هو مخرج لبناني تعلم في إيطاليا، وتنقل بين مهن متعددة، قبل أن يركز على فن الإخراج الذي يهواه وأتقنه، لمع في إخراج الإعلانات لماركات مهمة، وعاد إلى لبنان، وأكمل ما بدأه، وتركزت معظم تعاملاته مع شركات إنتاج أجنبية، وكانت له أعمال مهمة مع فنانين لبنانيين من الصف الأول، فكان يقدم أفكار كليباتهم، ويتابع تنفيذها، ومنهم الفنانون :عاصي الحلاني، نانسي عجرم، هيفا وهبي، نجوى كرم، وائل كفوري، راغب علامة. شارك مع المخرج سعيد الماروق أكثر من 55 فيديو كليب، ومع المخرجتين ليلى كنعان ونادين لبكي، كما شارك في تصوير فيلم "بيروت أوتيل".

مع المخرج غسان غساني كان لنا من موقع الفن هذا الحوار.

أرحب بك عبر موقع الفن.. أخبرني بداية عن دراستك الجامعية.

أنهيت دراستي الثانوية في لبنان، وتنقلت بين مدرستي الفرير والأنطونية، ثم سافرت إلى إيطاليا حيث تخصصت في الإخراج بإحدى جامعات إيطاليا، وصرت أتنقل بين فرنسا وإيطاليا وبقيت فترة في كوينزتون بلندن، ثم بعد تخرجي بسنة، تزوجت من ماري ابراهيم عام 1998، وكانت مقيمة في السويد، والتقينا في إيطاليا وكان عمري حينها 23 سنة، وعرفتني على أهلها لأن اللبناني يحن إلى المطبخ اللبناني والجو اللبناني، ووالدتي كانت تريدني أن أتزوج لبنانية لأنني ابنها الوحيد، كي لا أنجب أطفالاً إيطاليين يبقون في الخارج، وأنجبت من زوجتي السابقة ولدين، وانفصلنا عام 2012، وحدث الطلاق الرسمي عام 2018، وعشت معها ستة أشهر في السويد، ولم أتأقلم في الحياة بالبلد، ولاحقاً انفصلنا والسبب هو أن الزواج المبكر لا ينجح.

هل يعمل أحد غيرك من أخوتك في الفن؟

لا، أنا الوحيد الذي دخلت هذا المجال، وأنا من برج رحال من سكان بيروت، ووالدي أحمد غساني كان يعمل نجاراً ولدي أخوة منه هم خمسة شباب و3 فتيات، وتزوج لاحقاً والدتي وأنا ثمرة زواج مختلط، فوالدي مسلم شيعي وأمي مارونية، ثم انفصل والداي حين كنت أبلغ من العمر 9 سنوات، رغم عمل والدتي سامية درويش في جريدة النهار، وكان وقتها زمن الحرب اللبنانية فكنت مقيماً مع الوالد في الضاحية الجنوبية وكان متعلقاً بي كثيراً، وعلمني النجارة وكنت أساعده، وهو تعب كثيراً، وكان يرسل لي أموالاً إلى إيطاليا لأتابع دراستي.

ماذا عن انطلاقتك؟

بدأت حياتي العملية في عام 2005، فعملت إعلاناً للعراق للتحذير من الإرهاب.

كنت مقيماً في الخارج حين تم اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، كيف كان تأثير هذا الحدث عليك؟

كارثة وطنية بكل معنى الكلمة، رحم الله روحه، وأنا التقيت به في إيطاليا في منزله الخاص في نابولي، وقد دعت الجالية اللبنانية حينها كل الطلاب اللبنانيين الذين كانوا يدرسون في الجامعات الإيطالية، ومن بينهم طلاب تلقوا منحة تعليمية من مدرسته، وكنا حوالى 20 شاباً، واستفسر عن أحوالنا ودراستنا، وطلب من شاب يعمل معه أن يصوّر جوازات سفرنا، وبعد 15 يوماً كنا ننوي دفع أقساط الجامعة، فتفاجأنا بأنه دفع كافة المصاريف، وكذلك ترك لنا مالاً إضافياً لمصروفنا الخاص.

وحينها طلب المسؤول عن أعماله في إيطاليا حسين ياسين أن نقصده في كل ما نحتاجه، فنحن كنا من بين مجموعة من الشباب من الذين لم يتعلموا بمنحة على نفقته، فقام بمساعدتنا.

متى عدت إلى لبنان؟ وهل تنوي البقاء فيه؟

أنا أعمل بين لبنان وأوروبا، وعدت في عام 2008 إلى لبنان فدعتني شركة روتانا لإخراج فيديو كليب فضل شاكر ويارا "آخدني معك" وأخرجه سعيد الماروق وأنا بعتهم فكرة الكليب وحقق نجاحاً كبيراً وانطلقت منه يارا، ثم عملت فيديو كليب بابا فين لـ هيفا وهبي من ناحية الفكرة.

