هجرة الشباب والطاقات اللبنانية ليست بالأمر المستجد، فالانتشار اللبناني حول العالم والذي يفوق عدد سكان لبنان فعلياً بأضعاف، هو أكبر دليل على أخطر نكبة يعيشها هذا الوطن منذ عقود، وهي خسارة أبنائه واحدا تلو الاخر بحثا عن الامان ومستقبل أفضل.

واليوم هذه النكبة لم تنتهِ، ولا يبدو انها ستنتهي قريبا، ولاسيما مع وصول البلد الى مرحلة الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي والسياسي والأمني، ما أفقد اللبناني مزيداً من الامل بوطن نهائي له وللبنانيين.

واليوم وفي ظل هذا الوضع الصعب الذي نعيشه، وخصوصاً بعد إنفجار مرفأ بيروت، خسر اللبناني حتى إحساسه بالأمان في وطنه، وإحساسه بالعدالة التي هي أساس الملك، فكان قرار المغادرة هو خشبة الخلاص للكثيرين مرة جديدة.

الفنان اللبناني راغب علامة الذي نجا وعائلته من الانفجار، قرر ابعاد ابنيه خالد ولؤي عن الوطن، خوفاً عليهما، هو الاب الذي لطالما اكد على علاقته القوية بإبنيه، لكن سياسيي لبنان لم يتركوا له ولإبنيه خياراً آخر.

الاعلامي اللبناني بسام أبو زيد الذي غطى بمهنيته الكثير من الأحداث التي مرت على لبنان، وبعد 30 عاماً من عمله الاعلامي في قناة LBCI، قرر بسام مغادرة الوطن إلى محطة "الحدث".

الاعلامي اللبناني جاد غصن الذي هو ايضا احد ضحايا هذا النظام اللبناني المهترئ، وهو الذي لطالما كان يرفع الصوت، للأسف قرر الاستفادة من فرصة عمل أفضل في الخارج، فترك قناة "الجديد".

هذا غيض من فيض من ما يخسره هذا الوطن الحبيب من ثروات بشرية وفكرية وعلمية، وهو الأحق بالإستفادة منها من بلدان أخرى، ولذلك نسأل الى متى؟

إلى متى سيبقى اللبناني أسير الغربة؟ ألم يحن الوقت لكي نبني دولة تحافظ على أبنائها وتضمن لهم حياة كريمة؟