كان ممثلاً حاضراً في معظم ما جسد من البيئة الحلبية تلفزيونياً وسينمائياً وإذاعياً فضلاً عن المسرح، لكن ولأنه ممثل مبدع لم يخضع لمحاولات تنميطه في صورة الممثل الحلبي، فقد شاهدناه في أعمال تنتمي إلى بيئات عديدة، فضلاً عن إتقانه للأدوار التي تعتمد على العربية الفصحى.
موهبته تعدت إختلاف مدارس المخرجين السوريين، فكانوا يجتمعون على الإستعانة به في أعمالهم، وأعماله تكاد تكون مشابهة لمسيرة الدراما السورية، من دون أن تؤثر النجومية التلفزيونية والسينمائية على إخلاصه للإذاعة، ويعد من جيل المخضرمين الذين عملوا في الدراما السورية منذ بداياتها أيام الأبيض والأسود، وصولاً إلى أحدث الإنتاجات.
ولد رياض وردياني عام 1947 بحلب في سوريا، وتوفي ودفن عام 2017 في كندا، بعد صراع مع مرض عضال، حيث كان هناك في رحلة علاجية لم تتكلل بالنجاح، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً، علماً أنه شقيق الممثل ناصر وردياني.
بداياته
بدأ رياض وردياني مشواره الفني في عام 1967، من خلال خشبة المسرح، إذ قدم العديد من الأعمال المسرحية، التي نال عليها جائزة المركز الأول في مسرح الهواة، كما أن تلك الأعمال فتحت له أبواب التلفزيون، لينتقل إلى التمثيل في كثير من المسلسلات الدرامية، التي حققت نجاحاً كبيراً.
تتلمذ على أيدي كثير من الممثلين، منهم أحمد سيف وظريف صباغ، وتتالت أعماله على المسرح القومي ومسرح الشعب والمسرح العمالي.
وبعد فوزه بالمركز الأول في مسرح الهواة، إنتقل إلى دمشق في عام 1974 ليبدأ العمل في إذاعة دمشق، كما عمل على إنشاء بعض الشركات المتخصصة في مجال الإنتاج التلفزيوني.
شارك رياض وردياني كممثل بالعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، وكان الظهور الأول له على شاشة التلفزيون في مسلسل "نهاية رجل شجاع" عام 1994، بدور "حسن الدفش"، مع المخرج نجدة أنزور، وإلى جانب الممثلين السوريين أيمن زيدان وسوزان نجم الدين، ثم انضم إلى فرقة الممثل الراحل عبد الوهاب الجراح، الذي قدم معها العديد من الأعمال الناجحة، التي أحبها الجمهور وأثنى عليها النقاد.
أعماله
قدّم رياض وردياني أكثر من 50 مسلسلاً متنوعاً، التي غلب على معظمها الطابع التاريخي والتراثي الحلبي أو الشامي، وذلك بفضل قدراته التمثيلية العالية إلى جانب المصداقية التي يتمتع بها، والتي إنعكست على مختلف أعماله، ولعل أشهرها مشاركته في الجزأين الثاني والثالث من مسلسل "باب الحارة" بشخصية "أبو نور"، عامي 2007 و2008.
ومن أعماله المعروفة أيضاً "الجوارح" عام 1995 بشخصية "أبو ضرار" إضافة إلى "خان الحرير" و"أخوة التراب" عام 1996 و"تاج من شوك" و"العبابيد" عام 1997 و"الطويبي" عام 1998 و"حي المزار" و"جواد الليل" عام 1999 و"ليل المسافرين" و"الزير سالم" عام 2000 و"مقامات بديع الزمان الهزماني" عام 2001 و"هولاكو" و"صقر قريش" و"عمر الخيام" و"زمان الوصل" و"الأرواح المهاجرة" عام 2002 و"الحجاج" و"ربيع بلا زهور" عام 2003 و"الطريق إلى كابل" و"أبو زيد الهلالي" عام 2004.
كما شارك رياض وردياني"ملوك الطوائف" و"المرابطون والأندلس" و"الظاهر بيبرس" عام 2005 و"أحقاد خفية" عام 2006 و"كوم الحجر" و"خالد بن الوليد" و"حوش العيلة" عام 2007 و"باب المقام" و"لورانس العرب" عام 2008 و"القعقاع بن عمرو التميمي" عام 2010 و"الحسن والحسين" عام 2011 و"عمر" عام 2012 و"زمن البرغوت" عام 2013.
ومن أفلامه السينمائية نذكر "عمر" عام 2013 بشخصية "عبد الله بن أبي بن سلول" و"التجلي الأخير لغيلان الدمشقي" عام 2008 و"موكب الإباء" عام 2005 و"تراب الغرباء" عام 1997.
من مسرحياته "الإنسان والظل، المجنون يقول وداعاً، الملوك يدخلون القرية، القرى تصعد إلى القمر".
ومن مسلسلاته الإذاعية "حكايا السمار، من وحي التاريخ، رمضانيات".