يعد المخرج السوري المثنى صبح من أهم وأبرز المخرجين السوريين والعرب، كما يُعتبر من رواد الإخراج الدرامي بسبب إهتمامه بالتفاصيل الفردية وبناء الشخصيات، وإبراز الواقعية الإجتماعية في أعماله، وهو من مواليد 24 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1971.
يهتم بأدق تفاصيل المشاهد الدرامية، ويحاول دوماً خلق أجواء طبيعية في أعماله بعزل الممثلين عن أجواء الكواليس والديكورات، وإستعانته بطاقم متجانس من العاملين في أعماله، سواء ممثلين أو فنيين.
ثقافة عالية وإطلاع واسع
من أهم ما يميّز المثنى صبح على الصعيد المهني، تواصله الشخصي مع كافة أفراد وطاقم العمل في مختلف مجالاتهم، إضافة إلى شخصيته المحبوبة، كما يتميّز بإنضباط شديد من دون خلق حالة توتر بين العاملين.
مخرج ذو ثقافة عالية وإطلاع واسع ومعرفة عامة، إلا أنه برغم ذلك يبحث عن المعلومات والحقائق العلمية، ويهتم بدراسة الأوضاع الإجتماعية والثقافية والإجتماعية للحقبة التي يستهدفها الإنتاج في أعماله، ويتعامل مع الممثلين من خلال شخصياتهم، لكي يخرج أكبر قدر من الإبداع الفني.
أعماله
بداية، عمل المثنى صبح مخرجاً مساعداً ومخرجاً منفذاً في عدد من المسلسلات، منها "مرايا" و"مذكرات عائلة" عام 1998 و"الفصول الأربعة" عام 1999 و"الزير سالم" و"سيرة آل الجلالي" و"عائلتي وأنا" عام 2000 و"صلاح الدين الأيوبي" عام 2001 و"صقر قريش" عام 2002 و"ربيع قرطبة" عام 2003 و"التغريبة الفلسطينية" و"أحلام كبيرة" عام 2004 و"عصي الدمع" عام 2005.
بعدها، رسم لنفسه خطاً إخراجياً خاصاً، مقدماً ما يقارب العشرين مسلسلاً في سوريا والخليج، ونجح في معظمها في الدخول إلى كل بيت وعائلة بأعمال رسخت بأذهان المشاهدين.
ومن أعماله نذكر "ندى الأيام" و"مشاريع صغيرة" عام 2006 و "على حافة الهاوية" عام 2007 و"ليس سراباً" عام 2008 و"الدوامة" عام 2009 و"القعقاع بن عمرو التميمي" عام 2010 و"جلسات نسائية" عام 2011 و"رفة عين" عام 2012 و"ياسمين عتيق" عام 2013 و"بواب الريح" عام 2014 و"في ظروف غامضة" و"العراب" عام 2015 و"حارة الشيخ" عام 2016 و"العاصوف" بجزئيه الأول والثاني عامي 2018 و2019، إضافة إلى خماسيتي "بعدك حبيبي – امرأة كالقمر" في الجزء الثالث من مسلسل "أهل الغرام" عام 2017.
وخلال موسم 2020، إقتحم المثنى صبح عالم الدراما العربية المشتركة، من خلال مسلسل "دانتيل"، من بطولة سيرين عبد النور ومحمود نصر، وهو مستوحى من فورمات أجنبية بعنوان Velvet والسيناريو والحوار للكاتبتين سماء عبد الخالق وإنجي القاسم، ويتناول العمل قصة ثنائي مشوقة وغريبة من نوعها في قالب رومانسي اجتماعي ملفت، إذ يطرح قصة حب مختلفة مع قصص إجتماعية منوعة تطال كل عائلة عربية.
مسلسل عن ياسر عرفات
يطمح المثنى صبح بإنجاز مشروع عمره بمسلسل يرصد حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبدأ التواصل مع الورشة التي كلفها إنجاز نص المسلسل، وستبدأ بتسجيل شهادات وجمع وثائق، وإجراء بحوث حول المرحلة الزمنية والشخصية المحورية في العمل.
وقال في حوار صحفي: "من يضع نصب عينيه شخصية مثل الرئيس الراحل ياسر عرفات، والأسرار التي رافقت حياته، والغنى الدرامي الذي سيّج خطواته، وانطلاق الثورة الفلسطينية والتطورات السياسية التي رافقت مسيرته، إضافة إلى أهميته في حياة الفلسطينيين والعرب، والظروف الغامضة التي رافقت وفاته، بكل تأكيد لن يتخلى عنه بسهولة، وإن كانت إمكانية إنجازه صعبة للغاية وسط الظروف الإنتاجية التي نعيشها. ومع ذلك، فقد أعدت تنشيط المشروع على الأقل على مستوى التواصل مع ورشة الكتّاب، خاصة أنني الوحيد الذي حصل على تنازل من السيدة سهى عرفات وموافقة على إنجازي العمل التلفزيوني، إلى جانب حماس بعض رجال الأعمال الفلسطينيين للإنتاج، ومباركة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لهذه الخطوة".
الدراما السورية
في أحد حواراته عام 2011، لا ينفي المثنى صبح وجود مخاطر تحيط بالدراما التلفزيونية السورية، لكنه يعتقد أنها تأتي من الداخل وأولها مشكلة النص، إذ هناك ندرة واضحة في النصوص الجيدة، ولمعالجة هذه المسألة يقترح الانتقال إلى أسلوب الورشة في كتابة النصوص التلفزيونية كما يجري في العالم المتقدم.
وألمح إلى أن الدراما السورية، هذه الصناعة الثقيلة تحتاج إلى سوق داخلي عبر إنشاء محطات فضائية سورية جديدة أسوةً بمصر.
أفضل مخرج
حصل المثنى صبح على جائزة أفضل مخرج في مهرجان أدونيا لعام 2007، عن ثاني مسلسلاته "على حافة الهاوية"، ونال هذا المسلسل كذلك وفي المهرجان نفسه جائزة أفضل ممثل دور أول للممثل السوري قيس الشيخ نجيب، وكذلك جائزة أفضل ممثلة دور مساعد للممثلة السورية كاريس بشار، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل دور مساعد للممثل السوري حسن عويتي.