إشتهر الكاتب السوري مروان قاووق بتأليف مسلسلات البيئة الشامية، التي غالباً تحقق إنتشاراً واسعاً في سوريا والشرق الأوزسط، ومن حسن حظه أن بداية مشواره في الكتابة الدرامية كانت عبر المسلسل الشهير "باب الحارة"، الذي حقق نجاحاً كبيراً.
ولد يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر عام 1953 في العاصمة السورية دمشق، وبدأ مشواره الدرامي بالكتابة للإذاعة، قبل أن يحقق نقلة نوعية عام 2006 بالإنتقال إلى الشاشة الصغيرة.
هو ابن إحدى الحارات الشامية القديمة، وسليل عائلة دمشقية أصيلة، يتعب أثناء الكتابة لأن الناس قد تستخف بهذا النوع من الأعمال، الذي يحتاج إلى مجهود إضافي، ولأجل هذا يعتزل الناس ويمتنع عن الرد على الهواتف، أياً كان مصدرها، لأنه يتفرغ تماماً لصياغة الأحداث وكتابة تفاصيل الحلقات.
شهرته عبر "باب الحارة" وأعماله
كتب مروان قاووق الأجزاء الثلاثة الأولى من مسلسل " باب الحارة "، أعوام 2006 و2007 و2008، ثم شارك بأفكاره فقط في الجزأين الرابع والخامس، قبل أن ينتقل العمل كلياً إلى كاتب آخر، قبل أن يعود لكتابة الجزأين العاشر والحادي عشر لموسمي 2019 و2021.
يحمل رصيده أكثر من 30 مسلسلاً تلفزيونياً، خلال 15 عاماً، نذكر منها "بيت جدي" بحزئيه عامي 2007 و2008، و"تحت المداس" عام 2009 و"الدبور" بجزئيه عامي 2010 و2011 و"الخبز الحرام" عام 2010 و"طاحون الشر" بجزئيه عامي 2012 و2013 و"حارة الطنابر" و"دمع الياسمين" عام 2012 و"رقص الأفاعي" و"خان الدراويش" عام 2014 و"حارة الأصيل" عام 2015 و"عطر الشام" بأجزائه الأربعة من عام 2016 وحتى 2019 و"زهر الكباد" و"جرح الورد" و"عندي قلب" عام 2018 و" عرس الحارة " لموسم 2021.
باب الحارة
يوضح مروان قاووق في حوار صحفي أن مسلسله الشهير "باب الحارة"، إكتسب خصوصيته في الأجزاء الثلاثة الأولى، ما جعله يحقق نجاحاً جماهيرياً عربياً كبيراً، وأصبح المشاهدون يتابعونه وينتظرونه في كل عام، لكنه حسب رأيه إتجه نحو المفهوم التجاري فيما بعد، وإبتعد عن كونه مشروعاً درامياً.
وأضاف: "جميعنا يعلم أن المسلسل حقق انتشاراً عالمياً وليس عربيا فقط، ففي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا العرب ينتظرون عرض العمل للاطلاع والاستمتاع بقصصه وحكايات تاريخ جداتنا وجذورنا، لذلك لم نتوقف لأن العمل مطلوب، ومن هنا بدأنا بالتوثيق التاريخي الحقيقي لتلك البيئة".
وأكد مروان قاووق أن هناك جدلاً كبيراً حول العمل، لكنه مطلوب جماهيرياً، رغم تراجع شعبيته في سوريا منذ عرض الجزء السادس، الذي لم يكن من كتابتي، مما أثر في شعبيته بسبب تشابه موضوعاته وتكرارها. فقد أخذ العمل منحى تجارياً خاصة في الأجزاء التي تلت الجزء الخامس. فقد هبط مستواه وأخذه المخرج بسام الملا إلى مكان لا يشبه نجاحه الأول حتى أصبح شبيهاً ببرامج الأطفال فلم يعد الملا يهتم سوى بالمكاسب الماديّة التي سيجنيها من العمل. ورغم كل ذلك فالقاعدة الجماهيرية للعمل ما تزال عريضة في الخليج، إضافة إلى أنه بوابة مهمة للإعلان تدر على القناة الكثير من المال.
البيئة الشامية
يعيد مروان قاووق كثرة إنتاج أعمال البيئة الشامية في كل عام وزيادته ليأخذ حصة كبيرة من إنتاجات الدراما السورية، إلى أن هذه الأعمال مطلوبة من قبل القنوات الفضائية العربية، لما لها خصوصية في المشاهدة عند الجمهور العربي، أكثر من الأعمال الإجتماعية المعاصرة.
وعن مصدر قصص الأعمال التي يكتبها، يقول: "حكايا أعمالي أخذها من الواقع الذي نعيشه أو من قصص الماضي وأدعمها بحكبات من خيالي لتلامس ذاتي ولأحقق المتعة لي في البداية ومن ثم للمشاهد"، مبيناً أن كل الأعمال التي كتبها لها مكانة في نفسه ورغم تنوع نتاجه الدرامي يبقى للبيئة الشامية مكان الصدارة لديه.
إتهامات بالسرقة
خلال عام 2012، إتهمت الكاتبة السورية إحسان شرباتي مواطنها مروان قاووق، بسرقة نص درامي لها، يحمل إسم "ابن الميتة"، وهو الأسم نفسه للنص الدرامي تم إنجازه بعنوان "طاحون الشر".
وتقدّمت شرباتي بالنص المذكور لأكثر من شركة إنتاج، لكنها لم تتلق أية موافقة على إنتاجه، إلا أنها تفاجأت بإعلان شركة إنتاج عن بدء تصوير عمل يحمل الإسم نفسه، ويقوم ببطولته بسام كوسا ومنى واصف ووائل شرف.
كما توجهت الى الشركة المنتجة للإستفسار عن الموضوع ولم يأتها أي جواب، علماً أنها حصلت على تفاصيل النص الذي تقوم الشركة بتصويره، ووجدت أن العمل يتطابق مع قصتها تماماً، لذا فقد توجهت إلى القضاء المختص بالوثائق لإثبات ملكيتها.
من جهته، نفى مروان قاووق صحة إدعاءات شرباتي، مؤكداً أن النص من تأليفه وإسمه الأصلي "كسر الرجال".
معلومات قد لا تعرفونها عن مروان قاووق
كان قد كُلّف بكتابة الجزأين الثالث والرابع من مسلسل "الباشا"، إلا أن التصوير توقف في لبنان بسبب التظاهرات أولاً، وبسبب فيروس كورونا ثانياً.
كتب الجزء الأول من مسلسل "وردة شامية"، ثم إعتذر عن العمل بسبب خلاف مع الشركة المنتجة، وتنازل عن إستكمال العمل لصالح كاتب آخر.
خلال عام 2008 وصف بسام الملا بأنه مخرج مبدع، قادر على تقديم حلقة درامية بأدوات بسيطة، وجذب الناس إليها، مشيراً إلى أمانته كمخرج وإحترامه للنص بين يديه.