فيل كولينز موسيقي إنكليزي، عازف درامز ومغني وممثل، قدّم أعمالاً بمفرده وكان أيضاً فرداً في فرقة الروك الشهيرة Genesis، وهو أحد الفنانين القليلين جداً الذين تمكنوا من إثبات قدراتهم، ضمن مجموعة وبالموسيقى المنفردة.
باع حوالى 150 مليون ألبوماً في جميع أنحاء العالم، وصنع ثورة عصرية في الثمانينيات، وطغى إسمه على أي فنان في زمنه، بأكثر من 40 أغنية منفردة في الولايات المتحدة، ومن خلال 8 ألبومات أثبت أنه أحد الفنانين الأكثر مبيعاً في جيله.
أصدر أغنيات منفردة ناجحة وحقق أرقاماً مهمة، فقد تصدرت 3 من أغنياته المنفردة المرتبة الأولى في المملكة المتحدة، و7 أغنيات في الولايات المتحدة في مسيرته الفردية في الثمانينيات.
تشمل أهم أغانيه "In the Air Tonight" و"Against All Odds" و"One More Night" و"Sussudio" و"Two Hearts" و"Another Day in Paradise".

نشأته

ولدفيل كولينزوإسمه الحقيقي فيليب ديفيد تشارلز كولينز، يوم 30 كانون الثاني/يناير عام 1951، في مقاطعة تشيزويك في لندن.
والده غريفيل فيليب أوستن كولينز كان موظف تأمينات، وحينما كان يعمل خارج المنزل كانت والدته وينيفريد جون سترينغ، التي تعمل في المسرح، مهتمة برعايته.
وكان فيل يرافقها الى المسارح ويشاهد عروض الممثلين على الخشبة، وهذا ما جعله مهتماً بالفن والموسيقى، وزاد من اهتمامه بالفنون الإستعراضية.
كانت أجمل هدية تلقاهافيل كولينزهي طقم طبول من والده في عيد ميلاده الخامس، وعلى الرغم من أنها مجرد لعبة إلا انها أشعرته بالسعادة، وأصبح يقضي أغلب وقته في العزف عليها، وزاد تعلقه بالعزف على الدرامز، وكلما كان يكبر في العمر كان يحصل على مجموعة طبول أكثر تميزاً، وببطء أخذ الإهتمام الكافي ليبدأ بتلقي التمارين المهنية.

بداياته

بدأ فيل كولينز التمثيل منذ طفولته، وذلك بعد أن تواصلت والدته مع مكاتب الهواة التي ساعدته في تقديم أدواره الأولى في العروض المسرحية، ولعب بعض الأدوار الصغيرة في Calamity the Cow و A Hard Day’s Night. لكنه لم ينجذب كثيراً إلى التمثيل، لذلك إهتم خلال أيام المدرسة الثانوية بالموسيقى أكثر.

إنضم عازف طبول إلى فرقة "Genesis" بالغش

نجح فيل كولينز في تجربة الأداء لإنضمام إلى فرقة "Genesis" بصفته عازف على الدرامز أو الطبل، وكانت الفرقة تبحث عن عضو رابع قبيل تسجيل ألبومها الثالث Nursery Cryme، وبعد الاختبار أصبح كولينز عازف الدرامز الجديد للفرقة في آب 1970، وعلى مدى خمسة أعوام سافر كولينز مع الفرقة وقرع الطبول وضبط الإيقاع في ألبوماتهم. وصدر الألبوم الأول Nursery Cryme في عام 1971.
واعترف في أحد حواراته الإذاعية بأنه نجح في اختبار الأداء عن طريق الغش، وروى كيف حصلت الأمور وقال: "لم أسمع قط فرقة جينيسيس ، لقد سمعت عنهم". "ذهبت إلى اختبار الأداء بنفس الطريقة التي ذهبت بها لآلاف الاختبارات الأخرى - ولم أنجح في معظمها. ولكن عندما ذهبت لهذا الاختبار ، كانت مزرعة والديْ بيتر غابرييل. … كان يوما جميلا؛ كانوا يجرون الاختبار في الفناء ". تذكر كولينز أن لديهم حوض سباحة. "قال بيتر ،" لماذا لا تذهب وتسبح بينما نقوم بتجربة أداء المتبارين قبلك؟ " "لذلك ذهبت وسبحت. ... كان بإمكاني سماع أي شيء كانوا يعزفونه ​​- كنت أعرف الألحان قبل أن أخضغ للاختبار بالفعل. لذلك عندما جئت لأعزف ، بالطبع كنت أعرف كل النوتات والنغمات، لذلك حصلت على الوظيفة! " قال غابرييل لاحقًا: "لقد تغير شيء ما بالتأكيد عندما انضم فيل إلى الفرقة. لقد كان عازف طبول حقيقي - وهو شيء لم أكن مقتنعًا به من قبل مع "الأعضاء السابقين" كريس ستيوارت وجون مايهيو".

