هند خضرا الممثلة اللبنانية الراقية عكست شخصيتها على أدوارها، فكانت عنواناً للفتاة الأرستقراطية في كل مسلسل شاركت فيه.
عرفها المشاهد بدور "ريما" في مسلسل "الهيبة" و"الهيبة العودة" و"الهيبة الحصاد"، ولفتت الأنظار إليها في مسلسلات "بوح السنابل" و"غرس الود" و"موجة غضب" و"مرايا زمان"، وتشارف على الإنتهاء من تصوير مسلسل "رصيف الغربا". أما في مسلسل "دانتيل"، فقد حققت نقلة نوعية في مسيرتها المهنية، وإستطاعت أن تجعل من دورها رسالة إلى كل فتاة وجب عليها أن تضمن حقها في المستقبل، وتتحمل مسؤولية نفسها بنفسها. عن دورها في "دانتيل"، وأمور كثيرة، تحدثنا مع هند خضرا في هذا اللقاء.
أهلاً وسهلاً بك عبر موقع "الفن"، ألف مبروك نجاح مسلسل "دانتيل"، كيف تصفين تجربتك في هذا العمل؟
هذه التجربة جميلة جداً بالنسبة لي، لأنها كانت المرة الأولى التي أتعاون فيها مع شركة "إيغل فيلمز"، وإعتنيت بدوري جيدا لأنه يتضمن نوعاً من إنفصام في الشخصية، ويجمع بين الطيبة والأنانية والكرامة، وإستمتعت كثيراً بكواليس التصوير، الأجواء كانت إيجابية، وكل الممثلات متفقات مع بعضهنّ، وإلتقيت بممثلات لأول مرة أعمل معهنّ، منهن ريموند عازار وزينة مكي، بالإضافة الى أنني إجتمعت بالممثل السوري محمود نصر بعدة مشاهد، وهو ساعدني كثيراً.
كيف عملت على إظهار هذا التحوّل في الشخصية؟
حاولت التفكير في الإنسان حين يكون في القمة وفجأة يخسر كل شيء، بعد أن إعتاد على حياة الرفاهية والمال والمظاهر يصبح خائفاً مثل السمكة التي تفصلها عن الماء، ويصبح أنانياً أكثر، ويبني حواجز بينه وبين الناس، ويفقد ثقته بالآخرين.
"يارا" شقيقها تركها سابقاً وسافر للعيش في أميركا، شعرت أنها إمرأة لا تستطيع أن تنقذ نفسها بعد أن إنتحر والدها وتخلّى عنها، فقرّرت أن تساعد نفسها بنفسها، وتثبت قدراتها وتكون مسؤولة.
لم نعتد عليك بهذا النوع من الأدوار، كيف تتلقين الأصداء؟
أتلقى أصداء إيجابية، لكن بعضهم لم يعجب بالشخصية، معتبرين أن "يارا" "لئيمة" وأنانية ومستفزة، وهذا لا يزعجني لأنني أعتبر أنني إستطعت تأدية الدور بشكل مناسب، وطبعت في أذهانهم، وأوصلت الرسالة من الدور، والأمر يفرحني.
هل ستقلبين الأحداث في الحلقات المقبلة؟
"يارا" قرّرت العمل في "دانتيل" لأنها تريد تحقيق هدفها والوصول الى الإدارة، وضمان حقّها في الشركة بعدما شعرت في البداية أنها خسرت كل شيء، وفي الحلقات المقبلة سيدخل أحدهم إلى حياتها من أجل الحب، لكنها حتى في الحب هي وصولية وتدرس خطواتها، وستتعرض لموقف سيئ لنقول بأنه في الحياة ليس كل ما نخطط له نحصل عليه، وظروف الإنسان أحياناً تكون أقوى منه. تماماً مثلما حصل مع "يوسف"، الظروف كانت أقوى منه، ولم يستطع الزواج من "ميرنا"، بل سيتزوج "ميرا" لأن الظروف أحياناً تجعلنا مسيّرين وغير مخيّرين.
كيف تصفين التعامل مع الممثل السوري محمود نصر؟
محمود ممثل رائع، وهو شخص متواضع وينصحني كثيراً، وهو مريح جداً في الكواليس، يضحك ويمزح، فشعرت أنني أعمل في منزلي، وكانت تجربة جيدة معه.
ومع الفنانة سيرين عبد النور؟
لم نجتمع في مشاهد كثيرة، لكنني كنت أراقبها، إذ إنها تعطي دائماً طاقة إيجابية في موقع التصوير. أذكر حين حصلت مرة أزمة في موقع التصوير، وإستطاعت سيرين حلّها لوحدها، تشعر بأنها تهتم دائماً بالجميع وتساعدهم.
ومع الممثل وسام فارس؟
مثلت معه سابقاً في مسلسل "الهيبة"، وهو ممثل محترف في عمله، يندمج كثيراً في الدور، ويعيشه أمام الكاميرا وخارجها.
ما هي الصعوبات التي واجهتكم في تصوير العمل؟
في البداية واجهنا البرد في فصل الشتاء، رحت أرجف من شدة البرد، وعجزت عن التحدث وأنا أرجف، لكن بعد ذلك تأقلمنا.
