يعد من أروع الأصوات العربية وأجملها، وإلتزم في كافة أغانية بالكلمة والمعنى واللحن.
يتمتع الفنان والملحن السوريإلياس كرمبالحد الأعلى من الصراحة والجرأة، التي تفاجئ محاوره، وهذه الصفة هي القاسم المشترك بينه وبين الموسيقار اللبناني ملحم بركات كما يرى، والتي لا تجعل أياً منهما الخيار الأول لدى المذيع، الذي يفكر في إستضافة فنان على الهواء.
نشأته وبداياته
ولد الفنان السوري إلياس كرم يوم 1 كانون الثاني/يناير عام 1960، بمحافظة الحسكة في سوريا، تميّز بصوت قوي وقدم الكثير من الأغاني المعروفة، كما لحّن لعدد من المطربين والمطربات في سوريا ولبنان، وإشترك في الكثير من المهرجانات، كما له العديد من الأعمال والأغاني الوطنية، بالإضافة إلى الغناء باللغة السريانية، وقد أحيا العديد من الحفلات الغنائية في أميركا وأوروبا والعالم العربي.
ورغم إعتباره فناناً مشاكساً، وغير مواكب لمعظم الموضات الغنائية، التي تأتي وتذهب على الساحة الغنائية العربية، إلا أنه يمتلك محبة الناس وتقديرهم، ولعله أحد الأمثلة القليلة المتواجدة على الساحة، والتي تثبت أن الفنان الحقيقي الواثق من خامته الصوتية، لا يهتم بالمظهر الخارجي بقدر إهتمامه بمضمون فنه.
هو مقل في ظهوره على الفضائيات، لكنه متواجد دائماً من خلال الألحان الناجحة، التي تحقق أصداء ناجحة، ومنها أغنية "خلي الطابق مستور"، للفنانة السورية أصالة، ومواويل "يدها بيدي" و"قمري وبتضلي قمري" و"قسمة ونصيب"، التي غناها الفنان اللبناني وائل كفوري، وكذلك قصيدة "تيهي صبا"، التي حققت إنتشاراً واسعاً في العالم العربي.
إنتماءه الى مدسة وديع الصافي
ينتمي إلياس كرم إلى مدرسة الراحل الكبير وديع الصافي كما يقول، والذي يعتبره موهبة فنية لن تتكرر، "فهو ذوق متكامل، ذوق ينطق الحرف وذوق بالقفلة وذوق بإختيار الكلام.. حنجرته فيها ذوق إضافة لإحساسه العالي".
ويتكون المخزون الموسيقي لدى إلياس كرم من اللون الموسيقي السائد في الجزيرة، بالإضافة إلى الموسيقى العراقية والتركية واليونانية وموسيقى بلاد فارس.
ومن أغانيه، نذكر "أمر الكون، بعدوا عني، بدي أعرف، قلبي سكرته، نور قلبي بسحرك، لما يبعدوا الحلوين، بس إلك، بتضلك قمري، يا ناس قلبي، يا شوق، البحر العالي، بحبك لاتقولي كيف، يا أروع ماخلق الله، يا ساكن قلبي والروح، يا حبيبي، حب مش مألوف، سيرة الحب، شيلي من قلبك، رجعت من الغربة، من أيا كوكب، كلن عنك سألوني، تيهي صباً، السحر بعنيكِ".
بين ملحم بركات وفيلمون وهبي
في أحد لقاءاته التلفزيونية عام 2014، إعتبرإلياس كرمنفسه مميزاً على الساحة الفنية، بقوله إنه من الصعب أن يكون هناك شخص مثله في الفن، معتبراً أنه لا يقدر في الساحة الفنية سوى ملحم بركات صديقه، الذي يحترمه كثيراً، إلى جانب الفنان الراحل فيلمون وهبي، أما الأخوين رحباني "على الراس والعين".
التلحين
يلحّنإلياس كرمكل أغنياته بنفسه ويتعامل بشكل كبير مع الشاعر السوري عصام جنيد، الذي يرى أنه يؤلف الأغاني الشعبية بحرفية ، كما أن طريقته قريبة جداً من طريقته، فضلاً عن المعاني الهامة لقصائده.
وعن عدم سماحه لملحنين بتلحين قصائده، قال إنه لم يسبق أن عرض عليه أحد الملحنين لحناً ليغنيه، مشيراً إلى أنه أكثر شخص يعرف مقدرته الصوتية وما هي جمالياته.
كما أرجع السبب أيضاً إلى أن الملحنين بعد أن يسمعوا أغنياته، ويلحظون المستوى التلحيني لها يقررون البقاء بعيدين.
ويرى أن على الملحن أن يكون موهوباً ومبدعاً، موضحاً أنه عندما يستمع لصوت الفنان الذي سيمنحه اللحن ولو لمرة واحدة سيصبح قادراً على معرفة أبعاد صوته.
كما يرى أن الكلمات تحمل ألحانها معها، وقال: "في بعض الأوقات يفرض عليك وزن الكلام لحناً معيناً، والموضوع أحياناً يفرض طريقة معينة في التلحين..".
مقل في الظهور
نادراً ما يظهر إلياس كرم على الشاشات، أو يصوّر أغنياته على طريقة الفيديو كليب، وقال: "أنا مقل، لأنني فنان حقيقي هاجسي تقديم شيء جميل للناس، ولأنني رجل حقيقي، على عكس كثير من المغنين اليوم فهم يشبهون النساء أكثر مما يشبهون الرجال، الفن عندي رسالة وليس وليد اللحظة أو بناء على رغبة مدير أعمال، لذلك فمن الطبيعي أن أقلل من ظهوري. الوسط الفني لم يعد للناس التي تملك كرامة أو مبادئ، فالموهبة هي آخر شيء يهم أصحاب الفضائيات المتحكمين بكل شيء اليوم".
معلومات قد لا تعرفونها عن إلياس كرم
يرى أن الكل يريد أن يغني، الراقصات وعارضات الأزياء والمذيعات والممرضات، ولم يعد الغناء يعتمد على الموهبة أو الصوت أو الدراسة الأكاديمية.
يؤكد أن المسرح والحفلات الحية، هي الإختبار الحقيقي للمغني وللصوت.