أن تكوني جميلة ومتحدثة في مجال الإعلام فهذه نعمة للشاشة الصغيرة.
نسرين ظواهرة الإعلامية الناجحة، وصاحبة الخبرة الطويلة في مجالي الصحافة والتنسيق الإعلامي، تقول كلمتها وتمشي،تعمل بصدق وبضمير، دخلت بيوت النجوم في برنامج "عالبكلة" على قناة "الجديد"، وتعترف بأنها حققت نجاحاً كبيراً في عام 2020 على الصعيد المهني، إذ تعاقدت مع شركة الصباح، وكذلك على إدارة أعمال الفنان رامي عياش، وأيضاً عودتها إلى قناة "الجديد" في البرنامج الصباحي "صباح اليوم" كل يوم إثنين، إلا أن فرحتها لم تكتمل بسبب الظروف الصعبة التي تحيط بالبلد بعد إنفجار مرفأ بيروت.
عن نجاح نسرين ظواهرة في هذا العام وعلاقتها بالنجوم، كان لموقع "الفن" هذا الحوار معها.
ألف مبروك البرنامج الصباحي على شاشة "الجديد"، إطلالتك مميزة والمادة التي تقدمينها فريدة من نوعها ودسمة، نشعر بأن الـ"Scoop" حاضر دائماً لديك، كيف تصفين تجربتك في العمل لأوّل مرّة في البرامج التلفزيونية المباشرة؟
تجربة المباشر على شاشة "الجديد" في البرنامج الصباحي قوّيّة جداً وجديدة بالنسبة لي، هي ليست سهلة أو مزحة، إنما هي تجربة تتطلّب مني مسؤولية عالية جدًّا.
أمّا من ناحية الـ"Scoop"، فأنا لم أسعَ إليه يوماً، لكن هذا لا يعني أنني لا أعمل جاهدة على مواضيعي، وعلى تقديمها في الوقت المناسب، بحسب ما تريد الناس أن تسمعه وتعرفه. أذكر من المواضيع مقابلة زهير مراد وهشام حداد ونايلة تويني وتيتا روز وسميرة توفيق، أحب أن لا أشبه أحداً، وفي الوقت نفسه لا أقصد ذلك.
نشعر أن هناك نوعية من الضيوف لا تقبل بالظهور الإعلامي إلا معك.
لا أخفي عليك أنه كان لدي إصرار كبير، ولمدة خمسة أيام، على إجراء مقابلة مع زهير مراد بعد وقوع إنفجار المرفأ، إذ حين شاهدت ما حصل لدار أزيائه وتحدثت معه عن الأضرار، بكيت كثيراً، فشعر أنني صادقة في طلبي، وبعدها أدركت أنها كانت أول مقابلة يطلّ فيها زهير بعد الإنفجار، ونالت المقابلة أصداء واسعة.
هل أنتِ مع أن يبكي الإعلامي على الهواء؟
نقطة ضعفي وقوّتي هي أنّني حقيقية ولا أعرف أن أفصل نفسي عن الجوّ العام الذي يحيط بي، بإعتبار أنّني مذيعة ولدي دور في الإعلام، أنا من الناس ولا أستطيع أن أفصل وأتمالك نفسي في المباشر، وأعتبر أن هذا الضعف هو قوّة، فنحن لسنا خشبة.
في المرة الماضية، بكيت أثناء مقابلتي مع الضيف، لأنّه منذ لحظة الإنفجار وحتى اليوم، كثيرون لا يزالون في نقطة الصفر، ولم يسألْ أحد عنهم.
لا شك في أنّ هناك العديد من المذيعين يمثّلون على الهواء، لكنّني لست ضدّهم إن كانوا فعلاً يحبّون وطنهم، فبالتأكيد سيتأثرون.
في المباشر إضْطررت للعمل كمراسلة على الأرض بعد إنفجار مرفأ بيروت، ماذا شاهدْتِ؟
قبل التغطية بيوم ذهبت بمفردي الى بيروت، وتجوّلت في منطقة الجميزة، وشاهدت الناس هناك، فعدت يوم السبت على الهواء بغضب شديد لم ينتهِ حتى الآن، وطلبت النزول إلى الأرض كمراسلة لأنني رغبت في صنع الخبر، والشعور بوجع الناس، فلم أستطع كإعلامية أن أجلس في الستوديو. كانت تجربة جميلة وغنية، وتركت في داخلي جرحاً كبيراً، لأنّني شاهدت أموراً مؤلمة جداً "مش معقول شو مجرمين".
