ممثلة وكاتبة ومغنية سورية، في رصيدها أجمل الأعمال الغنائية والتمثيلية، فهي إن غنت برعت، وإن مثلت أبدعت.
في الكتابة، كتبت مسلسلات "دنيا" بجزأيه الأول والثاني، و"رفة عين" و"عشتار" و"سايكو"، وها هي اليوم تكتب مسلسل "باصرة" بمشاركة الكاتب شادي كيوان.
في التمثيل، نذكر من مسلسلاتها "خان الحرير"، "حمام القيشاني"، "موزاييك"، "إخوة التراب"، "دنيا"، "رفة عين"، "عشتار"، "سايكو"، "كونتاك"، "مدرسة الحب" وصولاً إلى "حارس القدس"، أما في السينما، فلها أفلام "شيء ما يحترق"، صعود المطر"، "الليل الطويل" و"عزف منفرد".
أما في الغناء، ففي رصيدها ألبوم "أمانة يا سنين"، وألبوم "على أحر من الجمر"، والعديد من الأغنيات، وهي تعمل اليوم تتحضر لإطلاق أغنية "عالبساطة" من ألحان والدها الملحن الراحل سهيل عرفة، والتي كانت غنتها الشحرورة صباح في السابق.
إنها الفنانة أمل عرفة، التي تحل ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار.
بالنسبة لمشاركتك في مسلسل "حارس القدس"، يقال إن كل الشخصيات مأخوذة من قصته الحقيقية للمطران كبوجي، هل شخصية "ريما" التي قدمتها أنتِ حقيقية وعاصرت المطران؟
أنا عندما قرأت الدور سألت هذا السؤال، وقيل لي إنه نعم كانت هناك شخصية تملك ذات صفات شخصية "ريما"، وكانت المدللة للمطران.
"ريما" في المسلسل تبنت ولداً.
نعم، ولكن هذا الأمر غير موجود في الحقيقة، فلم يُذكر هذا الأمر.
في "حارس القدس" ألقيتم الضوء على الأطفال المشردين في حلب وأنهم كثيرون، فما كان قصدكم؟ من هم هؤلاء الأطفال؟ هل فقدوا أهلهم في الحرب؟
نعم، فالحروب عندما تحصل، تترك وراءها أبشع الأمور والمظاهر، من بينها الأطفال الذين خسروا بيوتهم أو أهلهم.
هل هناك من صعوبة في حلب في أن يتبنى أحد طفلاً، ففي لبنان هناك صعوبة بسبب الأوراق وما إلى هنالك؟
صراحةً، حلب هي سوريا، وعندما نتحدث عن حلب فنحن نتحدث عن سوريا، وحلب هي أكثر مدينة دفعت تكاليف الحرب، وبحسب ما أعتقد فإن موضوع التبني ليس محسوماً بعد لا دينياً ولا حكومياً، ولكن من مبدأ إنساني ما هو المانع من التبني؟، فبدل من أن يكبر الولد في الشارع، لماذا لا تكون له عائلة تحتضنه وهي أيضاً تكون بحاجة إليه؟
هل حلب كما نراها في المسلسل مدمرة إلى هذه الدرجة؟ أم أعيد إعمارها؟ والتي هي أهم مدينة صناعية في الشرق.
صدقاً، مثلما ظهرت في المسلسل وأكثر أيضاً، آخر زيارة لي إلى حلب كانت في عام 2006، وعدت إليها في عام 2019 لأصور، وكلما أذهب إلى موقع التصوير في منطقة معينة منها أبكي، حلب بالتحديد لديها ذكريات لدى كل السوريين وليس أنا فقط.
إعترضتِ على شارة المسلسل التي طرحها المخرج باسل الخطيب، كونك لم تظهري في الشارة بالشخصية التي تقدمينها في العمل.
لا أريد أن أتحدث عن الموضوع مرة أخرى، فأنا وباسل تواصلنا، وهو مخرج صديق وعزيز، وكان إعتراضي فقط لماذا أنا ثالث إسم في الشارة، وطبعاً لا أستطيع أن أكون قبل الأستاذ رشيد عساف والأستاذة صباح الجزائري، ولكن لو ذكر إسمي كضيفة شرف كان في ذلك عدل أكثر لي.