الحظ حالفه ليصبح مغني الفرقة

في منتصف السبعينيات إستقال المغني الرئيسي للفرقة، وقبل أن تتمكن الفرقة من ايجاد مغنٍ مناسب، عمل فيل كولينز لفترة وجيزة مغني أساسي، وصدر ألبوم A Trick of the Tail الذي كان أول ألبوم لفرقة Genesis بصوت كولينز.
حقق الألبوم نجاحاً باهراً في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، مما جعل الفرقة تعيد النظر بفكرة توظيف مغني جديد باعتبار أنها تملك فيل كولينز.
حاول أن يحمي حياته الشخصية في عام 1978، عندما أخذت الفرقة استراحة، لكنه فشل في ذلك وتوترت علاقته مع زوجته كثيراً، وفي الوقت نفسه عزف الدرامز لألبومين هما Grace and Danger وProduct. على الرغم من تعاقده مع العديد من الفرق لإنتاج ألبوماتهم، إلّا أنَّ فيل لم يكن جاهزاً للانطلاق بمفرده.
مع اقتراب الثمانينيات، رسم فيل كولينز لنفسه مساراً منفصلاً عن الفرقة، فبدأ العمل على ألبومه الخاص الأول بعنوان Face Value، وفي الوقت نفسه عادت فرقة Genesis وإجتمعت لتكمل عملها في ألبوم Duke، الذي صدر عام 1980 وحصل الألبوم على نجاح تجاري وإقبال كبيرين.

إنفصاله عن Genesis وفشل ذريع


انفصل فيل كولينز عن فرقة Genesis، وبدأ تركيز جهوده الشخصية في بداية التسعينيات، إثر تزايد الطلب على عروضه المنفردة، وأسس فرقة كبيرة Phil Collins Big Band، وكان هو عازف الدرامز فيها، ولكن تغير الوضع بشكل مفاجئ عندما فشل ألبوم Dance into the Light في عام 1996، حتى أن النقاد اعتبروا ان معجبي فيل قد ملّوا من موسيقاه، وفشل مرة أخرى في ألبومه Testify، الذي واجه المصير نفسه، ووصفه الإعلام والنقاد بأنه أسوأ ألبوم له في حياته.
وبعد ذلك إنحدرت مسيرته الفنية كثيراً وتحولت إلى كارثة، ولكن الأثر الذي تركته موسيقاه القديمة أنقذ سمعته، وفي عام 2000 حصل على العديد من الأوسمة، وفي عام 2006 إجتمع مع إثنين من أعضاء فرقة Genesis، وقاموا بجولة فنية Turn it on Again، وكانت ناجحة جداً.

إنطلاقته المهنية كمغنٍ منفرد

صدر ألبومه الشخصي الأول Face Value في عام 1981، وتميز بإختلاف الألوان الموسيقية التي كانت تميل الى المعزوفات السريعة والمرحة، وحقق الألبوم نجاحاً عالمياً وتصدر القوائم في 7 دول.
كما صدر في عام 1982 الألبوم الثاني Hello I Must Be Going، وحقق كولينز نجاحاً جديداً، وفي عام 1985 قدم ألبومه الأكثر نجاحاً على الإطلاق No Jacket Required، وتصدر القوائم في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
نجاحه العالمي أصبح حديث وسائل الإعلام في تلك الفترة، والتي أعلنت أن فيل كولينز هو الفنان الأكثر شهرة ونجاحاً. وفي نهاية التسعينيات طرح أيضاً ألبومه الشخصي But Seriously، الذي نال إقبالاً جيداً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

فيل كولينز الممثل

شارك فيل كولينز في العديد من الأفلام، ومنها Hook وFrauds وBalto، بالاضافة الى تميزه بالعديد من المسلسلات التلفزيونية، ومنها The Two Ronnies وMiami Vice.

نجاحات وجوائز

في عام 1999 غنى فيل كولينز شارة فيلم ديزني "طرزان"، والأغنية الرئيسية أيضاً للفيلم you'll be in my heart، التي بقيت 19 أسبوعاً في المرتبة رقم واحد على لائحة بيلبورد المعاصرة للبالغين، وهي المدة الأطول في تلك الفترة الزمنية، كما غنى الأغنية أيضاً بالألمانية والإيطالية والإسبانية والفرنسية.
وضمنت له هذه الأغنية جائزة أوسكار وغولدن غلوب، عن فئة أفضل أغنية أصلية، وتمت تأديتها في حفل ديزني عام 2019، في سوبر بول.
باع أكثر من 30 مليون ألبوم كمغن منفرد، وشارك في العديد من الأعمال التمثيلية الناجحة وغنى تترات العديد منة الأفلام والمسلسلات ومنها فيلم Against All odds، الذي حملت الأغنية الإسم نفسه، وهي الأكثر انتشاراً وقرباً إلى قلوب عشاقه حول العالم، كذلك غلاف The Supremes وهي You can't hurry love من فيلم Buster، الذي شارك هو أيضاً في التمثيل به، وأغنية Seperate Lives من فيلم white nights.

