في شرايينه يجري دم الشباب المليء بالحماس والإندفاع والبحث عن مفتاح القلوب، بلغة التراث وسنابل الحقول بكتلة مشتعلة من المشاعر والأحاسيس، فهو فنان طموح لديه رؤية خاصة به لا يشبه الأخرين.
إنطلق من مدارس وجامعة تشرين في اللاذقية، ليقدم مجموعة من أروع الأغنيات القديمة بمجموعة رائعة ورائدة من المواويل والعتابا والميجانا، ومن المعروف عنه تأنيه ودقته في إختيار أعماله الغنائية، وأسس أرشيفاً فنياً متنوعاً، ورسم لنفسه طريقاً من ذهب وبخطوات ثابتة.
يُعتبر وفيق حبيب أحد أكثر الفنانين شهرة ونجاحاً في سوريا، وأكثرهم إحياءً للحفلات داخل سوريا وخارجها، ويُعد من أفضل الأصوات الجبلية.
إنطلاقته الفنية
ولد وفيق حبيب يوم 24 شباط/فبراير عام 1974، بقرية كرم المعصرة في مدينة اللاذقية الساحلية، ومنذ طفولته وهو يهوى الغناء والطرب المرتبط بالتراث، وأثناء دخوله المدرسة بدأت تظهر معالم إبداعه الغنائي، فأُختير عضواً في فرقة المدرسة الغنائية، إلى أن وصل للمرحلة الثانوية، وبدأ زملاءه يشجعونه على الغناء إلا أن والده رفض ذلك وأحب أن يكمل دراسته، وبعد نجاحه في الثانوية العامة دخل جامعة تشرين ودرس "إدارة أعمال"، وبقي والده يرفض، إلا أنه إقتنع أخيراً، فدخل معترك الفن لأنه يشعر بأن الفن يجري في عروقه وكيانه ويعني له الكثير من الحب والعطاء وإثبات الذات، والفن هواية في حياته لأنه وجد فيه الهدف الذي يطمح إليه، ليس كما يعتقد البعض بأن النجاح والشهرة جاءا على طبق من ذهب، بل العكس من ذلك لأنه تعب على نفسه كثيراً، وأردف موهبته الغنائية بالدخول لمعهد متخصص بالموسيقى.
إنطلاقته كانت عام 1998 وأصدر العديد من الأغنيات، وشهرته جاءت من خلال أغنية "هاجر"، ثم جاءت أغنية "خمس صبايا"، التي إجتاحت كل البيوت والسيارات والحارات، لتكون مكملة لتعريف الجمهور به.
تميّز باللون الفلكلوري الشعبي، وشارك في العديد من المهرجانات في سوريا والشرق الأوسط، كما نال العديد من التكريمات ومنها من قِبل الجالية العربية والسورية الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية ممثلة بـ"الجمعية السورية الأميركية"، في جنوب كاليفورنيا عام 2017.
من أغنياته أيضاً نذكر "أنا بغار، ودعتك، وردات الجنينة، تهديد، لا ترحلي، بتشلي، حاكيني بعينك، ليش كبرتي، الفراشات، صباحو، كلما اطلع بعيونك، اللي يعشق ما يخون، برشلونة، وزنك زايد، غبت وين، حيوا سورية، كاش" و"ما إنتهى العالم".
ومن الأغنيات التي صورها على طريقة الفيديو كليب، نذكر "دي نامي، هالله عليكي، نجمك عالي، ليكي ليكي، طلبني عالموت، حبات التوت، دهب، صبية، من الآخر".
لهجات مختلفة
في أحد حواراته الصحفية، أشار وفيق حبيب إلى أن اللون الشعبي الذي يقدمه إستطاع أن يحقق إنتشاراً واسعاً في الشرق الأوسط، نظراً لما تتمتع به الأغنية الشعبية من سهولة وحيوية.
وأضاف: "منذ بدايتي اخترت اللون الفلكلوري الشعبي، وأعمل من خلال أغنياتي على توصيل هذا اللون إلى الجميع، فهو ليس جديداً، ولكنه مثل التحفة الفنية التي يجب علينا أن نزيل عنها الغبار ونقدمها بصور حديثـة تناسب العصر، أيضاً لابد أن تكون الأغنيـة صادقـة وواقعيـة وتحكي عن الناس وأحوالهم، فهي ببساطة السهل الممتنع.. وبالنسبة لي أؤمن بأنني يجب أن أحترم ما أقدم من أعمال حتى يحترمني الجمهور".
وقال إنه لا يمانع في تقديم الأغنية بلهجات مختلفة ومنها المصرية والخليجية، بشرط أن تليق بطبيعة صوته، موضحاً أنه مع الوقت اكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع الجمهور من خلال الحفلات، فأصبح يمتلك القدرة على دفع الجمهور للتفاعل معه، وكيف يختار الأغنيات التي يقدمها أثناء الحفل، ولكن رغم ذلك يظل للمسرح هيبته التي يستشعرها كلما قام بإحياء حفلاً جماهيرياً.
التمثيل
كانت له تجارب تمثيل في الدراما السورية، ومنها مشاركته في مسلسلي "الموت القادم من الشرق" و"وجوه وأزمنة"، لكنه لم يكرر التجربة لإنشغاله في إحياء حفلات حول العالم، كما أنه لم يغب عن الدراما التلفزيونية وغنّى تتر مسلسلات سورية كثيرة، وبالنسبة للعودة إلى التمثيل لو وجد دوراً يتناسب وشخصيته لن يمانع، لكن الغناء أولاً.
حقيقة دخوله السجن
في عام 2017، إنتشر خبر إعتقال وفيق حبيب في السجون الأميركية، إضافة الى تغريمه بمبلغ مالي كبير، بعد ظهوره في صورة وهو يصطاد غزالاً في غابات جورجيا، فقام البعض بإعادة نشرها مع التأكيد على سجنه 6 أيام وتغريمه بمبلغ 3 ألاف دولار أميركي، بحجة إصطياده بمحمية غير مخصصة للإصطياد.
لكن وفيق حبيب نفى لموقع "الفن" هذا الخبر جملة وتفصيلاً، وأكد أنه مجرد شائعة مغرضة، وأنه كان يتنقل في الولايات المتحدة الأميركية لإحياء العديد من الحفلات للجاليات العربية هناك.
معلومات قد لا تعرفونها عن وفيق حبيب
يرى أن الصعوبة في الفن عندما يكون الفنان في بحث متواصل عن التميّز، ولا يجد من يقف إلى جانبه ويقدّر أعماله الفنية القيّمة، التي يعتبرها الجمهور تستحق التقدير.
يميل إلى إختيار الأغاني التي تحكي عن قصة، وتعطي أمثالاً وحكماً.
أحيا حفلات في أستراليا وأميركا وفرنسا وإسبانيا والإمارات ولبنان، والعديد من البلدان العربية والأجنبية.
يشاكس جمهور حفلاته الفنية بالرقص الفلكلوري على الدبكة، بحيث تعتمد معظم أعماله على الطبل والمزمار، اللذين يشعلان حماسه والجمهور أيضاً.
لا يحب الأغاني الكلاسيكية، التي لا تحمل على الحماسة والتفاعل.