الفنانة ميادة بسيليس غنت شارة المسلسل، لماذا لم تغنِها أنتِ؟ مع العلم أنك تملكين صوتاً جميلاً جداً.
لم يعرض عليّ هذا الأمر، صراحةً أنا عندما سمعت الشارة بصوت ميادة بكيت من شدة تأثري بصوتها.
عن ماذا يتحدث مسلسل "باصرة" الذي تواصلين كتابته مع الكاتب شادي كيوان؟
صعب أن أكشف حالياً، ولكن أنا برأيي أن الأجدى بالدراما السورية أن تهتم بالإنسان السوري، أحلامه وجعه.
ماذا بالنسبة لمسلسل "شارع شيكاغو" الذي تؤدين فيه دور "المطربة سماهر"؟
"سماهر" مطربة من الدرجة العاشرة، هي ضحية مجتمعها، شخصية جديدة عليّ، وتناولها فيه جرأة كبيرة، والتعاون مع الكاتب محمد عبد العزيز هو تعاون عالٍ جداً. كان تصوير المسلسل يسير على قدم وساق، إلى أن أتت أزمة كورونا، وإضطررنا لتوقيف التصوير، وحين جاءت الموافقات كنا قد دخلنا بشهر رمضان، واليوم نحن على أبواب الإنتهاء من تصويره.
هل من الممكن أن يعرض "شارع شيكاغو" في شهر رمضان 2021؟
كلا، لا أعتقد، فهناك محطة مهمة تريد عرضه في أقرب وقت، فمن المفروض أن يكون عرضه في أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر المقبلين.
الممثلة شكران مرتجى تشاركك البطولة في العمل، هل ما زلتِ على خلاف معها بسبب تصريحها حول المقارنة بينك وبين الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن؟
لا ألتقي أنا وشكران في مشاهد العمل، وهذه القصة إنتهت وطويت الصفحة.
لو كنتِ مكانها من كنتِ ستختارين بينها وبين ماغي؟
أنا قلت إنني كنت سأختار شكران، فالأفضلية لها، وطبعاً ماغي لا يختلف أحد على نجاحها في الشخصيات التي تقدمها، فالإثنتان صديقتان وأحبهما.
إن كانت ماغي صديقتك، لماذا لا نراك بأعمال من إنتاج "إيغل فيلمز"؟
من حيث المبدأ ليست لدي أية مشكلة، فأنا أذهب إلى العمل الجيد بغض النظر عن نوعه، وعندما تحدثت عن الدراما المشتركة شبهتها بالبيوت الجاهزة، ولكن هناك أعمالاً أثبتت أهميتها، وهذا النوع مهم وموجود، وأنا لا أقصد محاربتها، ولكن هناك بعضاً منها يسوّق على أنه الواقع، وهذا غير صحيح، فالدراما عليها أن تنطلق من واقع المجتمع وتنقل وجع الناس ومعاناتهم، سواءً في سوريا أو لبنان، لا أن تركز على جمالية الصورة والكماليات.
لماذا رفضتِ المشاركة في مسلسل "حارة القبة"؟
لا أريد أن أقول إنه عرض عليّ دور صغير أو كبير، لأن هذا الأمر لا يعنيني، ولكني شعرت بأن الدور الذي عرض عليّ إن كان موجوداً في المسلسل أو لا، فهو لا يحدث فرقاً، وفضلت أن تكون عودتي مع المخرجة رشا شربتجي أقوى.
رغم تألقك بالتمثيل، إلا أنك مقصّرة في الغناء.
نعم، ولكن حالياً أعمل على أغنية "عالبساطة البساطة" للفنانة اللبنانية الراحلة صباح، والتي هي من ألحان والدي الراحل سهيل عرفة، وأرشيف والدي أعطاني إياه وأصبح ملكي، واليوم نحن نقوم بتوزيع جديد للأغنية.
أنت غنيتِ آخر أغنية لوالدك الراحل سهيل عرفة، والتي كان أراد أن يعطيها للفنانة ميادة الحناوي ولكنها كانت حينها خارج البلد.
الأغنية كانت لي أساساً لي وهي "عليكي السلام".
إضافة إلى أغنية "عالبساطة" وأغنية "عليكي السلام"، ما هي الأغنيات التي غنيتها لوالدك؟
كل أغنياتي التي قدمتها كانت من أعمال والدي.
