قدّم الممثل السوري أحمد مللي الكثير من الأعمال المتنوعة، التي أظهر فيها موهبته المتميزة من خلال الأدوار المتنوعة التي جسدها، في السينما والتلفزيون والمسرح.
ولد في دمشق عام 1949، وإكتسب موهبته منذ الصغر، ونشأ في عائلة بسيطة، لكنه كان يحب دائماً الذهاب إلى السينما لمشاهدة أحدث الأفلام، وهذا ما جعل موهبته تنمو بداخله، وكان يريد أن يصل إلى هذا المجال مهما كلفه الأمر، وهذا ما سعى إليه منذ بداية حياته، وإنتسب إلى نقابة الفنانين عام 1972.
بداياته
بدأ أحمد مللي مشواره الفني من خلال المسرح المدرسي عام 1968، ثم إلتحق بغرفة شبيبة الثورة المسرحية، وجاء المسرح الجامعي عام 1971 ليثري هذا المشوار، بعد أن قدم فيه أعمالاً مهمة، قبل أن ينطلق في مرحلة جديدة من خلال الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية والإذاعية.
إذاً الإنطلاقة بدأت في العمل المسرحي المدرسي، التي مهدت له الطريق أمام تقديم إعمال متميزة، وفي ما بعد على خشبة المسرح الجامعي، منها "وامعتصماه" عام 1971، من تأليف نجاة قصاب حسن وإخراج ياسر العظمة، و"طوفان الدم" من تأليف طالب عمران، وكانت هذه هي أول تجربة من إخراجه.
وبعدها دخل نقابة الفنانين، وإستمر في العمل المسرحي منذ العام 1972.
أعماله
شارك أحمد مللي في العديد من الأدوار السينمائية، التي جعلته ممثلاً معروفاً ومحبوباً، ثم إتجه إلى التلفزيون، فقدم العديد من المسلسلات التلفزيونية.
وفي عام 1978 شارك في فيلم "عشاق" بشخصية "أشرف"، وهو أول عمل سينمائي له، وكانت تجربة رائعة بالنسبة إليه، وإستطاع أن يقدم دوره بشكل مميز، ما جعل الكثير من النقاد يلتفتون إليه.
ثم أراد أن يخوض تجربة الأعمال التلفزيونية، وذلك من خلال أول عمل تلفزيوني قدمه، وهو مسلسل "أبو الخيل" عام 1980، وتوالت عليه العديد من الأعمال بعد هذه الفرصة، حتى أصبح من كبار الممثلين في سوريا.
التجربة التي قدمها في التلفزيون ربما لم تكن بقدر طموحه، كونه لم يقم بقياس الفن بالسنتيمتر، فلعب أدواراً كان مقتنعاً بها، ولكن كانت مساحتها قليلة، وكان سعيداً بها لأنها أرضت غروره كممثل، وفي الوقت نفسه لعب أدواراً مهمة وأدوار بطولة، منها ما إقتنع به وبعضها الأخر لم تقنعه.
كما شارك في أهم الأفلام السورية المعروفة، منها "الحدود"، مع دريد لحام ورغدة وهاني الروماني ورشيد عساف وعمر حجو ومحمد العقاد وهاني السعدي عام 1984.
ومن أفلامه أيضاً "أمطار صيفية، في مهب الريح، قتل عن طريق التسلسل".
إشتهر أحمد مللي في الدراما التلفزيونية، بمشاركاته الكثيرة في البيئة الشامية بإعتباره أحد أبنائها، ومن أعماله فيها نذكر "حمام القيشاني" عام 1998 و"الدبور" و"أسعد الوراق" عام 2010 و"رجال العز" عام 2011 و"زمن البرغوت" عام 2012 و"خان الدراويش" عام 2014 و"عطر الشام" و"بيت الموالدي" عام 2016.