ما هي أهم أعمالك؟

عملت إعلانات للخليج ولبنان وعملت على إعلانين مهمين لماركة لانجري وماركة عطور لأوروبا.

أخبرني عن لقائك بالنجمة مونيكا بيلوتشي وتعاملك معها.

كنت نادلاً في المطعم، ورأتني، وقبل أن تغادر تركت رقم هاتفها لمدير عام المطعم، على أن أهاتفها في اليوم التالي الساعة 11، والتقينا في مقهى، وعرفت أنها قصدت أن تحضر للمطعم لتلتقي بي كي تعرض عليّ أن أعرض لشركات ألبسة، فهي كانت تمتلك شركة تنتج إعلانات.

وهل تطورت العلاقة بينكما من العمل إلى الشخصي؟ وهل وقعت في غرامها؟

طبعاً كنا نترافق سوياً دائماً في العمل وخارجه، وتوطدت علاقتنا على الصعيد الشخصي، لكن لم تتطور إلى علاقة جدية، وهي ذكية جداً عرفت كيف جعلتني أبقى معها، وكانت سنداً بالنسبة لي، هي كانت تكبرني بسنين كثيرة، ولم أغرم بها، على الرغم من أني كنت أقدرها كثيراً، ومونيكا كانت أحد أسباب طلاقي من زوجتي السابقة.

هل ما زلت على تواصل معها؟

لا زالت تكلمني دائماً، ولا زالت تتمتع بروح الصبا، وقالت لي ذات مرة "مهما تقدمت في السن أحب أن ألبس على الموضة"، وهي من مواليد عام 1964 أي أن عمرها الآن 56 سنة.

(نشير أن حديث غسان غساني عن مونيكا بيلوتشي ننقله لكم حرفيا، كما نفعل في كل اللقاءات التي ننشرها لكم)

لم تركز عملك في الإخراج بلبنان بما خص الأفلام والمسلسلات، هل أنت مبتعد عن هذه الأجواء؟

أنا بعت عدداً من السيناريوهات والإعداد في لبنان، وشاركت بفيلم "حبة لولو" وفيلم "وهلأ لوين" بالكتابة وأعطيت أفكاراً للإخراج، فالإخراج هو تراتبية، ففي الدول العربية يعتبرون أن الفيديو كليب هو الأهم، أما بدول الغرب فيعتبرون الفيديو كليب هو مثل تصوير عرس، أما الأفكار فهي الأهم، وفي الغرب تأتي الإعلانات بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية الأفلام والمسلسلات، وبالدرجة الثالثة الفيديو كليب، والمسلسلات لم تنجحنا، ممكن أن نشتري قصة ونخرج مسلسلاً، وفي لبنان نواجه صعوبات كثيرة من ناحية المسلسلات، ومنها التزاحم السوري لأنهم يتقاضون بدلات أقل، ولا أستطيع أن أصور مسلسلاً بتكلفة عالية وأبيعه بسعر محروق، لذلك لم أحب الانخراط في إخراج الأفلام والمسلسلات.

على الصعيد الخليجي، ألم تتلقَ عروضاً؟

عرض عليّ الكثير، لكني لا أستطيع أن أعمل في إخراج للدول العربية، وكل عملي للخارج أكثر.

قلة أعمالك العربية أليست تقلل من رصيدك وتجعل اسمك يخفت هنا؟

في الخارج لا يشاهدون من غنى بل من أخرج وكتب، والتاريخ يتحدث عن الكاتب أو مؤلف الأفكار.

لديك شركة ديكور ما السبب؟

أنا أسست شركة ديكور لكي تكون لي مصداقية مع المنتجين، لأن العمال الذين تعاونت معهم كانوا يخلفون معي بالمواعيد.

ما هي مشاريعك الجديدة؟

لدي فيلم فرنسي عن رجم المرأة في الدول الإسلامية، وطعنّا بقرار توقيفه وننتظر القرار النهائي من الأمن العام والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ودار الفتوى، واتهمت بأنني أروج لثقافات الغرب وأسقطها على الدول العربية، كما لدي كليبات لـ لطيفة وأيمن زبيب وعلاء زلزلي، وهذه الأعمال مؤجلة بسبب فيروس كورونا.

هل تتقصد إثارة الجدل؟ ألا تخاف على أمنك الشخصي؟

كانت لدي أفلام كثيرة وتوقفت، وكان لدي وثائقي عن أحداث لبنان منذ 30 سنة إلى الآن، وتوقف الفيلم ولم يمنحوني الإذن، وتم تهديدي.

هل السبب لأنك مع الثورة ضد الزعماء؟

نعم لأني مع ثورة الحق، مع المستضعف ومع حقوق المرأة.

أتمنى لكل التوفيق في كل أعمالك.

شكراً لك حنان، وأشكر السيدة هلا المر رئيسة التحرير، وأتمنى لموقعكم الكريم مزيداً من النجاح.