ثانياً واجهنا فيروس كورونا ومنعنا من التصوير في إحدى المرات، إذ حضرت قوى الأمن الداخلي إلى "دانتيل" وأوقفوا التصوير. هذه الفترة كانت مثل فرصة للإستراحة، لكنها كانت صعبة علينا، إذ تخسر نوعاً من واقع الشخصية التي تؤديها، وبعد وقت إعتدنا على الأمر لأننا كفريق عمل سهلنا الأمور على بعضنا البعض.
لاحظنا الإخراج الراقي لمثنى صبح، كيف تقيّمين العمل معه؟
المخرج المثنى صبح من أفضل المخرجين الذين عملت معهم. هو يحاول إيجاد حلّ لكل مشكلة، ويفتح دائماً آفاقاً جديدة، ويضحك ويمزح دائماً، وأعصابه هادئة بشكل مستمر، وإيجابي ويعطي النصائح بشكل صائب. ومن إحدى النصائح التي إعطاني إياها كانت حول نبرة صوتي التي تكون حادة أحياناً، فكان ينبهني ممازحاً، فيتحدث مثلي بنبرة حادة. والآن أعمل جاهدة على صوتي حتى يصبح أعرض ومريحاً، خصوصاً أن شخصية "يارا" فيها نوع من القسوة.
ما هي الأدوار التي تستهويك؟
أحب الأدوار التي تستفزني ولا تشبهني، أحب أدوار الشرّ أو الجنون أو المرأة المسترجلة، لا أزال أنتظر النّصّ الجيّد الذي سيجذبني أكثر حتى أستطيع تأديته بشكل جيد، وأتوقع أنني سأحصل عليه.
هل كنت تفضلين عرض "دانتيل" خلال شهر رمضان؟
للصراحة نعم، وكنت أفضل أن يعرض كعرض أوّل على شاشة "mbc" قبل "شاهد"، لأن ليس كل الناس لديهم إمكانية الوصول الى منصة "شاهد"، لكن الحمد لله سيعرض على "mbc" في شهر شباط/فبراير 2021 المقبل، و"LBCI" أيضاً ستعرضه، فزال خوفي لأن الناس تتابع المسلسلات على التلفزيون أكثر، خصوصاً الكبار في السنّ.
ماذا تحضرين بعد "دانتيل"؟
أتابع تصوير مشاهدي في مسلسل "رصيف الغربا" الذي إستغرق تصويره أكثر من سنة، إذ نصوّر المشاهد الأخيرة فيه، بالإضافة الى أزمة فيروس كورونا التي أجلت مواعيد التصوير، وسيعرض على شاشة "LBCI"، وهو مسلسل جميل جداً.
أتمنى أن يستمرّ الإنتاج اللبناني والفن في لبنان، فهذه الطريقة الوحيدة التي نرفه فيها عن أنفسنا في هذه الظروف.
هل أنت مع الدراما المشتركة أم تفضلين الدراما اللبنانية؟
نحن نستفيد من الأعمال المشتركة، ولا أفهم لماذا ينتقدونها، وأعتبر أننا كمجتمع عربي يجب أن نجتمع في أعمال مع بعضنا البعض، والمشاهد رحب بالفكرة. وفي الوقت نفسه يجب أن يعطوا حقاً للممثلين اللبنانيين، لأننا نلاحظ أن الأدوار الرئيسية أصبحت تسند إلى الممثلين السوريين، فأنا أقول إن لدينا ممثلين لبنانيين بمستوى الممثلين السوريين.
من ترشحين ممثلاً لبنانياً بدلاً من الممثل السوري محمود نصر في "دانتيل"؟
مع سيرين عبد النور، أرشح الممثل اللبناني يوسف الخال، مرّ وقت طويل لم نشاهده فيه على الشاشة، وإشتقنا إليه، وأحب تمثيله، وأعتبر أنه يجب أن يبرز أكثر على الشاشة، وأحب أيضاً الممثل اللبناني بديع أبو شقرا.
برأيك أية ثنائية نجحت أكثر سيرين عبد النور مع تيم حسن أم سيرين مع محمود نصر؟
أحببت ثنائية سيرين عبد النور مع محمود نصر أكثر، هناك كيمياء تجمعهما، وأنا لا أتخيّل تيم حسن من دون نادين نسيب نجيم، أحببتهما معاً، ولم أستطع مشاهدة تيم حسن مع ممثلة أخرى.
هل تضرّرت من إنفجار مرفأ بيروت ؟
كلا لم أتضرّر، أعيش في منطقة الروشة فردان، لكن لدي العديد من الأصدقاء والأصحاب الذين تضرّروا بسببه، ومنهم خسروا أعمالهم.
ما الرسالة التي توجهينها؟
لم نتوقع هذا الإنفجار، كان شبه حرب شنّت علينا، وصعب جداً أن نخسر الناس المقربين منا، وأطلب من الله أن يعطي الصبر لأهالي الشهداء الذين سقطوا في هذا الإنفجار. يجب أن نغيّر الذهنية، بلدنا لبنان جميل، وفيه خيرات كثيرة، لكن هناك العديد من الناس الذين لا زالوا يعيشون على الطائفية، ولم نتعلّم من أخطاء الماضي، لذلك لن نستطيع الوصول إلى حلّ، مع العلم أنه إذا إتفقنا يمكننا حينها أن نزيل السياسيين الذين يحكموننا.
أتفكرين في الهجرة؟
على الرغم من أنني أملك الجنسية الأميركية، إلا أنني لا أترك بلدي، هنا أرضي وأهلي وبيتي وذكرياتي وحبي الأول، ومن هنا بدأ عملي ولا أترك لبنان.