ومن مسلسلاته "حامض حلو" عام 1976 و"تجارب عائلية" عام 1981 و"الأجنحة" عام 1983 و"حارة نسيها الزمن" عام 1988 و"شبكة العنكبوت" عام 1990 و"موزاييك" عام 1994 و"دائرة الانتقام" عام 1995 و"تل اللوز" و"المحكوم" عام 1996 و"ياقوت" و"دوائر الضياع" و"البحر أيوب" و"الحقد الأبيض" عام 1998 و"سيرة آل الجلالي" و"خوخ ورمان" عام 2000 و"تمر حنة"و"أيام اللولو" عام 2001 و"هولاكو" و"حد الهاوية" عام 2002 و"سيف بن ذي يزن" و"أبو المفهومية" عام 2003 و"طيور الشوك" عام 2004 و"الظاهر بيبرس" و"سيد العشاق" عام 2005 و"الوزير وسعادة حرمه" عام 2006 و"كوم الحجر" و"فجر آخر" و"جريمة بلا نهاية" و"النقمة المزدوجة" عام 2007 و"الحوت" و"الباشا" عام 2008 و"صدق وعده" عام 2009 و"ما ملكت أيمانكم" عام 2010 و"الولادة من الخاصرة" عام 2011 و"أوراق بنفسجية" عام 2012 و"عناية مشددة" 2015 و"حكم الهوى" عام 2017 و"شارع شيكاغو" عام 2020.
وشارك أيضاً في أهم المسلسلات الإذاعية، ومنها "حكم العدالة"، عبر إذاعة دمشق.
ومن أعماله المسرحية "ذي قار، النهب، تعال نضحك، محطات ممنوعة".
المسرح
في أحد حواراته القديمة، قال أحمد مللي إن "الوقوف على خشبة المسرح يشعر الممثل بالمتعة وبقيمة المسرح وأهميته في الرسالة التي يقدمها، لأن الممثل فيه يقف مقابل الجمهور، يحكي لهم حكاية، يقصد من ورائها هدف ما، إن كان على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو أي ناحية من نواحي الحياة، فيتلمس عن قرب تفاعل الجمهور مع القضية التي يطرحها، إلى جانب أننا وأبناء جيلي ترعرعنا على قراءة أعمال كتاب مهمين في المسرح، وتعاملنا مع شخصيات مسرحية تشعر معها أنها خلقت لهذه المهمة، فأعطت وأبدعت وما زالت تعطي حتى وان رحلت".
وعن ابتعاده عن المسرح، قال: "إبتعدت قليلاً عن المسرح نتيجة لتواضع الأعمال المسرحية التي قدمت لي مؤخراً، لكنه ما زال في أعماقي أبو الفنون، وإذا تحدثت بصراحة أكثر، فإن الظرف المعيشي للفنان المسرحي في هذه الأيام لا يتناسب ومتطلبات الحياة، وقد يحقق العمل في التلفزيون هذا الهدف، فالمادة عنصر مهم في هذا الزمان، إضافة إلى أن التلفزيون يحقق شهرة واسعة للفنان، وعندما تريد أن تضحي بهذا وتذهب إلى المسرح يجب أن يكون هنالك مردود مادي معقول".
رفيق الدرب
خلال تقديمه واجب العزاء عام 2012، حزّ في نفس أحمد مللي رفيق درب الممثل الراحل طلحت حمدي، أن يتوفى صديقه وزميله خارج سوريا، مشيراً إلى أن وفاته جاءت هادئة جداً وهذا من كرم الله عليه.
وقال لموقع "الفن": "كنت أتمنى لو بقي بيننا، لكن مشيئة الله كانت أن يتوفى.. كنت أتمنى لو توفي هنا في دمشق التي أحبها وعشقها، ولكن حسبه هنا أنه دفن فيها مثلما كان قد أوصى في مسقط رأسه بمنطقة ركن الدين التي ولد فيها".
وتابع: "محزن جداً أن يرحل من بيديه أكثر من ملف مهني في الفن، ومن لم يزل حتى اللحظة يفكر بالكتابة والتمثيل وحتى الإخراج... هناك طعنات كثيرة أعرفها تلقاها طلحت في حياته ومنها ما كان في القريب من الزمن، وكان يكبتها ولا يثيرها، وربما أثرت في حالته كثيراً".
وأردف:" وكذلك أعي تماماً بأن حالة الوطن اليوم أثارت أعصابه فهو كان كثير الحديث عن البلد والشجون التي تحيط به.. آلمته صور كثيرة في السنتين الأخيرتين أراد التعبير عن موقفه منها بعمل ما في الدراما لكن ها هو القدر يقول كلمته ويخطفه إلى مثواه الأخير".
معلومات قد لا تعرفونها عن أحمد مللي
متزوج وأب لصبي و3 بنات.
وصف أجور الممثلين السوريين بالظالمة والمجحفة، مقابل ما يبذلونه من تعب وجهد.
عمل مع نجوم الكوميديا السورية على المسرح، بداية من محمود جبر وياسين بقوش ورفيق السبيعي وزياد مولوي وعبد اللطيف فتحي.