مطربة من الطراز الرفيع أغنت المكتبة الموسيقية بصوتها الرائع، وأحيت العديد من الحفلات بدور الأوبرا في الغرب والشرق والولايات المتحدة.
في جعبتها الفنية العديد من الترانيم الدينية للعذراء، وللسيد المسيح، كما أدت تراتيل الدكتور الراحل وديع الصافي بصوتها العذب، وبعد غنائها تتر مسلسل"حارس القدس"، الذي عرض في شهر رمضان 2020، كان لنا معها هذا اللقاء.
أديتِ شارة مسلسل "حارس القدس" وهي ترنيمة من القلب، هل لأن ميادة من حلب إختاروها لتأدية تتر المسلسل؟ أم لأنها إعتادت على أداء التترات، منها تتر مسلسل "أخوة التراب"؟
بحكم صداقتي مع مخرج "حارس القدس" باسل الخطيب، نحن نعمل معاً منذ زمن طويل، وبإعتبار أن المشروع عن المطران الكبوجي، رشحوني كوني حلبية، وأنا كنت أعرف المطران منذ صغري، في سنة 1979 جاء المطران في زيارة الى حلب، وكنت حينها طفلة، وأقمنا له حفلة.
كيف تصفين حلب فنياً؟
حلب أم الدنيا والطرب والقدود، وأنا إبنتها.
هل تعتبرين أن غناء التترات يعطي دعماً للفنان أم أن الفنان هو الذي يدعم المسلسل؟
الفنان له إسمه، والتترات تؤمن له الإنتشار الأوسع، خصوصاً إذا كان التتر كلامه جيدا ولحنه جميلا.
أنت أيضاً ترنمين في المسلسل ترنيمة "يسوع الحياة" البيزنطية على طريقة الأكابيلا، كم تمرنت على الترنيم البيزنطي الذي هو أصعب من غيره؟
منذ صغري وأنا أرنّم في الكنيسة، وكنت لا أحضر قداساً إلا وأرنّم فيه، وبعدها تزوجت وأصبحت فنانة.
ألم تفكري بأداء ترانيم خاصة بك؟
لا لم أفكر بذلك، لكني سابقاً قدمت ألبوم بعنوان "أبانا" أديت فيه ترانيم للفنان وديع الصافي، ورنمت لعيدي الفصح والميلاد، وللسيدة العذراء، وشاركت في مناسبات دينية كثيرة ورسيتالات في حلب.
بعض الفنانين يخجلون من الترنيم بأصواتهم كي لا يكشفوا عن هويتهم المسيحية.
أنا أفتخر بالترنيم، وأعتبر أن الله وفقني وأصبحت فنانة معروفة لأني أرنّم، ويقال إن من يرنّم يصلّي مرّتين.
من كان يدعمك؟
عندما كنت طفلة كان أهلي يخافون عليّ، وإنطلقت بعد أن تزوجت في سن العشرين، زوجي دعمني وأطلقني.
هل لا زال زوجك يدعمك حتى الآن؟
نعم طبعاً.
ما رأيك بأن مسلسل "حارس القدس" عرض في شهر رمضان، وهو عمل يتحدث عن شخصية دينية مسيحية؟
هذه المرّة الأولى التي يعرض فيها مسلسل في شهر رمضان يتحدث عن شخصية دينية مسيحية، وهي المطران كبوجي، لقد حاربوا هذا العمل كثيراً، وتعذبوا لإنجاز المسلسل.
عندما سألتُ الفنانة أمل عرفة :"لماذا إختاروا ميادة بسيليس لأداء تتر مسلسل حارة القدس ولم يختاروكِ؟"، قالت لي :"يليق بميادة أداء التتر وصوتها من أجمل الأصوات"، ماذا تقولين لها؟
أمل حبيبة قلبي، وبيننا عشرة عمر.
هل الفنان الذي يحيي رسيتالات في دور الأوبرا ولا يقدم الفن التجاري يواجه صعوبات؟
نعم، على الصعيد الشخصي تعذبت كثيراً كي أثبت للناس أنني مطربة وأحبّ الغناء على مسرح، وأحب أن يستمع إليّ الناس، ولو غنيت في المطاعم والأعراس لكنت أصبحت أفضل بكثير.
كانت أغنية "كذبك حلو" مرحلة مهمة في حياتك، أنت الإنسانة الصادقة التي ترنّم، روّجت للكذب في أغنيتك؟
(تضحك)، نعم هذه الأغنية كانت ضاربة.
لقد زرت لبنان فقط من أجل حفلتك السابقة في الأونيسكو، أم زرته في مناسبات أخرى؟
أنا أزور لبنان بإستمرار.
لماذا لم تكرري الحفلات في لبنان؟
الظروف عاكستني، كنت أتمنى ذلك.
لماذا لم تأخذي ألحاناً من الفنانين الراحلين وديع الصافي وملحم بركات؟
إجتمعت بهما، ولكن لم يحصل لي شرف التعامل معهما.
مع من تعاملتِ من الملحنين؟
تعاملت مع زوجي الملحن سمير كويفاتي، ومع الملحنين فتحي الجراح ونوري إسكندر.
من أعطى لصوتك قيمته؟
للصراحة زوجي، وأنا لم أتعامل كثيراً مع غيره لأفرّق.
بالنسبة لحفلاتك في الولايات المتحدة الأميركية، هل الجمهور الذي حضرها كان فقط من الجالية العربية، أم كان هناك حضور من الأميركيين؟
لم أكن أتوقع أن تصل أغنياتي إلى أميركا وإسبانيا، وأن يحفظها الجمهور بهذا الشكل.
هل تعلمين أن الجاليات العربية تبحث عن الأصوات التي تؤدي التراث والفولكلور أكثر من بحثها عن الفنانين الذين يغنون الأغنيات الجديدة؟
نعم، أذكر حين طلبوا مني أغنيات على المسرح، لم أكن أتوقع أن يطلبوها، وأسعدني ذلك كثيراً.
الدولة السورية دعمت العديد من الفنانين ذوي الأصوات الجميلة، منهم ميادة الحناوي، وأصالة منذ صغرها، هل وجدت الدعم الكافي من الدولة؟
طبعاً، قدموا لي العديد من الحفلات تحت رعاية وزارة الثقافة، ووجدت في بلدي الكثير من الدعم، وخصوصاً في حفلاتي الأخيرة في دار الأوبرا التي كانت من أروع الحفلات.