حققت غنوة زين الدين لقب ملكة جمال العرب في الولايات المتحدة الأميركية عام 2014، ولأنها جميلة من الداخل والخارج، إستطاعت أن تشق طريقها في مجال الأضواء، فقدمت العديد من الحفلات والبرامج، وأصبحت اليوم مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمتلك قاعدة من المتابعين الذين يحبونها ويتابعون أخبارها، ولذلك كان لموقع الفن حديث شيّق معها للتحدث عن مسيرتها ومشاريعها بعد الزواج والأمومة.
أخبرينا أكثر عن مشاركتك في مسابقة ملكة جمال العرب في الولايات المتحدة الاميركية Miss Arab USA عام 2014.. كيف تغيرت حياتك منذ ذلك الحين؟
عندما كنت أعيش في الامارات قبل انتقال عائلتي إلى الولايات المتحدة الاميركية، كنت أحب أن أشاهد حفل انتخاب ملكة جمال لبنان، وأحب فكرة أن تفوز شابة وتمثل بلدها وتحاول تحقيق أهداف معينة، وكنت ولا زلت أحب كثيراً نادين نسيب نجيم، التي كانت بمثابة قدوة لي للاشتراك في مسابقات جمالية. عندما أتيت الى الولايات المتحدة الاميركية، تقدمت إلى عدة مسابقات جمالية، لكن عندما عرفت بوجود مسابقة Miss Arab USA، أحببت الفكرة اكثر بتمثيل الوطن العربي في الاغتراب، ما ساعدني على التمسك أكثر بثقافتي اللبنانية.
غيرت هذه المسابقة الكثير في حياتي، فقبل اشتراكي فيها كان من المفترض ان أدخل الى كلية الطب، لكن بعد ذلك تبدلت أفكاري، وأصبحت أحب العمل أكثر في مجال الترفيه والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتناول مواضيع تهمني وأحب مناقشتها مع الآخرين.
قدمت برامج وحفلات، لكنك الآن غائبة عن هذا المجال، هل الإعلام يختلف بين الولايات المتحدة ولبنان؟
غبت في الفترة الماضية لأنني تزوجت وأنجبت إبنتي ولم يعد لدي وقت لكي أسافر كما كنت أفعل سابقاً، ومع انتشار فيروس كورونا اختلفت الامور، ولم يعد هناك مناسبات كثيرة لتقديمها، وعلى هذا الاساس قررت التركيز على حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي والـ blog الذي أكتب فيه مقالاتي، في وقت لا زلت أعمل فيه على فكرة برنامج خاصة بي.
ما زلت متمسكة كثيراً ببلدك، حتى أنك أنشأتِ جمعية "هويتي " في الولايات المتحدة الاميركية لتقديم المساعدة، خصوصاً بعد إنفجار مرفأ بيروت، أخبرينا عن سر هذا التعلق الكبير بجذورك اللبنانية.
لأكن صريحة معك، عندما كنت أعيش في البلدان العربية لم أكن أمتلك الحس الوطني الذي أمتلكه اليوم تجاه بلدي لبنان، وممكن أن سبب ذلك يعود إلى أنني كنت أشعر بإنتمائي لبلدي وهناك دائماً من يتكلم اللغة العربية حولي، لكن عندما إنتقلنا الى الولايات المتحدة الاميركية لم يكن هناك أي شخص عربي في المكان الذي سكنا فيه، وشعرت باشتياق إلى عاداتنا وثقافتنا، كما أن وجود شقيقي الصغير معنا، والذي لا يعرف الحضارة العربية، جعلني متمسكة أكثر وأردت أن يتعرف عليها، كما شعرت بالمسؤولية بعد أن تم انتخابي لتمثيل العرب في الولايات المتحدة الاميركية كملكة جمال.
كونك من أصول لبنانية، ما هي العادات التي تودين نقلها لإبنتك وتعلميها إياها؟
أريد أن تكون إبنتي قوية وواثقة من نفسها، وأن تحب بلدها، وأن لا تخجل من ان تقول انها لبنانية في بلد نحن الاقلية هنا، لا بالعكس، يجب أن تكون فخورة بهذا الاختلاف، وتتعلم اللغة العربية والعادات والتقاليد.
هل الزواج والأمومة أخذا من طموحك أنتِ؟
هذا الموضوع هو صراع مستمر، ومن يقول العكس فإنه ليس صادقاً، فالزواج والامومة مسؤولية كبيرة، ويأخذان كثيراً من وقت المرأة. فعلى صعيد الامومة مثلاً، انا تزوجت، وبعد فترة قصيرة حملت، على الرغم من انني كنت قد اتفقت مع زوجي قبل الارتباط الرسمي، على انني أريد تحقيق أهدافي، وكان هو يشجعني ويدعمني ويدفعني الى تحقيقها، وبعدها التفكير في إنشاء عائلة، لكن حين وصلت الامور الى الواقع وحملت، ظننت أن حياتي المهنية ستنتهي، لكن اتضح أنني كنت مخطئة، واكتشفت أن الامومة أجمل شعور، حتى أنني قسمت وقتي بين العمل وبين ابنتي، ووظفت أشخاصاً لمساعدتي.
