نور الطالبي أو الراقصة المغربية نور، إسم أثار الجدل بسبب قصتها الجريئة، وشكّلت حالة في الوسط الفني برقصها وموهبتها، كما لُقّبت بـ"سفيرة الرقص الشرقي"، وأثارت الجدل بتحولها الجنسي الذي كان حديث الإعلام.
نشأتها
ولدت نور الطالبي ،وإسمها الحقيقي "نور الدين الطالبي"، عام 1970، بمدينة أكادير في المغرب، ومنذ صغرها كانت تحب أن تتحول لأنثى، وأن يكون إسمها نور.
درست الآداب في المغرب، لكنها لم تكمل دراستها فسافرت الى سويسرا مع والدتها وأشقائها، بعد أن تزوج والدها من الخادمة وتركهم.
والدتها كانت سنداً كبيراً في حياتها، على الرغم من الفترة الصعبة التي مرت بها قبل تحولها جنسياً، مع العلم أن المعاناة النفسية تكون صعبة كالمعاناة الجسدية بعد العملية الجراحية المطلوبة للتحول.
تقول نور إنها "تنحدر من أسرة فقيرة ولذلك أجبرتها الظروف على التوقف عن الدراسة، ودخلت إلى عالم الرقص الشرقي في الحفلات الخاصة، بحثاً عن مورد رزق".
الرقص أنقذها وحقق لها حلمها، إذ تمكنت من جمع المال من الرقص، لإجراء عملية التحول الجنسي.
مرحلة التحول الجنسي
أحبت الراقصة نور إحتراف الرقص، وأرادت أن تظهر موهبتها ولكن بعد تغيير جنسها، فخضعت لعملية جراحية صعبة جداً وموجعة للغاية وتكللت بالنجاح.
وعلى الرغم من أنها إستطاعت أن تتحول الى إمرأة جسدياً، إلا أنها لم تستطع ان تتحول الى أنثى في أوراقها الثبوتية.
فبعد العملية رفعت الراقصة نور دعوى قضائية لتسجيل إسمها كأثنى في كل الوثائق الرسمية الخاصة بها، ولكن المحكمة المغربية رفضت طلبها، وبقي الوضع كما هو عليه إمرأة في الشكل والتصرف ورجل على الأوراق، وهذا الأمر يسبب لها إحراجا خصوصاً خلال السفر، أو حين تريد تقديم أوراق رسمية.
وقالت في تصريحات صحفية إنها تحملت الكثير، لكي تخرج الأنثى التي عاشت داخلها منذ طفولتها، وتجعل منها إنسانة مشهورة يتحدث عنها الجميع في حضورها وغيابها، بعد إحترافها الرقص وعروض الأزياء، موضحة أنها ولدت "خنثى"، وأنها ضحية "عيب خلقي" في تكوينها الجسدي.
تبنيها طفلة
تعيش الراقصة نور بلا رحم كسائر النساء المتحولات جنسياً، وبطبيعة الحال لا يمكنها أن تحمل وأن تنجب طفلاً، ولهذا تبنت إبنة شقيقها الطفلة زينب، والتي تعتبرها إبنتها وتهتم بها وترعاها كأي أم تهتم بإبنتها.
دعت لتأسيس جمعية تمول عمليات تصحيح الجنس
في لقاء تلفزيوني لها دعت الراقصة نور إلى تأسيس جمعية، بالتنسيق مع أطباء المسالك البولية والتناسلية وأطباء الغدد والولادة والجراحة التقويمية والأطباء النفسيين، تقوم بتمويل بعض العمليات للأطفال، الذين يعانون من تشوهات في الجهاز التناسلي، وستقوم بتمويل عمليات تصحيح جنسهم. هذه الخطوة إعتبرتها نور مهمة جداً، وقد تغيّر مسار حياة أي شخص ليس مرتاحاً بجسمه.
فاروق حسني أعطاها هذا اللقب وماذا قالت عن فيفي عبده؟
صرّحت الراقصة نور أن وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني أعطاها لقب سفيرة الرقص الشرقي في المغرب، بعد أن شاهدها وهي ترقص، أما الفنانة المصرية فيفي عبده علّقت أمامها، بعد أن حضرت وصلة رقص لها، وقالت: "لا دنا مش رقاصة قدام دي".
أصبحت الراقصة نور مشهورة جداً برقصها الشرقي في العالم العربي، وكسبت محبة الجمهور على الرغم من أنها متحولة جنسياًَ، ويتفاعلون معها مما أكسبها شهرة عالمية، وأصبحت مطلوبة لحفلات في دول أوروبية. وتقول الراقصة نور إن المجتمع بدأ يتقبلها نسبياً، بعد مرور حوالى 17 عاماً على عمليتها، مع أنها مرّت بفترة صعبة خصوصاً أنها ولدت في بيئة مسلمة ترفض هذا الواقع، ولا تتقبل الحالات مثلها.