأنطوان بلابان.
كما لا يمكننا إلا أن نشيد بدوري بطلي العمل كارين رزق الله وجيري غزال، بسبب تناغمهما وإحترافهما في تجسيد كل منهما دوره وخدمته، حتى تمكنا من تحقيق هذه الشهرة والنجومية والإنتشار، ليس فقط في لبنان، إنما على إمتداد العالم العربي. كارين متمكنة من قدراتها وهي بعيدة كل البعد عن "الفزلكة" والمبالغة، وهي أقرب ما تكون إلى الطبيعية والسلاسة.
إنه مسلسل أقل ما يقال فيه إنه خلطة سحرية من الإبهار في النص المتماسك والجاذب والتصوير والإخراج وإختيار الممثلين المناسبين للعمل.