زينة دكاش ممثلة ومؤلفة لبنانية، حصلت على شهادة ماجستير في إختصاص علم النفس السريري، وشهادة في الدراسات العليا في العلاج بالدراما، من جامعة كنساس، في الولايات المتحدة الأميركية. لدكاش العديد من الأعمال، وكان أبرزها مشاركتها في برنامج "بس مات وطن"، وإهتمت بعدها بتناول القضايا الإجتماعية الهادفة، وقضايا المهمشين، خصوصاً في السجون، من خلال جمعية "كثارسيس- المركز اللبناني للعلاج بالدراما"، والتي إستلمت فيها منصب المديرة التنفيذية، وحققت من خلالها ومن خلال المسرحيات التي أخرجتها والوثائقيات التي أعدتها، الكثير من التعديلات في القوانين المجحفة بحق بعض الفئات المهمشة في المجتمع اللبناني.
لمع إسم زينة دكاش على مدى سنوات، لماذا غاب هذا الإسم عن الأضواء، خصوصاً عن الأعمال التلفزيونية؟
لا شك أنني إبتعدت مؤخراً ولم أشارك في الأعمال التلفزيونية، خصوصاً بعد مغادرتي برنامج "بس مات وطن" عام 2015، ولكن أثناء مشاركتي في البرنامج، كنت أعمل على جمعيتي التي تناولت القضايا المتعلقة بالسجون، بالإضافة للأفلام الوثائقية التي أعمل عليها والتي تجول العالم بدورها، وذلك إلى جانب العديد من التدريبات.
لذلك وبالرغم من غيابي عن الشاشة اللبنانية، فقد منحت الإهتمام الأكبر للجمعية والقضايا الإجتماعية الهادفة، إلى جانب إخراج أعمال تُعنى بإحداث فرق وتعديل معيّن.
عملتِ مؤخراً على العديد من الأعمال لنقل أصوات السجناء والمهمشين بحكم إختصاصك في العلاج بالدراما، وأوصلتِ الصوت، ما هي الأعمال التي أحدثت تعديلات في القوانين؟
بدايةً تأسست جمعية "كثارسيس Catharsis" عام 2007، ونعمل فيها مع السجون من جهة، ومن جهة أخرى عملنا أيضاً مع عاملات المنازل، لاجئات سوريات، وأفراد يعانون من أمراض نفسية في عدة مستشفيات، إذ سعينا إلى التوجه دائماً للفئة المهمشة في المجتمع.
وفي أعمال السجون خصوصاً، حققنا الكثير من التعديلات بعد أول عمل عرض في المسرح، وهو وثائقي "12 لبناني غاضب 12angry Lebanese"، والذي طرح بعده قانون تخفيض العقوبات في لبنان، إذ إن هذا القانون كان موجوداً منذ عام 2002 ولكنه لم يطبّق، وبدأ العمل على تفعيله في عام 2009، خصوصاً بعد أن رفع سجناء رومية مطلبهم في تنفيذ هذا القانون. وتشكلت حينها لجنة مختصة، وتأمنت ميزانية هذا العمل من الدولة لتحقيق تخفيض العقوبة المتعلقة بحسن السلوك، وهي قانون رقم 463. وبات السجناء اليوم قادرين على طلب تخفيض عقوباتهم بناء على حسن السلوك.
أما في ما يتعلق بـ"شهرزاد Scheherazade’s diary"، فهو فيلم وثائقي ساهم في تمرير مشروع قانون لحماية المرأة وأفراد الأسرة، وساعد الجمعيات المعنية بحقوق المرأة، خصوصاً بما يتعلق بالعنف الأسري.
ناهيك عن القرار الذي طرح عام 2014، والذي يتعلق بمنع العاملات الأجنبيات من الدخول في علاقات غرامية على الأراضي اللبنانية، والتبليغ عنهن في حال المخالفة، وألغي هذا القانون في تموز 2016 بموجب التعميم رقم 2262، بعد أن رفع أبطال مسرحية "شبّيك لبّيك" الصوت، وتم التعاون مع المعنيين في وزارة العدل و"كثارسيس Catharsis" لإلغاء التعميم 1778 بعد المسرحية التي عرضت في 2016.
أما اليوم، فنحن ننتظر مشروع قانون، ونعمل للحصول على الموافقة من البرلمان، وهو يتعلق بحماية السجناء الذين يعانون من أمراض نفسية، والذين لا يزال يطبق عليهم قانون يعود لعام 1943، وينص على أن "كل مجنون معتوه ممسوس إرتكب جرماً يبقى في السجن إلى حين الشفاء".
هل من تحضير لأعمال جديدة؟
نعمل اليوم على الفيلم الوثائقي الجديد "السجناء الزرق Blue Inmates"، الذي سيجول العديد من المهرجانات في الخارج، وهو يدور حول السجناء اللبنانيين الذين يعانون من أمراض ومشاكل نفسية، والمهمشين نتيجة قانون ظالم وضع في عام 1943، وهذا العمل مرافق من مشروع قانون قُدّم للبرلمان اللبناني عام 2016، ولكننا لا زلنا في إنتظار الأوضاع الراهنة في البلد.
ومن جهة أخرى، لا يزال العمل مستمراً بهدف تقديم العلاجات للعديد من الأفراد، من بينهم من يعملون في شركات، وجمعيات، وجماعات ترغب بالخضوع للعلاج النفسي والعلاج بالدراما، كما ونقوم بالعديد منها اليوم عن طريق الوسائل الإلكترونية، حفاظاً على السلامة وكإجراء إحتياطي من فيروس كورونا.
هل أثرت أوضاع البلد، منها إنتشار فيروس كورونا وإنفجار مرفأ بيروت، على أعمالك الفنية؟
الأوضاع الراهنة أثرت بشكل كبير على دخولنا إلى السجون، ولكن بما يتعلق بالعمل على المشاكل النفسية، فقد إرتفع بشكل كبير، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي أثرت بشكل مباشر على نفسيات الكثيرين.
عملتِ في الكثير من المسرحيات الكوميدية، هل فكرتِ بالعمل في المسرح الثقافي؟
شاركت سابقاً في العديد من المسرحيات، منها "شلاح الطربوش" من إخراج إيلي كرم، كما عملت كثيراً مع المخرجتين نضال الأشقر ولينا أبيض، ولكنني وجهت إهتمامي إلى التركيز على العمل في العلاجات، بعد أن أكملت إختصاص العلاج بالدراما في أميركا، وبات هذا العمل هو الأساس، خصوصاً أنه أحدث فرقاً في بعض القوانين.
ما رأيك بمواقف الكاتب والمخرج شربل خليل على تويتر تجاه العديد من الممثلين؟
قرأت العديد من هذه المواقف لفترة قصيرة، ولم أتمكن لاحقاً من معرفة التطورات، لذلك ليس لدي أي تعليق على هذا الأمر.
كلمة أخيرة لقرّاء موقع "الفن".
أشكركم على هذا اللقاء، وأدعو بالخير لهذا البلد، وأتمنى، بعد فتح صالات السينما، أن يشاهد الناس الفيلم، خصوصاً أن الموضوع الذي يحمله يطال الجميع.