ولدت الممثلة المصرية سميرة عبد العزيز في الأول من حزيران/ يونيو عام 1935، وحصلت على بكالوريوس التجارة من جامعة الإسكندرية، ثم على بكالوريوس الفنون المسرحية من أكاديمية الفنون، وبدأت مسيرتها الفنية في إذاعة الإسكندرية.
مثلت في عروض الفرق الجامعية، ونالت كأس التفوق في التمثيل من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعملت بفرقة الإسكندرية المسرحية إلى جانب المسرح الجامعي.
دخلت التمثيل بالصدفة
كشفت سميرة عبد العزيز أن دخولها عالم التمثيل كان بالصدفة، قائلة إنها كانت تحب الرسم، وفي أحد الأيام وجدت فتيات تمثل، فقالت: "عايزة أقول معاكم".
وأضافت: "الأستاذ قال لي عندنا مسرحية مسابقة المحافظة، تعرفي تمثلي، قلت له لا بس بعرف أقول، وكنت دايماً أتكلم في الإذاعة".
وأردفت: "جربني وقال لي تنفعي، بس معنديش غير دور راجل، ومن هنا شاركت في مسرحية الضحية للشاعر تمور، عملت دور قسيس، وحصلت على كأس أحسن ممثلة على المحافظة".
البداية من المسرح
إلتحقت سميرة عبد العزيز بالمسرح القومي، وإشتركت في العديد من المسرحيات، ومنها "وطني عكا، قولوا لعين الشمس، صلاح الدين الأيوبي، بعد أن يموت الملك، حبيبتي شامينا، الزفاف، إيزيس، أنطونيو وكليوباترا، رجل في القلعة، 28 سبتمبر"، وفي دار الأوبرا المصرية "إيقاع الأجيال، بحلم يا مصر".
ومن مسرحياتها في المسرح التجريبي "ترنيمة، مخدة الكحل" التي نالت الجائزة الكبرى في المهرجان التجريبي ومهرجانات قرطاج وسراييفو ومارسيليا.
ومن مسرحيات الأدب العالمي التي قدمتها "مركب بلا صياد، الحيوانات الزجاجية، 24 ساعة في حياة امرأة، أم مثالية، الخاتم".
أعمالها
يحمل رصيد سميرة عبد العزيز في التمثيل 200 عملاً في الدراما التلفزيونية والسينما، ومن أفلامها نذكر "إعدام قاضي، أولاد ضرغام، القتل اللذيذ، امرأة تحت المراقبة، حليم، ميكانو، بنتين من مصر، هو فيه كده، ساحر النساء".
ومن مسلسلاتها الكثيرة نذكر أيضاً "البركان الهادئ، الضوء الأسود، سندس وأخواتها، سيداتي آنساتي، ليلة سقوط غرناطة، أفواه وأرانب، عنترة، حتى لا يختنق الحب، ملحمة الحب والرحيل، حادي بادي، الامتحان، ضمير أبلة حكمت، الخطر، البريمو، بوابة الحلواني، الوعد الحق، فرط الرمان، الإمام أبو حنيفة النعمان، وادي فيران، الإمام الترمذي، الإمام ابن حزم، حلم العمر كله، نسر الشرق، اعترافات مصدر مسؤول، أم كلثوم، الليث بن سعد، العشق الإلهي، الحنين إلى الماضي، قصص الأنبياء، الفرار من الحب، ملكة من الجنوب، أميرة في عابدين، خان القناديل، إمام الدعاة، ملك روحي، مسألة مبدأ، أهل الرحمة، بنت من شبرا، أحلام في البوابة، أحلام عادية، الإمام المراغي، أحلام لا تنام، قلب امرأة، حنان وحنين، الإمام الشافعي، نفق الشيطان، أولاد الليل، نسيم الروح، قلب ميت، قصة الأمس، العنكبوت، زهرة برية، الزحايا حجر القلوب، سامحني يا زمن، برة الدنيا، تلك الليلة، وادي الملوك، مع سبق الإصرار، اغتيال شمس، فيرتيجو، الخفافيش، ابن موت، خلف الله، أهل الهوى، القاصرات، الوسواس، أستاذ ورئيس قسم، ليالي الحلمية 6، جرب حواء، الحساب يجمع، الخانكة، أبو البنات، بركة، خط ساخن، بت القبايل، القمر آخر الدنيا".
وبالانتقال إلى الإذاعة نذكر مسلسلاتها "نص دستة عيال، قلب امرأة، هجرة النور، غريب الحي، عبث الأقدار، زيارة بلا موعد، زائر نص الليل، دقات القلب الجريح، حب في دوامة، تفيدة والصياد، الدب ليه ألف رجل، الفارس الأسود، المسيرة الطاهرة، الرسول الأعظم، البيت الحرام، الإمام أبو حامد الغزالي، حب لا يموت".
رفضت هذا الدور مع محمد رمضان
أكدت سميرة عبد العزيز في لقاء تلفزيوني أنها لا تعتبر الفن غير النظيف فناً، حتى حال وجد قبولاً من الناس، مضيفة: "لهذا السبب رفضت القيام بدور أم الفنان محمد رمضان ".
وأضافت أنها ترفض أن تظهر كوالدة بلطجي، معقبة: "لما يُطلق عليا أم العظماء وعملت أم خمس أئمة وأم أم كلثوم وأم عبد الوهاب في الأوبرا أقوم أعمل أم بلطجي ماسك سكينة؟ أنا ضد ده".
