ريان الهبر مؤلف وموزع موسيقي لبناني، هو إبن الفنان اللبناني خالد الهبر، إستطاع من خلال مرافقته لوالده صاحب الأرشيف الفني "الثوري" بأفكاره ومواضيعه وموسيقاه، أن يشكّل لنفسه هوية فنية مميزة وناجحة.
تعددت نشاطاته الفنية الموسيقية، بين الأعمال الخاصة به من أغنيات وألبومات، إلى البرامج والحفلات والتوزيع الموسيقي لألبومات وأغنيات عدد من الفنانين والنجوم، نذكر منهم الفنانة اللبنانية سمية بعلبكي والفنانة السورية فايا يونان.
يقود ريان حالياً الفرقة الموسيقية في برنامج "بيت الكل"، وأجدد أعماله الغنائية كانت أغنية "بالحجر الصحي" التي أدتها الفنانة اللبنانية شانتال بيطار وحققت نجاحاً ساحقاً. عن هذين الموضوعين وغيرهما، كانت لنا مع ريان هذه المقابلة الشيقة.
أخبرنا عن تفاصيل أغنية "بالحجر الصحي".
كتبت هذا الكلام، إنطلاقاً من إحساسي كون زوجتي كانت عالقة في الخارج بسبب توقف حركة الطيران نتيجة إجراءات الحد من إنتشار فيروس كورونا، كتبتها ولحنتها بالكامل، وفكرت بمن قد يكون مناسباً لأداء هذه الأغنية، فخطرت في بالي الفنانة شانتال بيطار من بين أكثر من إسم، وإستقريت عليها لقناعتي بأنها تستطيع أن تؤديها بشكل جميل.
تواصلت معها، وهي أحبت الأغنية كثيراً، فطلبت منها أن تؤدي فقط أول دقيقة من الأغنية من دون موسيقى، أي أن تؤديها لوحدها في المنزل إنطلاقاً من أجواء الحجر المنزلي، وهذا ما حصل، وكان لدي إحساس بأن هذا المقطع سيحقق إنتشارا كبيراً لأنها أغنية صادقة. وبالفعل، غنت شانتال هذه الدقيقة، وخلال نصف ساعة حققت الأغنية آلاف المشاركات والمشاهدات.
هل كتبت ولحنت الأغنية كاملة قبل طرح دقيقة منها؟
نعم، فبعد طرح أول دقيقة منها، إنتظرنا قليلاً قبل طرح الأغنية الكاملة، إذ عمد عدد من الأشخاص إلى نشر هذا المقطع بتوزيع مختلف، وهذا الأمر وجدته يفيد جداً تسويق الأغنية التي كان سيتم طرحها كاملة.
وبعد حوالى الأسبوعين، قررت أن أسجلها كاملة ومع موسيقيين، إلى أن تواصلوا معي قناة MBC، وقالوا لي إن برنامج "صباح الخير يا عرب" يريدون أن ينتجوا لي الأغنية، أي دفع تكاليفها وليس أن يشتروا حقوقها، وذلك مقابل أن يكون العرض الأول للأغنية لهم.
وطبعاً أنا سعدت بهذه المبادرة، كوني كنت أتمنى أن يأخذ أحد هذا الحمل عني.
أما بالنسبة لتسجيل الأغنية، فكان طبعاً مختلفاً، كون الموسيقيون لم يلتقوا مع بعضهم، بل كل سجل من منزله، فلم ألتقِ بهم، وحتى شانتال لم ألتقِ بها.
أنت تقود الفرقة الموسيقية في برنامج "بيت الكل"، حدثني عن عملك هذا.
تجمعني صداقة مع الممثل عادل كرم وشقيقه طارق منذ سنوات، وأجد البرنامج متنفساً لي، إضافة طبعاً إلى أنه عمل، فالأجواء عفوية جداً مع عادل والممثل عباس جعفر وأديل.
طبعاً هو ليس مشروعي الأساسي في الحياة، ولكن أنا سعيد جداً بالعمل مع الشباب في البرنامج.
آخر ألبوم خاص بك طرح منذ 4 سنوات، لماذا لم تطرح عملاً جديداً لك كل هذه المدة؟
الألبوم الذي طرح لي بعنوان "تعا قلك"، بقيت أعمل عليه في الستوديو 4 سنوات، كوني أستخدم آلات موسيقية حيّة، فلا أستعمل أية آلات موسيقية كهربائية وغيرها، وهذا طبعاً كان أمراً مكلفاً جداً لي.
إضافة إلى أنني كنت أعمل في برامج تلفزيونية، منها مع الإعلامية غريس الريس، والإعلامية دارين شاهين، وبرامج منها X-Factor وأراب آيدول كحكم أولي، فهذه الأعمال كلها كنت أقوم بها لكي أجمع المال، وأعمل على هذا الألبوم الذي كلفني "دم قلبي" كما يقولون.
وأنا لم أعد وأقدم منذ ذلك الحين عملاً خاصاً بي، لأنني كنت أعمل في أكثر من مشروع، بينها ألبوم الفنانة السورية فايا يونان الذي أخذ مني الكثير من الوقت وجهداً كبيراً، إضافة إلى أنني كنت قائد فرقة الفنان اللبناني عباس شاهين، وكان لدي عمل مع الممثل اللبناني بديع أبو شقرا، وأيضاً كان لي عرض خاص بي على مسرح Teatro Verdun، إسمه "ستوديو النجوم".
إلى أي حدّ لايزال لديك خوف من المسؤولية الكبيرة التي تتحملها في العمل مع والدك؟
هناك علاقتان بيني وبين والدي، علاقة الإبن والأب، وعلاقة العمل والتي هي علاقة صداقة بالأكثر، فهو فعلاً وأقولها دائماً صديق أكثر من أنه والد بالنسبة لي.
