في ميزان الثقافة ترجح الكفّة دوماً لصالح الأغنية، فهي مزيج من عبق الفكر، وروح الموسيقى، وشجن الأصوات، فيأتي الاحتفاء بها وبمبدعيها ورموزها ليكرّمها ويهديها باقة حب مرفقة ببطاقة شكر وعربون وفاء.
ليلة الأغنية القطرية، إحتفالية تكريمية لرموز الفن ومبدعيه، ومحطة سنوية لإطلاع الأجيال الجديدة على الأعمال الخالدة، وتحية تقديرية لكل مَن ترك بصمة حب وإبداع في مسيرة الفن القطري. وللسنة الثانية على التوالي، أقام مركز شؤون الموسيقى، التابع لوزارة الثقافة والرياضة في قطر، هذا الحدث الذي حمل هذا العام شعار "محتار يا بلادي شهديلج"، وذلك على مسرح المياسة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، وعلى مدى يومين اتخذت خلالهما الإجراءات الإحترازية اللازمة جرّاء جائحة كورونا.
إحتضن المسرح الضخم أصوات النجوم المشاركين التي صدحت بأجمل الأغنيات العابقة بأجواء التراث، وتلك الجديدة المفعمة بحب الوطن والإنسانية، إلى جانب بعض الوقفات التكريمية التي احتفت بكوكبة من المبدعين الذين حفل أرشيفهم الخاص بالأعمال المشرّفة.
الأمسية الأولى نضحت بالأسماء الفنية الهامة، والأصوات الواعدة، والأعمال الفنية الحديثة، وذلك بمشاركة فرق موسيقية من قطر وتركيا تحت قيادة المايسترو الكويتي د. أحمد حمدان. إنطلق الحفل الأول بإطلالة خاصة للشاعر والإعلامي الكبير حسن المهندي الذي ملأ المسرح بدفء كلماته، ومن ثم بدأت الوصلة الفنية بمشاركة الفنانين نايف عبد الله، أنوار، خالد الدلوان، ناصر سحيم، ناصر الكبيسي، أحمد عبد الرحيم، أصيل هميم، غانم شاهين، سعد الفهد، وعلي عبد الستار. فيما حلّ ضيفاً على الحفل المطرب التونسي القدير لطفي بو شناق، الذي فاجأ الحضور بتقديمه أغنية دينية مدحاً في النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) بعنوان "حبيبي الممجد". وتمّ عرض فيلم قصير عن الفنانة الراحلة فاطمة شداد، وكلمة مسجّلة للفنان الكبير غانم السليطي المتواجد في تايلاند لتلقي العلاج.
وقد اختتمت الأمسية الأولى مع العمل الوطني "شهديلج" الذي جمع باقة من النجوم معاً، كما قام وزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي بتكريم اثنين من روّاد الأغنية القطرية وهما الموسيقار حامد النعمة، والفنان محمد رشيد.
الأمسية الثانية توهجت ألقاً بمشاركة كوكبة من النجوم وهم سعود جاسم، عايل، رحمة رياض، خالد سالم تركي، سعد حمد، منصور المهندي، صقر صالح، عائشة الزياني بمشاركة أحمد عبد الرحيم، فهد الكبيسي وعيسى الكبيسي. وتزيّن الحفل بميدلي جمع باقة من الأعمال التراثية القطرية، بينما كانت أغنية "السلام" هي مسك الختام بمخاطبتها الوجدان ودفاعها عن الطفولة التي وقعت ضحية للتطرّف والعنف، وحملت صوتي الفنانين فهد وعيسى الكبيسي.
وقبيل إسدال الستارة على النسخة الثانية من الاحتفالية، تمّ الاحتفاء باثنين من روّاد الأغنية القطرية، د. مرزوق بشير، والفنان صقر صالح، كما تمّ تكريم الفنان التونسي لطفي بو شناق والموسيقار الكويتي د. أحمد حمدان .
تصوير: محمد العبيدلي