ثري الحضور والموهبة، عُرف بالعفوية والتلقائية، محققاً حضوراً مميزاً رغم أن بزوغ نجمه زامن الحرب القاسية على سوريا، في ظروف صعبة من ناحية محدودية الفرص، ففرضت موهبته نفسها ليصبح من أهم الممثلين الشباب في الدراما السورية.
يؤمن الممثل السوري كرم الشعراني بأن جمالية مهنة التمثيل، تكمن في البحث وتقديم شيء جديد ومتنوّع، بعيداً عن شخصية الممثل وأفكاره، ويؤكد أن السر الأول والأخير هو البحث بالشخصية وفي جميع تفاصيلها، ليصنع الممثل من خلال ذلك بصمة خاصة به.
تأثّر بوالده المسرحي
كان كرم الشعراني مهتماً بالتمثيل منذ الصغر، وكان والده ممثلاً مسرحياً في فرقة المسرح الجوال بدمشق؛ وكان يحضر معظم عروضه، والأجمل بالنسبة له عندما كان يراه يحضّر البروفات لوحده في المنزل؛ فكان يذهل ويعجب بهذه الحالة التي كان يراها أمامه، ونما معه هذا الإعجاب حتى إستطاع الدخول إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، علماً أنه درس قبل ذلك في كلية الإعلام 3 سنوات.
بداياته وأعماله
ولد كرم الشعراني في مدينة سلمية بريف حماة في سوريا عام 1986، وتخرج من المعهد العالي عام 2011 بعرض مسرحي بعنوان "سيليكون"، تحت إشراف الممثل عبد المنعم عمايري.
فور تخرجه كان له نصيب وافر من المشاركات في الموسم التالي، وهو واحد ممن حظوا بحالة تسويقية وترويجية خاصة، فشق طريقه بمنتهى الشغف والتعب بداية من شخصية "زياد" في "الولادة من الخاصرة 2" مع المخرجة رشا شربتجي، وصولاً إلى مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية.
يحمل رصيده 50 عملاً تلفزيونياً، نذكر منها "ياسمين عتيق" و"سكر وسط" عام 2013 و"طوق البنات" و"بواب الريح" و"القربان" عام 2014 و"عناية مشددة" و"دامسكو" عام 2015 و"مدرسة الحب" و"عطر الشام" و"عابرو الضباب" و"صرخة روح 3" و"سمرا" و"أيام لا تنسى" و"أحمر" و"الندم" عام 2016 و"شوق" و"خاتون 2" و"الإمام" عام 2017 و"الملهب بين أبي صفرة" عام 2018 و"ناس من ورق" و"مسافة أمان" و"كونتاك" و"الجوكر" و"حرملك" و"صراع الجواري" عام 2019 و"مقابلة مع السيد آدم" و"ببساطة" عام 2020، إضافة إلى "بقعة ضوء" في أكثر من جزء.
سينمائياً، يعد كرم الشعراني من أبرز الوجوه الشابة في عالم الفن السابع، محققاً إنجازات قيّمة خلال السنوات القليلة الماضية، ومن مشاركاته نذكر "مطر حمص" و"رجل وثلاثة أيام" عام 2017 و"عزف منفرد" و"أمينة" و"مسافرو الحرب" عام 2018 و"نجمة الصبح" عام 2019.
كما له العديد من المشاركات المسرحية، ومنها "هاملت، المرود والمكحلة، عن الحرب وأشياء أخرى، طميمة، دائرة الطباشيرة القوقازية".
فراغ كبير ولكن!
غياب عدد من النجوم خارج سوريا خلال الحرب، أتاح للممثلين الشباب الحصول على فرص لتقديم مواهبهم، وتعليقاً على الموضوع قال كرم الشعراني في أحد حواراته: "تحمّل الشباب مسؤولية كبيرة، حيث قدموا أدواراً أكبر من سنهم وسدوا فراغاً كبيراً، وأنا اليوم لست بمكان إبداء رأي أو تقييم، ولكن من خبرتي البسيطة في هذا المجال يمكن القول إن الدراما اليوم ليست بالشكل الأفضل كما كانت عليه بالسنوات الذهبية في الفترة مابين عام 2000 و2010، وبالتالي لا يمكن التقييم بشكل صحيح إلا أنه يمكن القول إنهم كانوا بأماكنهم وحملوا أعباءً أكبر من أعبائهم. وفي الحقيقة، يجب عدم التوقف عند تجربة أو تجربتين وإنما الانتظار حتى ندخل بمرحلة التعافي والعودة إلى الألق الذهبي، وبعدها برأيي يتم التقييم للممثل الجيد أو السيئ".
العمل مع رشا شربتجي
كشف كرم الشعراني لموقع "الفن" إنضمامه إلى قائمة أبطال المسلسل الشامي "حارة القبة"، من تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي، التي سيقف أمام كاميرتها للمرة الرابعة، بعدما شارك معها سابقاً في مسلسلات "الولادة من الخاصرة 2، سمرا، شوق".
وأبدى سعادته لتعاونهما مجدداً، وقال: "دائماً وأبداً أقول إن الوقوف أمام رشا شربتجي يشعرني وكأنني عدت طالباً في المعهد العالي وعندي مهمة صعبة يجب أن أؤديها على أكمل وجه لأنتظر تقييم أستاذي".
وأضاف: "الوقوف أمام كاميرا مخرجة متميزة يشعرني بالتوتر والقلق، لأنه يجب تقديم أقصى طاقاتي، ولأنها تركز على أدق التفاصيل، حتى على النظرة والحرف والكلمة".
زواج وإنفصال
كشف كرم الشعراني والممثلة السورية لوريس قزق، في تموز/يوليو عام 2017، إنفصالهما عن بعضهما، بعد زواج دام لخمس سنوات، علماً أنهما عاشا قصة حب طويلة، منذ دراستهما معاً في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وقال الشعراني وقزق لموقع "الفن" إن الاحترام والمحبة والمودة لا زالت تجمعهما، رغم إنفصالهما، مؤكدين أنهما سيبقيان صديقين بكل تأكيد.
معلومات قد لا تعرفونها عن كرم الشعراني
لو لم يكن ممثلاً لكان معلقاً رياضياً، بسبب هوسه بكرة القدم وحماسه الزائد تجاهها، وهو يمارسها في وقت الفراغ، وهي ليست هواية، بل عشقاً.
خاض تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج "شغل شباب"، عبر قناة "سورية دراما".
يؤكد أن سر نجاح الدراما السورية، هو قربها من الوجع وملامستها له، وبراعة الممثلين وإبداعهم في طرح هذا الوجع.