يعد الممثل والمخرج محمد الشيخ نجيب من أهم الفنانين في سوريا، إن كان في المسرح أو التلفزيون أو السينما، بعدم أن قدّم أعمالاً مهمة لا تزال في ذاكرة الجمهور، لكن الموت خطفه بسن مبكرة عن عمر 59 عاماً، بعد ثلاثة أشهر فقط على إصابته بمرض سرطان البروستات، وقضى أيامه الأخيرة متنقلاً بين دمشق وبيروت، لتناول جرعات لعلاج المرض العضال.
ولد في دمشق عام 1953 وتوفي عام 2012، درس في هنغاريا وتخرج عام 1984، وإنضم إلى نقابة الفنانين عام 1974، وتزوّج من الممثلة خديجة العبد وأنجبا منها الممثل قيس الشيخ نجيب والمخرج سيف الشيخ نجيب، وزيد.
بين التمثيل والإخراج
عمل محمد الشيخ نجيب في بداية حياته الفنية مع فرقة الإذاعة والتلفزيون للرقص الشعبي، التي عُرفت فيما بعد بفرقة "أمية"، وكان من أبرز عناصرها، ثم بدأ العمل في التمثيل في عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، ثم بالإخراج التلفزيوني، وبعدها سافر إلى هنغاريا لدراسة الإخراج أكاديمياً.
وبعد عودته أخرج العديد من المسلسلات للأطفال، ومسلسلات بوليسية، كوميدية، إجتماعية، ودرامية.
شارك محمد الشيخ نجيب في سلسلة سهرات تلفزيونية "التحقيق"، فشارك في أحد أجزائها التي حملت اسم "الرجل الآخر"، ثم في مسلسل "شقاء امرأة"، من إخراج سالم الكردي، إلى جانب عدد من الممثلين ممن سيصبحون نجوم الدراما السورية في المستقبل، ومنهم نادين خوري وعبد الهادي الصباغ.
ثم شارك في فيلم "مقلب من المكسيك" عام 1972، إلى جانب نهاد قلعي ودريد لحام، وفي مسلسل "ملح وسكر" في عام 1973، ومسرحية "غربة" في عام 1976.
إستمر بالتمثيل في الدراما السورية، حتى عمل في عام 1981 مساعد مخرج في مسلسل "تلفزيون المرح" عام 1981، ثم سافر إلى هنغاريا وإنتظر عشر سنوات بعد عودته ليخرج أول أعماله الفنية، فشهد عام 1994 إخراجه لمسلسل "قضية تمام"، ثم عمل مخرج منفذ في مسلسل "المحكوم" عام 1996، وهو المسلسل الذي أدى فيه شخصية الطبيب "إياد".
بصم محمد الشيخ نجيب كمخرج على عملين، حققا نجاحاً كبيراً في العالم العربي، على صعيد الأعمال الكوميدية، فأخرج الجزء الثاني من مسلسل "جميل وهناء"، من بطولة أيمن زيدان ونورمان أسعد وسامية الجزائري، ومسلسل "بكرا أحلى" من بطولة سلاف فواخرجي ووائل رمضان وأيمن رضا ويارا صبري وعبد المنعم عمايري محمد أوسو،، وسبقهما إخراج مسلسلي "لوين" و"المجهول" في عام 1999.
وفي عام 2010، أخرج محمد الشيخ نجيب آخر أعماله الفنية، وهو مسلسل "الزلزال"، كما أدى دور الفنان اللبناني مارسيل خليفة في مسلسل "في حضرة الغياب"، الذي يحكي سيرة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
ومن أعماله أيضاً في التمثيل، مسلسلات "تجارب عائلية، الأجنحة، الوعد، نساء بلا أجنحة، قلوب دافئة، جريمة في الذاكرة، أبو كامل، هوى بحري، أيام الغضب، عشتار، رجال تحت الطربوش، سقف العالم، الصندوق الأسود"، إضافة إلى فيلم "التقرير" مع دريد لحام، و"قتل عن طريق التسلسل".
ومن أعماله في الإخراج نذكر "قصص الغموض، أنا وعمتي أمينة، صدى الروح، ممرات ضيقة، قمر بني هاشم، تحت المداس".
الدراما السورية
في أحد لقاءاته الأخيرة، التي سبقت وفاته بأشهر قليلة، ورداً على سؤال، قال محمد الشيخ نجيب عن الدراما السورية: "لو كانت طفرة لكانت انتهت منذ سنوات، لكنها حقيقية وتعيش نهضة تصاعدية. هناك تفاوت في بعض الأداء بسبب الإنتاج الساعي للربح وهنا الخطأ. لذلك على بعض الدخلاء على الإنتاج أن يقدموا الأفضل. كما أن هناك عشرات الممثلين الذين ذهبوا إلى مصر وهذا دليل على نجاح النجوم السوريين الذين كانوا مصدر تسويق للأعمال المصرية".