هناك ستة إعلاميين غيرك يقدمون برنامج "صباح اليوم" عبر "الجديد" في الأيام الأخرى، من الأفضل برأيك؟
صدق أو لا تصدّق، أحبّهم جميعهم، وما يميّز "الجديد" هو جوّ العائلة الموجود فيها، ولا أحد يحطّم بالآخر. إختارت الجديد 7 مذيعين ومذيعات مجتهدين، ولديهم خبرة في المباشر، والبرنامج يشبه كل واحد منهم. أحبّ ساشا دحدوح كثيراً وهي صديقتي، وميلاد حدشيتي وماغي عون وكارين سلامة من الناس الحقيقيين، جوزيف حويك لديه خبرة، ومارييت يونس جديدة على العمل في تقديم برنامج مباشر، لكن لديها خبرة في الإعلام، كل واحد منهم لديه شيء يميّزه.
هل كنت ترغبين في تقديم البرنامج الصباحي بمفردك؟
حين تلقيت العرض فكّرت فيه مطوّلاً، ولا أنكر ذلك، خصوصاً أنّني كنت أقدّم برنامجاً أسبوعيّاً بمفردي، لكن اليوم أشكر ربّي وأعتبر البرنامج هدية من الله، لأنّ هاتين الساعتين أملك فيهما الحرية المطلقة في التحدّث عن ما أشاء، ولا ضوابط فيهما، بإمكاني التحدُّث في الفنّ والمجتمع والسياسة، وفي أي موضوع قريب من مشاكل الناس وإهتماماتهم، في حين كنت مقيّدة قليلاً في البرامج الفنية.
بالإضافة الى أن مهمة تقديم البرنامج طوال أيام الأسبوع بمفردي مستحيلة، فأنا أضع كامل قواي العقلية والنفسية في البرنامج، وأحضّر بحبّ لأطلّ يوم الإثنين الذي إخترته لأني أحب البدايات وأتفاءل بها.
في هاتين الساعتين "فشيت خلقي"، وهما أحدثتا نقلة نوعية في مسيرتي، وتلقيت عروضاً جديدة بعيدة عن مجال البرامج الفنيّة. وسأقدّم برنامجيْن جديديْن وافقت عليهما، وهذا الأمر أكشفه للمرة الأولى، وسأعلن تفاصيل عنهما قريباً جداً.
هل ستتوقفين عن إجراء المقابلات الفنية؟
صرّحت سابقاً بأنني لا أريد أن أجري مقابلات مع الفنانين بإعتبارهم إستهلكوا بسبب ظهورهم المفرط على وسائل التواصل الإجتماعي. وأعتبر اليوم أن في الإعلام الإجتماعي الكثير من الأمور التي يمكننا التحدّث عنها، والإعلامي إن لم يستطع التأثير في الناس يكون عمله ناقصاً.
أنا إبنة جريدة "النهار"، وبنيت مسيرتي على صخرة لا تتزعزع، حتى حين أكتب خبراً فنياً أكتبه بمعنى وبعمق وبمخافة الله لأن الصحافة المكتوبة تحتاج أيضاً إلى الضمير، فتعلمنا أن أي شيء نريد كتابته يجب أن يكون له معنى وبعد آخر. وأنا لم أوافق على العمل في أية صحيفة ورقية أخرى لأنني أعتبر أنني عملت في أهم مؤسسة إعلامية مكتوبة.
بعد كارثة إنفجار المرفأ، ما هو المطلوب؟
المطلوب هو أن لا ننسى، وإن نسينا نكون شعباً قد شارك في أكبر جريمة إقتُرفَت في حقِّه. كان يمكن أن يكون أي واحد منا ضحية بدلاً من الشباب الذين سقطوا ضحايا هذا الإنفجار، وهؤلاء ليسوا شهداء لأن الشهادة يختارها الإنسان بنفسه، هؤلاء قُتلوا في جريمة بسبب فساد السياسيين، يجب أن نستغل هذه الفرصة بهدف تحقيق المطالب.
إنتقدتِ على مواقع التواصل الإجتماعي الناس التي إلتقطت الصور على الركام.
هذا أمر غير مقبول، أحياناً أقول إننا نستأهل ما يحدث لنا، فنحن أيضاً فاسدون.
بعضهم إعتبر أنك تلمحين إلى زميلتك رابعة الزيات.
عندما كتبت عنهم على صفحتي كان ذلك قبل جلسة تصوير رابعة الزيات بعدّة أيّام وليس بعدها.
هل كنتِ ستوافقين على الخضوع لجلسة تصوير إن عرضت عليك بهدف جمع التبرعات؟
في مجال الملابس، رابعة تسوّق أكثر لهذه الأمور، ولها الأفضلية في ذلك، وإن عرضت عليّ لا أقبلها، نقاط قوّتي تكمن في مجالات أخرى.
