بيروت المنكوبة تواصل لملمة جراحها وتحاول اعادة الملامح إلى وجهتها التي ضاعت بين الاهمال وضياع البوصلة.
. بيروت التي كانت وما زالت المدينة التي يضرب فيها المثل بالثقافة والجمال وحب الحياة ترفض من جديد ان تبقى تحت الركام فأهلها لم يتخلوا يوما عنها...
شباب وشابات من مختلف المناطق اللبنانية حملوا المكانس والمعاول والرفوش وتوجهوا إلى بيروت ليرفعوا عن مدينتهم الحبيبة الركام والغبار ورائحة الموت.
هذه النخوة الشبابية أبت الا ان تدفع بالسيدة ماجدة الرومي بالتوجه إلى العاصمة وتحديداً إلى شارع الجميزة ومار مخايل في منطقة الاشرفية لتحيي الهمم الشبابية الجبارة.
ماجدة التي غنت بيروت في العديد من المناسبة ليس بغريب عليها ان تتواجد بين أهلها وشعبها تنحني أمام أوجاعهم. ماجدة التي مشت سيرا على الاقدام لتعاين هول الانفجار والدمار الذي الحقه بالعاصمة وشوارعها وازقتها حملت مكنسة كبناتها وأخذت على عاتقها ازالت الركام والدمار.
ماجدة متاثرة والدمعة في عينيها حزينة بدمار أرضها وفخورة بشباب المستقبل الذين تحولوا إلى خلية نحل لمسح الاضرار في الشوارع والبيوت بمبادرات فردية.
ماجدة وفي رسالة مؤثرة توجهت إلى الشباب بالقول: أنتم الأمل القادم. أعتذر منكم لأننا سلمناكم لبنان لا سيد ولا حر ولا مستقل...أنا آتية لأحييهم وأقول لهم بتكبروا القلب. كما توجهت إلى مدينتها الحبيبة بالقول: قومي من تحت الردم كزهرة لوز في نيسان. قومي إن الثورة تولد من رحم الأحزان.
ماجدة الرومي ليس بمستغرب عليك هذه المبادرة وانت قيمة بحجم هذا الوطن وانت الامل وصورة لبنان المشعة النضرة التي نرغب في اعادتها إلى عيوننا وعيون العالم.