تعودنا في كل سنة ان نشهد في لبنان مسابقة ملكة جمال لبنان، فهو حدث ننتظره من عام إلى عام، لنكتشف من هي الشابة التي ستمثل بلدنا في المسابقات العالمية. أصبحت هذه المسابقة تخلق الامل لدى اللبنانيين، خصوصاً بعد عام 2015 حين استطاعت فاليري أبو شقرا ان تصل الى نهائيات مسابقة ملكة جمال العالم، وتحقق ألقاباً جمالية عديدة، منها صاحبة أجمل وجه في قارة آسيا و Miss Photogenic.
يبدو ان هذه السنة وللمرة الثانية على التوالي، لن نستطيع ان نشهد انتخاب ملكة جمال جديدة للبنان، وستبقى مايا رعيدي صاحبة اللقب منذ عام 2018، محتفظة به للعام الثالث، ما يجعل هذه الحالة الاولى من نوعها في لبنان منذ أكثر من 20 عاماً.
الأسباب التي يتذرع بها القائمون على الحفل لعدم تنظيمه غير مقنعة بتاتاً هذه السنة، فالعام الماضي تفهمنا إلغاء المسابقة في اللحظة الاخيرة، مع العلم انه كان قد تم اختيار المتسابقات حينها، وذلك بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية مع بداية ثورة 17 تشرين، لكن هذه السنة ان عذر انتشار فيروس كورونا ليس مقنعاً، في وقت يتم فيه تنظيم كل المسابقات الجمالية الاخرى في لبنان بشكل عادي، خصوصاً بعدما تم الاعلان عن اقتراب موعد حفل Mr Lebanon.
بالإضافة الى ذلك، أزمة وباء كورونا ليست حصرية في لبنان، فالفيروس منتشر في كل البلدان، الا ان معظم المسابقات الجمالية استطاعت تنظيم حفل بسيط من دون دعوة جمهور، وانتخبت خلالها ملكة جمال لتمثل البلد في المسابقات العالمية التي ستقام، بالرغم من كل الظروف، ضمن الاجراءات الوقائية.
ولا يمكن تبرير الامر عبر قول ان لبنان لا يشبه الدول الاوروبية من حيث وضعه الصحي، وان الامور اصعب هنا، ففي العراق مثلا تم انتخاب ملكة جمال ضمن حفل بسيط جدا، فلما لا نفعل ذلك نحن أيضاً؟
لا شك أن القائمين على تنظيم حفل ملكة جمال لبنان يتكلون على حصد الاموال من هذه المناسبة أكثر من انتخاب الملكة، وذلك من خلال الاعلانات الدعائية، وبما ان هذه السنة لن يكون هناك إقبال على الحفل، فقد علموا أن تنظيمه هذا العام لن يجني الاموال، ولن يحقق الارباح المتوقعة، وهذا هو السبب المنطقي لقرار إلغائه!
قد يهاجمنا البعض على تسليطنا الضوء على هذه الفكرة، في وقت يعاني فيه لبنان واللبنانيون من مشاكل أكبر، خصوصاً على الصعيد الصحي، لكن ان بقينا نتحجج بكل ظرف صعب سنمر به، لن نستطيع النهوض مجدداً، وسنخسر ما تبقى لنا من أمل في المجالات التي برزنا فيها، ومنها الجمال والسياحة.