ما كان رأي والدك بأمل المغنية، إذ إنه عمل مع كبار الفنانين، منهم وديع الصافي وصباح وصباح فخري، أي أنه عمل مع فنانين يغنون الطرب الأصيل.
كان يقول لي "صوتي بيشوف"، كان يستخدم هذه العبارة كثيراً، أي أنني أقول الكلمة واللحن وأصورهما، فهناك مطربون يغنون ولكن صوتهم لا "يشوف"، حتى أن الفنان الراحل وديع الصافي عندما أخذت منه لحناً وكنت صغيرة، عندما سمع صوتي سأل والدي من أكون؟، فأجابه والدي ماذا تريد منها؟، فقال له أريد أن أعطيها لحناً.
ما هي الأغنية التي غنيتها من لحن الصافي؟
"لا تسافر".
هل هناك من ألحان له لم تغنَّ بعد؟
هناك ألحان له لم تُعطَ لأحد بعد، وإن كان أحد من الفنانين يريد أن يعيد أغنية لوالدي طبعاً ليست هناك من مشكلة.
غنيتِ برفقة الفنانة اللبنانية جوليا بطرس في طرابلس، الثورة والوطن، لماذا لم تلتقيا معاً مجدداً؟
ليس لدي جواب على هذا الموضوع، ولكن يبدو أن كل واحدة منا أخذت طريقاً، وأنا تحديداً أخذت طريق التمثيل أكثر.
مع من تحبين غناء ديو؟
أتمنى لو كان الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ على قيد الحياة.
ماذا تابعتِ في شهر رمضان الماضي من مسلسلات؟
أنا شخص لا أتابع كثيراً، بل أتابع مقتطفات. وهذا العام إستطعت أن أتابع مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" للممثل السوري غسان مسعود.
غسان مسعود أصبح ممثلاً عالمياً، فهو دخل هوليوود..
طبعاً وهذه حقيقة.
هل تتمنين أن تصلي مثله إلى هوليوود؟
هل تصدقين أنه ليست لدي أحلام؟ أنا شخص أحب عملي، وإلى أين سيوصلني فأنا راضية.
ماذا تابعتِ أيضاً؟
شاهدت بعض الحلقات من مسلسل "أولاد آدم" للمخرج الليث حجو.
كيف وجدت أداء كل من الممثلين مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب؟
لست أنا من يقيّم زملائي.
ليس تقييماً، ولكن كأمل عرفة كذوق؟
أيضاً الأمر صعب، خصوصاً أنني لم أتابع المسلسل كاملاً.
هل كنتِ تتمنين المشاركة في واحد من هذين العملين؟
كلا، فأنا لا أتمنى المشاركة في أي عمل سبق وعرض، ولا أسأل نفسي هذا السؤال.
هل أنتِ حزينة أم سعيدة لما قيل عن خطوبة طليقك الممثل السوري عبد المنعم عمايري والفنانة اللبنانية دانا حلبي؟
أكون سعيدة طالما هو سعيد، وهو في النهاية والد إبنتَي.
كما أصبح عمر إبنتيكما؟
سلمى حالياً شهادة إعدادية إخراج، ومريم عمرها 11 عاماً.
تعيشان معك أم مع والدهما؟
معي، ولكنهما على إتصال دائم بوالدهما.
هل تبديان رأيهما بالأدوار التي تؤدينها؟
طبعاً.
هل كان لهما رأي قاس حول أحد أدوارك؟
مؤخراً ذهبتا معي إلى موقع تصوير "شارع شيكاغو"، فتفاجأتا من الدور وسألتاني إن كنت لا أستحي من أن أمثل هكذا، فقلت لهما إن هذا تمثيل فقط، وأنا ممثلة عليّ أن أقوم بالدور بشكل صحيح.
كلمة أخيرة لقراء موقع "الفن".
أريد أن أشكرك هلا، وكان لي الشرف بأن أتحدث معك، وأنت إعلامية كبيرة ومحترمة، ولكل القراء ألقي عليهم التحية أينما كانوا، وأدعو بالسلامة للجميع، خصوصاً أن الأرض لفظتنا من كثرة بشاعتنا.