ولهذا فأنا لا أشعر بمسؤولية، بل أشعر بفرح، فنحن قليلاً ما نسجل له أغنيات في الستوديو لأنه نادراً ما تجد من ينتج لك هكذا أعمال، ولكن أفرح كثيراً عندما يكون لدي حفلة معه، كوني أعلم قدراتي معه وهو يحملني مسؤولية جميلة.
أنا أدرك جيداً الحالة التي كتب فيها والدي الأغنية والمعني بها والرسالة التي يريد أن يوصلها، الأمر الذي يساعدني كثيراً في توزيع الأغنية، فاللحن يعطيها مشاعر، وهذا أمر مهم جداً، ولهذا كوني أعلم خلفية والدي جيداً وأفهم عقله، فالعمل معه ليس مسؤولية بقدر ما هو متعة كبيرة.
ما هو تعليقك على حفل "صوت الصمود" الذي قدمته لجنة مهرجانات بعلبك مؤخراً؟
جيد جداً، وإن شاء الله تبقى الموسيقى في هذا البلد، ويبقى هناك موسيقيون في البلد، لأن أكثر رفاقنا إما هاجروا أو يفكرون في الهجرة، ولهذا فإن أية حركة ثقافية في البلد هي أمر إيجابي، ولا أدري صراحة لماذا أثار هذا الحفل الجدل حول إن كان جيداً أو لا، فالحفل كان مشغولاً بطريقة جميلة جداً وبحرفية عالية، وأنا دائماً مع هكذا نشاطات، مع الإشارة إلى أنني علمت بأن الموسيقيين الذي عزفوا لم يحصلوا على مقابل، بل هم تبرّعوا بالمشاركة، فهو حفل لم يكلف ملايين الدولارات.
أخبرنا عن عملك مع الفنانة اللبنانية سمية بعلبكي.
سمية صديقة، ومنذ حوالى السنتين قمت بتوزيع أغنيتين لها مع الأوركسترا الوطنية بقيادة شقيقها المايسترو لبنان بعلبكي، وعزفت معها في حفلة في الـTeatro، ولكن أنا لست مواظباً على العمل معها في الفرقة، فهي صديقة وأعتبرها شقيقتي الكبرى.
كيف على الفن الذي تقدمونه أن يستمر في ظل وجود "الفن الدارج" اليوم؟
هي لست قصة الفن "الدارج" وغيره، فالفن بالإجمال أصبح صعباً، ولكن طبعاً الفن "الدارج" هناك شرك إنتاج تدعمه والجمهور أيضاً، أما نحن فليس لدينا إنتاج، مع العلم أن هذا الفن لديه جمهور، فنحن مثلاً عندما نقيم حفلة على مسرح قصر الأونيسكو يحضرها حوالى الـ1200 شخص، ولكن هذا الحدث لا يواكب بتغطية إعلامية، كون الإعلام للأسف تهمه الأمور التجارية أكثر.
أظن أن هناك إنحطاطاً في البلد على كافة المستويات، إن كان ثقافياً أو أخلاقياً أو إقتصادياً، وللأسف الثقافة هي جزء من المنظومة المتضررة.
أثير مؤخراً جدل كبير في ما خصّ الهجرة من لبنان، بين من يريدها ومن يرفضها ويرفض الترويج لها، أين أنت من هذا الموضوع؟
زوجتي تعيش في دبي منذ حوالى الـ10 سنوات، وأنا أعيش بين هنا وهناك، فأنا شبه مهاجر، أنا طبعاً مع الهجرة لأنني لا أرى أملاً من هذا البلد، فهو مزرعة وليس هناك مفهوم وطن، لبنان ليس وطناً نهائياً، وأنا مقتنع بهذا الموضوع، بل هو عدة طوائف مجموعة.
أنا مع الهجرة للأشخاص الذين يشبهوننا، غير الطائفيين، كونه سيتم دعسهم بين "همروجة" الطوائف الحاكمة في هذا البلد، إذ إنه كل فترة نشهد حرباً أهلية، والحياة نعيشها مرة واحدة.
أنا مع الهجرة، ولا يجب على أحد أن ينظّر علينا، بل من الأفضل أن يأتي ويعيش ما نعيشه، فهناك معاناة حقيقية، وجوع حقيقي في هذا البلد.
ماذا تقول لهذه الأسماء الفنية؟
الفنان اللبناني زياد الرحباني..
لا أقول له شيئاً.
كان هناك عتب عليه بسبب غيابه عن ما يجري حالياً في البلد.
كل شخص حر بتفكيره، وزياد قدم الكثير، وأظن أن ما قام به خلال السبعينيات والثمانينيات، هو أكبر وأضخم من أرشيف أي مؤلف، فهو أعطى الكثير على كافة الأصعدة.
طبعاً قد يكون هناك أشخاص يتمنون حالياً رؤيته أو سماع آرائه، ولكن لا نستطيع القول أين هو؟ فلا أحد يستطيع أن يطلب الشخص وقت ما يريد.
الفنان مارسيل خليفة..
ليس لدي ما أقوله له.
الفنانة هبة طوجي..
أحب صوتها، ولكن لا أحب الأغنيات التي تقدمها، مع العلم أن الأغنيات مشغولة بحرفية فنية، ولكن "الدني أذواق"، فأنا لا أقصد أن الأغنيات سيئة، وأنا طبعاً أقدّر قدراتها، والعمل الأنيق الذي تقوم به.
أخيراً، هل سنراك في الموسم الجديد من برنامج "بيت الكل"؟
إن شاء الله، إذا بقي هناك بلد.