صفاء حجازي إعلامية مصرية ورئيسة الإتحاد بالإذاعة والتلفزيون المصري، منذ نيسان/أبريل عام 2016 وحتى وفاتها في عام 2017، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، الذي أنهى حياتها عن عمر 52 عاماً، لتكون أول سيدة تتولى هذا المنصب وثاني رئيس للإتحاد بعد ثوره عام 2013 في مصر، خلفاً لعصام الأمير، الذي تمت إقالته من المنصب في الشهر نفسه.

تكريماً لها ولعطاءاتها أصبحت أول سيدة يطلق إسمها على إحدى محطات مترو الأنفاق، إذ قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إطلاق إسمها على محطة مترو أنفاق الزمالك، بحسب ما أعلن وزير النقل المهندس كامل الوزير.

نشأتها وبداياتها

ولدت صفاء حجازي في مدينة طلخا محافظة الدقهلية، وتخرجت من قسم المحاسبة كلية التجارة جامعة المنصورة عام 1984، لكنها كانت تحلم دائماً في العمل بمجال الإعلام، وكانت تأتي يومياً إلى القاهرة للبحث عن فرصة تحقق بها حلمها.

وشاء القدر أن تقرأ إعلاناً في إحدى الصحف عن طلب مذيعات، فما كان منها إلا أن توجّهت لتقديم طلب توظيف ونجحت في إختبار الإذاعة المصرية، بعد حصولها على حوار مع رئيس الحكومة عاطف صدقي، فيما نجحت كذلك في تسجيل برنامج مع كامل الشناوي ومصطفى أمين، عن سيرة كوكب الشرق أم كلثوم.

عملها في التلفزيون

إنطلقت صفاء حجازي في التلفزيون المصري مقدمة نشرة إخبارية، وتزامن عملها مع إنطلاق الفضائية المصرية عام 1990، وقد سافرت لتغظية حرب الخليج، بناءً على طلب من التلفزبون المصري.

قدّمت على مدى عشرين عاماً برنامج بيت العرب من تمويل جامعة الدول العربية، وأجرت حوارات مع ملوك وروؤساء الدول العربية، فضلًا عن تغطيتها أحداث القمم العربية ونشاط الجامعة العربية.

عارض العاملون في قناة النيل للأخبار أن يتم تعيين صفاء حجازي رئيسةً للقناة، قبل التبلغ بقرار التعيين، وذلك لأنها كانت موالية لسنوات لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وقد طالب العاملون بأن يكون الرئيس المقبل من خارج التلفزيون المصري، لضمان التنافس مع القنوات الإخبارية العربية، لكنها تعينت رغم ذلك.

في عام 2013، عيّن وزيرة الإعلام درية شرف الدين، صفاء حجازي رئيسة لقطاع الأخبار، خلفاً لإبراهيم الصياد، الذي خرج على المعاش في تلك الفترة، بعد فشل القطاع في تغطية أحداث كرداسة، لتكون بذلإك أول سيدة في هذا المنصب.

وفي عام 2015، كرّمها اللواء مهاب مميش على جهودها في ظهور حفل إفتتاح قناة السويس الجديدة بمظهر جيد.

ليطلب بعد ذلك رئيس التلفزيون، عصام الأمير، في العام نفسه، من رئيس الوزراء المصري حينذاك المهندس إبراهيم محلب إقالتها من منصبها، على خلفية مشاكل إدارية في قطاع الأخبار، إلا أن طلبه قُوبل بالتأجيل، ليتم تعيينها بعد ذلك، رئيسة لإتحاد الإذاعة والتليفزيون، خلفاً لعصام الأمير، بناء على قوة إدارتها لقطاع الأخبار.

