"فرنسا تمنح الفنان اللبناني سامي خياط وسام الفنون والآداب من رتبة ضابط"، و"الممثلة اللبنانية عايدة صبرا تقرّر الهجرة الى كندا".
. عنوانان يختصران أمثلة كثيرة عن الحالة، التي وصلنا إليها في لبنان.
عنوانان متناقضان كثيراً، يكشفان ما وصل إليه لبنان على كافة الأصعدة، فنياً وسياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً، عتمة وفقر وجوع وذل، هذا ما باتت تعيشه الأكثرية الساحقة من اللبنانيين كل يوم.
ليست أول مرة يتم فيها تكريم مبدع أو فنان لبناني في الخارج، فلطالما كانت دولتنا العظيمة لا تتذكر الفنانين إلا بوسام أو تكريم على نعوشهم بعد وفاتهم، وهناك أمثلة كثيرة عن فنانين كرّموا في الخارج، والدولة اللبنانية لا تعيرهم أدنى إهتمام، فهم منسيون بالنسبة لها، ولا كرامة لهم في وطنهم.
حتى أن عايدة صبرا المخرجة والكاتبة والممثلة التي نالت جوائز عديدة من معظم دول العالم، ليست الفنانة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي تقرر الهجرة، فمنذ سنوات وحتى مع بداية الأزمة الإقتصادية والإجتماعية في لبنان، برزت رغبة مجموعة من الفنانين في مغادرة لبنان من دون رجعة، كما راح بعضهم يشكو من تأزم الحالة، خصوصاً أن المجال الفني المحلي هشّ إجمالاً، كان ولا يزال يعاني الأمرّين بسبب الأزمات المالية، وغياب دعم الدولة عنه.
لبنان الغارق في عتمته وفساده لم يعد فيه متسع لهؤلاء، فلماذا ننتقدهم إذا قرروا الهجرة؟ فكل شخص حر برأيه، ولا يخلو الأمر من وجود أناس متمسكين في الوطن بمحبتهم له، وهم من سيعمرونه.
سامي خياط الممثل والكاتب المسرحي اللبناني الذي أضحكنا لسنوات عديدة، تكريمه من فرنسا وإهمال الدولة اللبنانية له ولأمثاله من المبدعين، وهجرة عايدة صبرا الى كندا، كلها أمثلة عن حقيقة واحدة هي أن الوجع بات يجمع كل اللبنانيين.