إعتزاله

أعلن فيل كولينز إعتزاله الفن في عام 2008، ولكنه طمأن جمهوره بعد زيارته لحفيدته بفانكوفر، أنه إعتزال غير نهائي، وأكد أنه لا زال قادراً على الغناء.
وكان قد أعلن في أوائل عام 2009 توقفه عن العزف على آلة الدرامز، التي تمرّس فيها على مدى خمسين عاماً، بسبب معاناته من جراحة مؤلمة بالعمود الفقري، موضحاً أن مجرد مسكه للعصي تسبّب له آلاماً مبرحة، ومن أجل تفادي هذا الأمر يقوم بلصق يديه بالعصي عبر شريط لاصق كي يتمكن من العزف بشكل جيد.
وفي آذار/مارس عام 2010 كُرّم كولينز في قاعة المشاهير Rock and Roll. وفي عام 2011 أعلن اعتزاله لمدة قصيرة، ثم عاد في أيلول/سبتمبر عام 2016، ليقوم بجولة Not Dead Yet Tour، التي كانت ناجحة جداً وحصدت الكثير من التعليقات الإيجابية.

حياته الشخصية وتأثيرها على موسيقاه

تزوج فيل كولينز العديد من المرات في حياته، إلا أنه لم يكن محظوظاً في الحب، فلقد فشلت كل زيجاته وإنتهت بالإنفصال.
كانت زوجته الأولى أندريا بيرتوريلي، وإلتقيا بفصل الدراما في لندن، عندما كانا يبلغان من العمر 11 عاماً، ثم إلتقيا مرة أخرى في حفل Genesis في فانكوفر، وتزوجا في عام 1975، ورُزقا بطفل واحد "سيمون"، وهو مغني روك سابق لفرقة Sound of Contact، وعازف طبول، ثم إنفصلا في عام 1980.
تبنى أيضاً إبنة أندريا من علاقة سابقة ، "جويلي". وفي عام 2016 ، رفعت أندريا دعوى على فيل بسبب نشر سيرته الذاتية، التي توضح جوانب من حياته المهنية، بما في ذلك علاقاته.
وقالت في بيان: "منذ عدة سنوات كنت موضوع تعليقات في وسائل الإعلام حول علاقتي بزوجي السابق فيل كولينز. "لقد تم تصويري بأشكال مختلفة على أنني خرابة بيوت، وباحثة عن الذهب وأم سيئة.
كما تزوج مرة ثانية من جيل تافيلمان، وأنجب منها إبنة واحدة هي الممثلة ليلي كولينز، التي لطالما عانت من إبتعاد والدها عنها، لكنها كانت تعلم أنه يحبها، ثم ما لبثت أن سامحته لاحقاً.
وفي عام 1994، تقدم فيل بطلب الطلاق من جيل، وتم الانتهاء من ذلك في عام 1996.
عملت زوجته الثالثة أوريان سيفي، مترجمة في جولته، عندما إلتقيا في عام 1999، تزوجا وأنجبا طفلين هما نيكولاس وماثيو، وعاشا في سويسرا أثناء زواجهما.
تقدما بطلب للطلاق في عام 2006، وإنفصلا رسمياً في عام 2008، ودفع فيل كولينز مبلغاً قياسياً قدره 25 مليون جنيه إسترليني. وبعد هذا الطلاق، كان على علاقة مع الصحفية الأميركية دانا تايلر، من عام 2007 إلى عام 2016.
عاش بالقرب من دانا وإبنيها في ميامي، فلوريدا، وإنفصلا بعد ذلك عام 2016، ثم عادا معاً مرة أخرى في وقت لاحق من العام نفسه.

فيل كولينز غاضب من دونالد ترامب

أرسل فيل كولينز أمراً بمنع إستخدام أغنيته الناجحة "In the Air Tonight"، في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإنتخابية، خلال تجمع حاشد بولاية أيوا، في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2020، وأصر على أن الحملة لم تحصل على إذنه لتشغيل الأغنية.
وتم انتقاد حملة ترامب أيضاً لإستخدامها الأغنية، وسط تفشي فيروس كورونا، وذلك بأن إختيار الأغنية غير مناسب، لأن الوباء سببه فيروس ينتقل عبر الهواء.