حلّت رئيسة تحرير موقع "الفن" الإعلامية هلا المر ضيفة على برنامج "صالون الجمعة" مع الإعلامية منى باز، عبر أثير إذاعة لبنان98,1 و 98,5، من خلال مداخلة هاتفية للمر للتحدث عن السيدة فيروز التي يصادف يوم غد عيد ميلادها.
في البداية، توجهت المرّ بالمعايدة لفيروز قائلةً لها :"ينعاد عليكي، ما رح قلك عقبال الـ100، عقبال سنين طويلة بصحة وعافية، وتضلك فوق راس ولادك ريما وزياد وهالي"، وتابعت :"منيح اللي خلقنا بزمن الست فيروز، الله أنعم علينا بهالنعمة".
وعن لقائها أكثر من مرة بالسيدة فيروز، قالت المر :"كان لي الحظ في أن أقابلها أكثر من مرة، فيروز تغنينا بصوتها ومجده، ولا يوجد أحد بمستوى فيروز، ولكن الأمر الجميل والذي قد لا يعرفه الكثيرون، أنها أم صالحة، تعتني بأولادها جيداً وخصوصاً هالي الذي يعاني من إعاقة، وهي رفضت أن تضعه بمؤسسة خاصة، وإختارت أن تهتم به بنفسها".
وعن وصفها لبيت السيدة فيروز خلال زيارتها لها، قالت المر إن الدار التي تجلس فيها فيروز مليئة بصور إبنها الفنان زياد الرحباني، فهي تعشق زياد وموسيقاه، وتسميه العبقري، فكم كان لديها بعد نظر حتى أيقنت منذ البداية هذا الإبداع الذي يتمتع به زياد والذي جال به العالم.
وعن غناء السيدة فيروز من أعمال إبنها زياد، ومنها "بتعرف شو" وعن إنتقادها حينها، قالت المرّ إن كل شيء مسموح والدنيا أذواق، لكن لا يجوز إنتقاد فيروز تقنياً، وما قام به زياد هو أنه قرّبها أكثر من الناس، وعلى الأغنية أن تعاصر الجمهور، وما يتطلبه المجتمع.
وسألت باز المر عن أكثر كلمة أثرت بها بعد لقائها فيروز وتحملها معها كزوادة، فقالت المر :"كلمة صليلي وصلي لإبني زياد، وكلمة ما بتجرح شعور حدا، كل الفنانين بالنسبة لها مهمين، وإلى أي درجة هي "مهضومة" ومثقفة، ومتلا لا صار ولا رح يصير".
وعما إن كان من السهل سابقاً مقابلة السيدة فيروز، إذ إنه لا أحد يستطيع اليوم مقابلتها، قالت المر :"فيروز إنسانة كبيرة بأخلاقها وتصرفاتها"، واستشهدت المر بموضوع كتبه الصحافي حسن صبرا الذي زار السيدة فيروز، وقالت :"كتب اللقاء بحسب ذوقه وحرّفه وإتهم فيروز بأنها تسببت بحرب لبنان، هذا التصريح الخاطئ ربما جعلها تأخذ قراراً بالإبتعاد عن الإعلام، خوفاً من تحريف كلامها، وفيروز تعرف جيداً أين يجب أن تتكلم ومتى.
وأضافت المر :"بأغنياتها أجابت على كل ما يدور في رأسنا، ولماذا علينا أن ندخل في تفاصيل حياتها؟"
وأكدت المر أن فيروز غنت كل شيء جميل للوطن :"غنت لمكة المكرمة، وغنت يسوع المسيح، والفصح المجيد وعيد الميلاد، لا يمكنك ألا تحترميها، وهذا الأمر من النادر أن تجديه اليوم بفنان".
وعن لقاء المر بالفنان زياد الرحباني، ومعرفة علاقته بوالدته، قالت إنه في فترة من الفترات أجرت له العديد من المقابلات، وكان يثق بها كثيراً، وأضافت :"سألته ذات مرة، هل صورة الفتاة المعلقة على حائط غرفتك تشبه صورة والدتك التي كانت تسافر كثيراً وتتركك؟"، أجاب حينها بأن لا علاقة لهما ببعضهما، فهو ذهب لكي يستقل بحياته، وبقيت والدته تلك الإنسانة المحترمة بالنسبة له والعطوفة والحنونة".
وأكملت :"يكفي أن فيروز غنت من ألحان زياد، وهذا يؤكد أنها تعشقه كفنان وإنسان".
وتعليقاً على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لفيروز من أجل تكريمها، قالت المر :"لا أدري إن كانت هي التي كرمت ماكرون أم هو الذي كرمها، فهي كرمته بإستقبالها له، وخطوة ماكرون أراد أن يقول من خلالها، أنا معكم أنتم أيها الناس الذين تحبون فيروز".
وأضافت :"حتى أن وضعها القناع الواقي من فيروس كورونا على وجهها، والذي ظهرت به في الصور، هو رسالة للناس لكي يضعوا القناع على وجوههم، وإطلالتها الطبيعية هذه هي رسالة منها أيضاً لإيقاف الإشاعات التي تلاحقها دائماً".
وعما إن كان من المسموح إنتقاد السيدة فيروز أو نشر إشاعات عنها، قالت المر :"فيروز ليست الله، بل هي فيروز، يحق لنا إنتقادها من ناحية الذوق، ولكن من ناحية تقنيات الغناء فلا، ولهذا نقول إنها فوق كل إنتقاد ونقد لأنها لم تقترف أية غلطة غنائية".
وبسؤال أخير وجهته باز للمر، وهو إن قدر لها أن تمنح السيدة فيروز بعيد ميلادها لقباً عبر موقع "الفن" الذي ترأس تحريره المر، فماذا يكون هذا اللقب، قالت :"صوتها سكرة الله بمجد المحبة"، وأكدت المر أنها ليست نادمة على هذا اللقب الذي منحته لفيروز منذ زمن، وهي تأكدت من أنه إن أراد الله أن يسكر بالمحبة، لأنه لا يسكر بالكحول، فهو سيسكر بصوت فيروز.
وختاماً قالت المرّ :"ليس من الصدفة أن تولد فيروز ليلة عيد الاستقلال، فهي تشبه الوطن وغنته، وتفاءلوا دائماً بأن الوطن سيعود وينهض مثلما ينهض طائر الفينيق من بين الركام، هذا ما تقوله الشاعرة والمؤرخة مي مرّ، وهذا ما أريد أن أقوله اليوم للشعب اللبناني، إبقوا متفائلين بلبنان لأنكم أنتم من ستبنوه من جديد، ولأن الهجرة لا تفيد بشيء، فالبطالة أصبحت منتشرة في كل العالم، وليس لكم إلا وطنكم".