أخبرينا عن إنضمامك لشركة الصباح وما هو حجم المسؤولية عليك؟
شركة الصباح هي شركة عريقة ولا تحتاج لأحد لتعزيز مكانتها، ونحن من يجب أي يكون على قدر المستوى المطلوب. المسؤولية كبيرة جداً، أحرص على أن تكون حواسي مركزة مع أعمال الشركة، والأستاذ صادق الصباحيعمل بإحتراف عالٍ جداً، وسرّ نجاح الشركة هو التخطيط المسبق لسنوات مقبلة. منذ 70 عاماً ونجاح شركة الصباح ليس من عبث، وأنا سعيدة جداً بالتعاون معهم، وأشعر أنّني ضمن عائلتي. كنت أعرف الأستاذ صادق الصباح منذ بداية عملي في جريدة "النهار"، وكانت ثقته بي كبيرة، وأنا سعيدة لأن علاقتنا المهنية تُوّجت بتعاوننا معاً.
هل تعاقدك مع صادق الصباح أعاد المياه إلى مجاريها بينك وبين الفنانة هيفا وهبي بطلة مسلسل "أسود فاتح"؟
حصل لقاء بيننا في السابق ولم أعلن عنه، وتحدثنا في جميع الأمور، وإنتهى الموضوع منذ زمن. لا خلاف بيننا، ونحب بعضنا البعض، وهناك عشرة عمر تجمعنا.
كيف تصفين عملك مع الفنان رامي عياش؟
أعتبره صديقاً وشقيقاً لي، وهناك كيمياء تجمعنا في العمل، ونحن نتّفق على الكثير من الأمور، حتى حين نختلف نحاول تسوية الأمور برقي. نعلم جيداً أنه يمكننا أن نستمرّ معاً لفترة طويلة، وأحرص على عمله وإسمه، والثقة بيننا متبادلة.
ماذا يحضّر رامي في الكواليس؟
هناك العديد من الأعمال التي يتمّ تحضيرها، لكن الوضع اليوم يجعلنا نؤجل كل شيء إلى وقت لاحق. هناك عمل سيطلقه رامي لبيروت قريباً جداً.
ما هو حجم المسؤولية التي تترتب على المنسق الإعلامي للمحافظة على صورة الشركة المنتجة؟
أحاول أن أكون على مسافة واحدة من جميع الصحافيين، وهذا أمر صعب، لأن هناك صحافيين كثيرين تقدّرهم شركة الصباح، وفي النهاية هناك صحافيون أنشط من غيرهم، أو لديهم مصادرهم الخاصة. أول قرار إتخذناه في الشركة هو عدم دخول الصحافيين إلى موقع التصوير، لأننا غير قادرين على إستقبالهم جميعاً، خصوصاً أن هذه السنة أربكتنا بسبب إنتشار فيروس كورونا، وأخذنا الإحتياطات اللازمة.
وبالنسبة للمسؤولية لناحية العمل مع الفنان؟
في حياتي المهنية لم أنسَ يوماً أني صحافية أيضاً، وحتى اللحظة لا أزال أتواصل مع الزملاء الصحافيين وأحاول مساعدتهم، ونحن لا نستطيع أن نلزم الفنانين بإجراء المقابلات مع الصحافيين، وكشركة لا أستطيع أن أجبر أي ممثل أو ممثلة على إجراء المقابلات مع الصحافة. بعض الصحافيين يطلبون مني مقابلة مع نادين نسيب نجيم أو قصي خولي أو معتصم النهار وغيرهم، لكن نحن كشركة لا نستطيع إرغامهم على ذلك.
هل إلتقيت بالممثلة نادين نسيب نجيم في كواليس تصوير مسلسل "20 20"؟
بالطبع، نادين نسيب نجيم نجمة الشركة وأحبها كثيراً، وإلتقينا عدة مرات، وهي ختمت في السابق آخر حلقة من برنامجي "عالبكلة"، في حين أن الكثير من أصدقائي الفنانين لم يوافقوا على المشاركة في البرنامج. أتمنى لنادين الشفاء العاجل، فهي عاشت موقفاً صعباً جداً بعد إنفجار مرفأ بيروت، وأنا أوافقها على ردّة فعلها بعدما تعرّضت لهجوم. في داخلنا جميعاً غضب كبير بسبب الإنفجار، فكيف إذا كانت نادين عاشت تلك اللحظات بتفاصيلها، وتضررت من الإنفجار "شافت الموت بعيونها"، وردة فعلها جاءت من قهرها، هي عاشت أصعب تجربة في حياتهالن تنساها أبداً، ومن إستفزها هو سخيف ومريض.
إلى أين سيأخذك طموحك في المرحلة المقبلة؟
عيني على النجاح وراحة البال، أؤمن بإحساسي لتحقيق أحلامي، وأنا مدمنة على النجاح ولا أستطيع مراوحة مكاني، لدي عروض أعمال عديدة وأفكار كثيرة. هذه السنة كانت الأفضل بالنسبة لي على الصعيد المهني، لكنها أسوأ سنة على صعيد لبنان، فهي منعتني من الفرح، كل ما أتمناه هو راحة البال والسلام والأمان للبنان، إذ إنه مع كل خطوة نجاح هناك غصّة، أما الأمور الأخرى فتأتي لاحقاً.