لاحظت أنك تتابعين أخبار النجوم اللبنانيين كثيراً.. إذا طلب منك أن تحاوري فنانة أو فناناً من تختارين؟
أختار الممثلة سيرين عبد النور أولاً لأنني أحب تمثيلها وشخصيتها وأتابع مقابلاتها، وهي ابتعدت في فترة من الفترات للاهتمام بعائلتها، لكنها عادت أقوى، وهذا الموضوع مهم بالنسبة لي، وأريد تسليط الضوء على مسؤوليات المرأة العاملة، خصوصاً المشهورة، وكيف توفق بين عائلتها وعملها.
هل من الممكن أن نراكِ تقدمين برنامجاً في الشرق الأوسط؟
أكيد، فعلى الرغم من أنني قدمت برامج في الولايات المتحدة الاميركية، لكن هدفي دائماً أن يكون لي برنامج في الشرق الأوسط.
أنتِ من المؤثرات اللواتي يمتلكن قاعدة جماهيرية من ثقافتين مختلفتين، كيف توفقين في محتوى منشوراتك لكي تكون قريبة من الجهتين؟
الجميل في الموضوع أن الاشخاص الذين يتابعونني وليسوا عرباً، يهتمون لثقافتنا، خصوصاً أنني لا زلت أتحدث باللغة العربية ومتمسكة بثقافتي اللبنانية، ومن جهة ثانية أنا أميركية أيضاً وأحب ثقافتي الأميركية، لذا خلقت هذا التوازن على حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، فجعلني المتابعون قريبة منهم كلهم. فعند زفافي عرضت سلسلة فيديوهات على قناتي على يوتيوب، شرحت فيها لكل المشاهدين عاداتنا وتقاليدنا.
بالحديث عن زفافك، لقد عدتِ الى لبنان لإختيار أشياء عديدة من هنا، علماً أن في الولايات المتحدة كل شيء متوفر، ما السبب؟
في الواقع أنه في الولايات المتحدة الاميركية لا تهمهم حفلات الزفاف، ويشعرون أن هذا الأمر صرف للأموال ولا فائدة منه، حتى أن فساتين الزفاف بسيطة جداً، لذلك عدت الى لبنان لإختيار فستاني، كما اخترت الهدايا التذكارية وبطاقات الدعوة، والتي لا يمكنني أن أجدها في أميركا.
فكان عرسي مثل أي حفل زفاف لبناني لكن في أميركا، كان شيئاً فوق الخيال بالنسبة لهم، لأنهم ليسوا معتادين على هذا النمط من حفلات الزفاف.
إذا طلب منك التعاون مع مصمم أزياء لبناني لمناسبة مهمة ستحضرينها، من تختارين؟
أحببت كثيراً العمل مع المصمم ميخائيل شمعون الذي صمم لي فستان زفافي، خصوصاً أنني زرته مرتين فقط، وهو موهوب للغاية، أما إن كان عليّ اختيار شخص آخر، فأختار المصمم زهير مراد.
ما هو الحلم الذين تودين تحقيقه؟
إنتاج وتقديم برنامج في الشرق الأوسط.
ما الفرق برأيك بين المؤثرات في الشرق الأوسط والمؤثرات الولايات المتحدة الأميركية، أي بماذا تختلفين مثلاً عن كارن وازن ونور عريضة وغيرهما؟
هذا المجال يختلف كثيراً بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، فهنا يحبون أن تكون المؤثرة طبيعية وقريبة منهم وتظهر حياتها وتخبر عنها، لكن في الشرق الأوسط لا يتم إظهار الواقع كما هو، ولا يستطيع المتابعون أن يعرفوا الحقيقة، فهناك بعض المؤثرات اللواتي يعكسن على صفحاتهن حياة لا يعشنها في الحقيقة.
قدمتِ برنامجاً على حسابك على إنستغرام، هل ممكن أن تكرري هذه التجربة؟
أدركت أن هذا النوع من البرامج لا يستمر، لأن الإنسان يستصعب مشاهدة بث حي كل يوم، إلا إذا كان الضيف مهماً جداً.
كلمة أخيرة تودين توجيهها في ختام هذه المقابلة.
أشكركم لاختياركم لي لإجراء مقابلة معي، وأشكر كل شخص يتابع أخباري على انستغرام ويوتيوب، وأتمنى أن تتحسن الأحوال في لبنان قريباً.