لم يُعط فرصة البطولة سوى مرة واحدة، لإثبات مواهبه التمثيلية بعد تخرجه من معهد التمثيل، إلا أن ظهوره المتكرر في العديد من الأفلام، جعل منه وجهاً مألوفاً جداً لدى عموم الناس، وبالتالي لم يسألوا يوماً لماذا لا يتحول إلى لاعب لأدوار رئيسية، وظلت صورته أسيرة الأدوار النمطية، وأكثرها حضوراً تلك التي يكون فيها بوجهين، وبالتالي لا ثقة به ممن حوله، وهذا النموذج معاكس لحقيقته.

المرض أقعد الممثل المصري محمد خيري في السنوات الأخيرة، مضافاً إليه بطالة فنية قاتلة عانى منها بشدة، فيما كان إبنه الممثل شريف خير الله يحظى بفرص أكبر للحضور، وهو ما جعله يشعر بعدم الوفاء من أهل المهنة لأنهم إستنزفوه في شبابه، وحين كبر إنقلبت الصورة ولم يعد قابلاً لأية تسوية، تحفظ له ماء وجهه بعد رحلته مع التمثيل.

بداياته

ولد محمد خيري في مدينة القاهرة عام 1942، وبدأت موهبته الفنية في التمثيل وهو في سن صغيرة، ولذلك التحق بمسرح كلية التجارة خلال الدراسة في الكلية وتخرج في عام 1966، ثم بدأ العمل في المسرح والسينما، وعمل في أدوار صغيرة ثم التحق بالمعهد العالي للسينما وتخرج منه في عام 1970.

إبتعد عن التمثيل فترة، وإلتحق بالخدمة العسكرية ثم حصل على بطولة مطلقة واحدة في التمثيل أمام الممثلة ماجدة، في فيلم "العمر لحظة"، لكن التجربة لم تتكرر، وظل بعدها يقدم أدواراً ثانوية مساعدة.

كان محمد خيري موجوداً لفترة في المشاريع الفنية المعدودة، لكنه لم يكن محظوظاً في الترويج لنفسه، وعندما يُجري لقاءً صحفياً كان يكرر قصة محاولة إقدامه على الإنتحار أواخر السبعينيات، وكيف أن الممثل الراحل أحمد زكي الذي تعرف عليه من خلال فيلم "العمر لحظة"، أنقذه فعلياً من الموت، وبقيا صديقين حتى رحل أحمد.

أعماله

شارك محمد خيري في العديد من المسرحيات، نذكر منها "النمر، يا إحنا يا همه، خدمة إنسانية، ست الملك، بداية ونهاية، البكاشين، قولوا لأبوها، مجنون ليلى.

ويحمل رصيده 150 عملاً بين السينما والتلفزيون، ومن أعماله الدرامية، نذكر "عطش السنين، كوم الدكة، الضابط والمجرم، مكان في القلب، تزوج وابتسم للحياة، أشواقي بلا حدود، ليالي الحلمية، بيت العيلة، بنت سيادة الوزير، الدوائر المغلقة، الجانب الآخر، سوق الزلط، اللي اختشوا ماتوا، دموع في حضن الجبل، نعم مازلت آنسة، الخفافيش".

وبالنسبة لأفلامه الكثيرة، نذكر "المومياء، عريس بنت الوزير، شباب في عاصفة، الخيط الرفيع، شباب يحترق، حكاية بنت اسمها مرمر، جريمة لم تكتمل، السعة تدق العاشرة، بنت اسمها محمود، العش الهادئ، العمر لحظة، كرامتي، ليلة شتاء دافئة، المتهم، طائر على الطريق، الخبز المر، الذئاب، الطائرة المفقودة، اثنين على الهوا، منزل العائلة المسمومة، عصفور الشرق، الضائعة، ويبقى الحب، مخالب امرأة، هروب الأوغاد، حلاوة الروح، السقوط، الأبطال الثلاثة، المطلقات والذئاب، الحجر الداير، صعيدي في الجيش، ناقص واحد، حائط البطولات، بونو بونو، ظاظا، سيد الآس".

كما يحمل رصيده الفني أيضاً عدداً من السهرات التلفزيونية، منها "حلم ولا علم، مع إيقاف التنفيذ، لن أغفر أبداً، الهدف، المشهد رقم 13، شقة وألف ساكن، الأصيل، بقايا الماضي، مكر امرأة، الشنطة في مكان أمين، قطار العمر".

وفاته

غيب الموت محمد خيري يوم 2 كانون الأول/ديسمبر عام 2019، عن عمر ناهز الـ77 عاما، بعد أزمة صحية تعرض لها، إستلزمت نقله إلى إحدى المستشفيات، وما لبث أن فارق الحياة.

معلومات قد لا تعرفونها عن محمد خيري

تزوج من الممثلة إجلال زكي، لكن زواجهما لم يدم طويلاً.

كان معروفاً بمسايرة الجميع والسؤال عن أحوالهم بأسلوب عاطفي خاص ونبيل.

إشتكى من قلة الوفاء من زملائه والعاملين في الوسط الفني، الذين لم يعيروا إنتباهاً له وهو في حالة الوجع والخوف ونضوب الموارد.

حكى إنه كان في الجيش وقت حرب أكتوبر عام 1973، وكان في مأمورية تابعة للكتيبة التي كان يعمل بها وأثناء عمله بالمأمورية، عرف أن الحرب إندلعت من الراديو، ولم يكن يعرف بموعد الحرب.

قال في سؤاله عن الفنان محمد رمضان، إنه شاهد له مسلسل "الأسطورة"، وكان مسلسل جيد وأعجبه.