قرارات مثيرة للجدل

تم منع 8 مذيعات من الظهور على التلفزيون المصري، على خلفية حملة قام بها التلفزيون المصري لإستبعاد المذيعات ذوات الوزن الزائد. ففي 10 آب /أغسط عام 2016 أصدرت صفاء حجازي رئيسة التلفزيون المصري، قراراً بإيقاف 8 مذيعات عن العمل لمدة شهر، بسبب زيادة وزنهن، وذلك لحين إتباع "دايت" كامل من أجل الظهور على الشاشة بشكل لائق، وشمل القرار المذيعات ميرفت نجم، يمنى حسن من القناة الأولى، خديجة خطاب وسارة الهلالي من القناة الثانية، بالإضافة إلى 4 مذيعات من الفضائية المصرية، وقد بررت القرار الذي صدر في آب/أغسطس عام عام 2016، وعلّقت حينها قائلة: "نحن نقوم بتطوير للتلفزيون المصري ونركز على المضمون وليس على الشكل فقط" وتساءلت "أليس من حق المؤسسة أن تطور نفسها؟". وأضافت: "كل التلفزيونات المصرية الخاصة والمؤسسات الإعلامية العربية والدولية لديها شروط تطبقها"، في ما يتعلق بالظهور على الشاشة، وأثار هذا القرار موجة غضب وإستنكار من الجمعيات الحقوقية في مصر، التي إعتبرت الأمر تمييزاً ضد المرأة، لكن حجازي دافعت عن القرار، قائلة: "كيف يكون هناك تمييز ضد المرأة في مؤسسة ترأسها أصلاً إمرأة".

أثار قرار صفاء حجازي، وعمرو الشناوي مدير عام المذيعين، إحالة المذيعة المصرية بثينة كامل إلى التحقيقات، بسبب إرتدائها ملابس غير مناسبة أثناء تقديمها نشرات الأخبار، الرأي العام المصري والعربي.

وتعرضت كامل لموقف محرج أثناء تقديمها نشرة الأخبار، بعد سقوط حمالة الصدر الخاصة بها وظهورها على الشاشة، وهو ما رآه البعض فضيحة للمذيعة، تتنافى مع أخلاقيات وعادات المجتمع، من ناحية الإلتزام بالزي للمذيعات في التلفزيون الحكومي.

وسبق أن تعرضت كامل في أيار/مايو عام 2014 للإيقاف عن العمل، في النشرات الإخبارية في التلفزيون المصري، بسبب إرتدائها قلادة تحمل "الهلال والصليب".

حياتها الخاصة

ترددت أنباء عن زواجها سراً من زكريا عزمي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وأحد أركان الدولة في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

مرضها

في عام 2008 تعرضت صفاء حجازي لأزمة صحية، وإستطاعت التغلب عليها بعد رحلة علاج طويلة، وتسببت الأزمة الصحية في فقدانها لنصف وزنها، وأقعدها عن الظهور في التلفزيون لمدة عام كامل، إذ عانت من مرض السرطان، وتوفيت في 28 أيار/مايو عام 2017.

إطلاق إسمها على محطة مترو الأنفاق

تصاعد الجدل بعد إطلاق اسم صفاء حجازي على محطة مترو، وسط إنتقادات من بعض المواطنين، فإنتقد الكاتب الصحافي في مؤسسة "أخبار اليوم" الحكومية، حسين عبد القادر، إطلاق إسمها على محطة مترو الزمالك، وهذا لا يرتبط بمشروع زواجها من رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، زكريا عزمي، لأن الأخير ليس له أي صفة حالياً أو نفوذ، كما كان في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وإنما لدورها في ليلة الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي من سدة الحكم"، وذلك لأن صفاء حجازي تحمّلت المسؤولية الكاملة عن نشر بيان عزل مرسي، وأشرفت بنفسها على إذاعة البيان من داخل استديو (11) آنذاك.

كما تساءل عدد كبير من النقاد والصحافيين عن سبب تسمية المحطة بإسمها، مع العلم أنه كان من الأجدى إطلاق إسم أم كلثوم على محطة مترو الزمالك، لأنها كانت من أشهر من سكن الحي الراقي، وطالب آخرون بإطلاق إسم رئيس وزراء مصر الراحل عزيز صدقي تكريماً ووفاءً لوطنيته، التي شهد بها القاصي والداني.

وآخرون أيدوا إطلاق إسم صفاء حجازي، فيما ترجح أغلب المصادر المصرية بأن عبد الفتاح السيسي أراد منح صفاء حجازي تكريماً خاصاً على خدماتها، بدءاً من دورها في مظاهرات 30 يونيو/حزيران عام 2013، وضبط الأداء الإعلامي داخل ماسبيرو، بما يتناسب مع التحضير لعملية الإنقلاب العسكري التي قام بها الجيش المصري.