وأشارت إلى أنه حتى إذا كانت هذه المشاهد موجودة في الواقع المعيش، فإنه لا يمكن تجسيدها على شاشات التليفزيون ليراها العالم، موضحة أنها لم تشارك في أي نوع من هذه الأدوار، لأنها تعتبر الفن رسالة للمجتمع ويجب أن يحمل فكرة هادفة.
وتابعت: "أنا فنانة ورسالتي تقديم الشيء المحترم، لأن ما يقدم للناس خلال التلفزيون يجب أن يكون لصالحهم، وليس لتعليمهم البلطجة والرذيلة، التلفزيون يدخل البيوت ويقلده الأطفال في سلوكهم، لذا لا يجب عرض هذه الأشياء، لكن من يريد مشاهدتها يذهب للسينما".
"قال الفيلسوف"
لها في الإذاعة برنامج يومي هو" قال الفيلسوف"، يذاع منذ عام 1975، ليكون بذلك أقدم برنامج مستمر يذاع بالإذاعات العربية.
وعلّقت سميرة عبد العزيز على سر نجاح هذا البرنامج، قائلة: " يرجع نجاح هذا البرنامج لسببين رئيسيين، أولهما أن المادة الموجودة كانت ثقافية بسيطة، وثانيهما الأصوات التي كانت تقدم البرنامج، فالحاج سعد الغزاوي كان يتمتع بصوت جميل رخيم، يوحي بأنه فيلسوف بحق، وصوتي كان يؤدى دور الفتاة الساذجة التي تريد معرفة كل شيء، فالصوتان متميزان، وكان ذلك سبباً لنجاحه واستمراره كل هذه المدة، وقد توقف البرنامج فعليا سنة 2011 عندما توفى الحاج سعد، الذي كان يجسد دور الفيلسوف، وأرادوا أن يبدلوه بشخص آخر لكني رفضت هذا ورفضت الاستمرار، لأنه كان يكتبه بعد وفاة المؤلف الأساسي، وقد استمروا في إذاعة الحلقات القديمة".
تزوّجت من دون مأذون
كشفت سميرة عبد العزيز أنها أُعجبت بكتابات زوجها الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن من قبل أن تراه، موضحة أنها تعرفت على زوجها من خلال أعماله وشاركت في أول عمل بينهما في مسلسل من دون أن تراه، ولكنه أرسل ورق السيناريو لها لتقرأه.
وأضافت أنه تم تصوير المسلسل بالكامل وهو في الكويت، مشيرة إلى أن أول لقاء بينهما كان عندما عرض عليها ورق مسلسل "محمد الفاتح"، والذي وجدت الدور فيه صغيراً جداً.
وأوضحت أنها ذهبت للمخرج للإعتذار عن الدور، وقال لها توجهي للكاتب لكي يكبر مساحة دورك قليلاً، وبالفعل فعلت ذلك ولكنه رفض، مما وضعها في حيرة شديدة ولكن لحبها لكتاباته وافقت على وعد منه أن يعطي لها دوراً كبيراً في المسلسل المقبل.
وأكدت أنه عرض عليها الزواج بعد تصوير مسلسل "عجوز في غرناطة"، ولكنها طلبت منه مهلة للتفكير، وبعد عام خلال تصوير مسلسل في تونس، وافقت على الزواج ولكنهما واجها مشكلة الزواج المدني في تونس، موضحة أن الزواج تم من دون مأذون في تونس.
وأشارت سميرة عبد العزيز إلى أنهما تزوجا على الطريقة الإسلامية، من دون كتابة الكتاب لحين رجوعهما لمصر وتسجيل الزواج مدنياً، مضيفة أن كل الممثلين المشاركين في المسلسل شاركوا في حفل زواجهما.
أم كلثوم
إعترضت سميرة عبد العزيز على الحوار الصحفي، الذي نُشر وجاء فيه على لسان زوجها عبد الرحمن محفوظ أن أم كلثوم متزوجة ولديها 3 أبناء، لأنه خاطئ، وأشارت إلى أن التسجيل المنسوب لمحفوظ عبد الرحمن بشأن أم كلثوم صحيح، ولكن لم يؤكد أن الست كانت متزوجة.
وأضافت أنها تقدمت بشكوى لنقابة الصحفيين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بشأن الحوار الذي نشر على لسان زوجها بإحدى الصحف، لمنع الشخص من الكلام ورد الإعتبار لزوجها ولأم كلثوم.
وأشارت إلى أن زوحها طالب صاحب الحوار بشأن أم كلثوم بعدم النشر، وهو خان الأمانة بعد وفاته.
الجوائز
حصلت سميرة عبد العزيز على جائزة التمثيل الأولى من التلفزيون، عن دورها في السهرة التلفزيونية "أم مثالية" عام 1981 وجائزة التفوق من إتحاد الإذاعات العربية، عن برنامج "عن اللغة العربية"، وجائزة الإلتزام في إستفتاء جريدة الجمهورية.
أُختيرت عام 1993 أحسن ممثلة إذاعية، وحصلت على جائزة الإبداع مرتين من مهرجان الإذاعة والتلفزيون، وعلى الميكروفون الذهبي من البرنامج العام بالإذاعة.
شاركت في معظم احتفالات الليالي المحمدية، واحتفالات المرأة والمكتبات.