أثبتت الممثلة السورية هيما إسماعيل موهبتها الكبيرة، منذ إطلالتها التلفزيونية الأولى في مسلسل "الزير سالم"، عندما جسدت ضمن هذه الملحمة، شخصية "اليمامة ابنة كليب" فأبهرت المشاهد بأدائها وسلامتها اللغوية.
بعد هذا العمل الذي عرض عام 2000، أصبحت تنتقي شخصياتها وأدوارها بعناية، توازي قوة وشخصية ابنة كليب، فخاضت دور الملكة "سبيلا" في مسلسل "صلاح الدين الأيوبي"، وشاركت في "صقر قريش" بدور "عائشة"، وكل هذه الأعمال مع المخرج السوري حاتم علي، هذه الأدوار المهمة تتقاطع بأن قدمتها ممثلة شابة حينها، كانت خريجة جديدة من المعهد العالي للفنون المسرحية.
وبمشاركتها في مسلسلي "بقعة ضوء 2" و"الفصول الأربعة"، كسرت الصورة عن أنها لا تتقن سوى الأدوار، التي تؤدى باللغة العربية الفصحى.
غياب 17 عاماً ثم العودة في عام 2019
بعدما نجحت هيما إسماعيل بتقديم نفسها كممثلة قادرة على خوض غمار مختلف الأنواع الدرامية، غابت 17 عاماً عن المشهد الفني، أرادت فيها تكوين أسرة تعتبرها أثمن ما وهبها الخالق، لأنها ترى أن وجودها بكنف زوجها وأولادها يغني عن الدنيا وما فيها.
وخلال عام 2019 تحديداً، عادت هيما إسماعيل إلى الأضواء مجدداً، عندما حلّت ضيفة على مسلسل "مسافة أمان"، وقد أكدت لموقع "الفن"، أنها كانت تنوي العودة عام 2015، لكنّ أحداً لم يستجب معها بإستثناء المخرج السوري الليث حجو الذي تبنى عودتها، فكسبت ثقته وأعطاها أحد الأدوار في هذا المسلسل.
وظهرت في رمضان عام 2020، بمسلسل "سوق الحرير"، وشاركت أيضاً في مسلسلي "بورتريه" و"ورود ملونة".
سبب الغياب والعودة
ما السبب الذي دعا هيما إسماعيل للغياب؟ تجيب: "زواجي من شاب يعيش ويعمل خارج سوريا، وأنجبت ابني علي، ثم بناتي، فلم أستطع السفر وترك أطفالي الصغار".
وأضافت: "عام 2002 تزوجت وسافرت إلى الكويت لأستقر فيها، ومنذ ذلك الحين وأنا منشغلة بالعائلة، علماً أنني قررت التوفيق بين العائلة والتمثيل لكنني لم أوفق بذلك بعد إنجابي لأولادي الثلاثة فآثرت الابتعاد. العودة إلى التمثيل كانت هدفاً بعيداً ولكن الظرف لم يكن يسمح لي، لكن الآن وبعد أن كبر الأولاد وأصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم إن تركتهم لوقت طويل قررت العودة، هذه العودة لا رجعة عنها".
ولماذا عادت؟ تقول هيما إسماعيل: "ما دفعني للعودة هو أن أولادي كبروا وصار بمقدرتي تركهم فترات طويلة، بالإضافة إلى تشجيع زوجي، الذي أدرك أن كل تلك السنين لم تنسني أني ممثلة ولا أستطيع فعل شيء آخر وبالأصل لا أريد شيئاً آخر".
أول مرة
ما شعورك عند الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى بعد العودة؟ تجيب هيما إسماعيل في أحد حواراتها: "فعلياً، مشاركتي في (مسافة أمان) تعد الثالثة خلال 17 عاماً، إذ سبق لي أن شاركت في مسلسلين كويتيين هما (ثريا) عام 2014 و(بين قلبين) عام 2016. ولكن الوقوف أمام الكاميرا في الدراما السورية بشكل عام وأمام الليث حجو بشكل خاص، له وقع مختلف، ويشعرك بالتوتر وبالقلق، ويجعلني أسأل نفسي إن كانت أدواتي ستتجاوب معي بعد كل هذا الغياب أم لا. هذا الوقوف ولّد عندي الكثير من الأحاسيس، لكنني كنتُ سعيدة بعودتي أمام مخرج كبير، ولو كان حجم الدور صغيراً."
مسافة أمان
كيف قرأت هيما إسماعيل صدى مسلسل "مسافة أمان"، وكيف وجدت نفسها فيه؟ قالت في أحد حواراتها: "فخورة ولي الشرف بالمشاركة في العمل لما يحصده من أصداء إيجابية أولاً، ولما يضمه من كادر متميز ثانياً".
وأضافت: "كنتُ أتمنى لو أن دوري كان أكثر أهمية، ولا أقصد هنا مساحة الدور وإنما حجم التأثير، لكني متفهمة لظروف الإنتاج التسويقية، وأؤمن أن المخرج الليث كان يستشف أدواتي كممثلة، تماماً كما كنتُ أفعل مع ذاتي، وأشكره جزيل الشكر لأنه فتح أمامي باب العودة بكل رحابة صدر".