فيصل سعد علوي، فنان يمني ولد يوم 1 كانون الثاني/يناير عام 1949، وتوفي يوم 7 شباط/فبراير عام 2010.
يُعتبر رائد الأغنية اللحجية، وإشتهر بعزف العود وذاع صيته في الجزيرة العربية ودول الخليج، كما أُطلق عليه العديد من اللقابن منها "ملك العود"، "رائد الأغنية اللحجية"، "مطرب النورس" و"أبو باسل".
نشأته
نشأ فيصل علوي بقرية الشقعة مديرية تبن، محافظة لحج جنوب اليمن، كان والده علوي سعد فناناً وجده كان فقيهاً وإمام مسجد.
تعلّم في مدرسة المحسنية، التي تعلم فيها كل السلاطين والفنانين ومن أشهرهم الأمير أحمد فضل القمندان، والفنان فضل محمد اللحجي والشاعر عبد الله هادي سبيت.
مسيرته الفنية
إشتهر فيصل علوي كثيراً في محافظة لحج، حتى أن إسمه أصبح يقرن بها، وتأثر بالشاعر الأمير أحمد فضل القمندان، وغنى كثيراً من أشعاره. أول أعماله الفنية كانت عام 1958، وهي أغنيته المشهورة "بسألك بالحب يا فاتن جميل"، من ألحان صالح ناصر كرد وكلمات أحمد عبادي حسين.
تأثّر بالفنان فضل محمد اللحجي، الذي ساعده وعلمه أصول الموسيقى والفن، الفنان محمد جمعة خان، والأمير والأديب أحمد فضل القمندان.
ويعد فيصل علوي أحد أبرز الفنانين في اليمن، وأكثرهم حضوراً وجماهيرية وإرثاً وتنوعاً، بعد أن وصلت أغانيه إلى معظم الدول العربية والخليج، خصوصاً بعد أن ظل متنقلاً بين اليمن وأكثر من بلد عربي وخليجي، أحيا فيها الكثير من الحفلات والسهرات الفنية.
إنضم إلى فرقة تبن الفنية من عام 1964 إلى 1966، وبعد مقتل الفنان فضل محمد اللحجي في 2 شباط/فبراير عام 1967 أسس فرقة موسيقية مع فضل ميزر، كما طوّر الغناء والفن اللحجي، وبالتحديد الفن القمنداني وأسس لون لحجي خاص، هو اللون الفيصلي.
وقد غنى كثيراً من أغاني التراث اللحجي، وجدد بعض أغانيه، ومنها "زمان والله زمان"، "لا وين انا لا وين"، "سرى الليل"، "بانجناه"، "قضيت العمر"، "هجرتني و أنا صابر لهجرك"، "يا حبيبي كم شكى بين قلبي".
كذلك غنى فيصل علوي بإحتراف الأغاني التراثية الصنعانية، ومنها "وامكحل"، "السعيد الذي"، "يا ساري البرق"، "وامغرد بوادي الدور"، "من اجل طرفك"، "رضاك خير من الدنيا"، "غني علي نايف"، "صادت فؤادي"، طالله يعلم" "أمسيت سهران".
ومن اعماله أيضاَ: "العيون السود"، "الغدر ماحبه"، طالمعنى يقول يا من سكن في فؤادي"، "الهاشمي قال"، "ان خلف لي الخل وعدا"، "ام العيون"، "الحلا فيك"، "الحب الكبير"، "الميعاد"، "اشتقتلك وبعثتلك مكتوب"، "اشتكي من كثر غدرك"، "اسيل الخدود"، "أعيش الحب"، "أنا ولهان"، "ابتسم واسلى"، "آه ياليل"، "الود المفقود"، "إيش استوى"، "بسألك يا عاشور"، "بالله يا نجمة"، "بداية الحب نظره"، "بلاجميل غدار"، "بدريه خطبها نصيب"، "بغنجه والدلال"، "بالي من الزين"، "باهي الجبين"، "يا زهرة في الربيع"، "يا عقد يا جوهر"، "يا عيون النرجس"، "يا هلال الفلك"، "يا ورد نيسان"، "يحب أنه بعيد"، "يحسبنه الحب"، "يعاتبني"، وغيرها الكثير.
قصته مع العود
إشتهر فيصل علوي بعزف العود بإحترافية مدهشة، وصرح في مقابلة صحفية: "طورت العود الذي أعزف عليه إلى 14 وتراً، وأضفت إليه 16 وتراً وقادر على إضافة أوتار إلى العود ليكون أبو 18 وتراً".
المهتمون بالحركة الفنية الغنائية في اليمن، يعدّون فيصل علوي أفضل من عزف العود، بل ويشيدون بطريقته والمعروفة بـ"الفيصيلية"، وحجازيات فيصل للعزف على هذه الآلة، والتي تتواجد معه في كل أغانيه، وكان يبدع في عزفه عليها.
شعراء تعاون معهم
تعاون فيصل علوي مع العديد من الشعراء، ومنهم أحمد فضل القمندان، عبد الله هادي سبيت، صالح نصيب، صالح فقيه، علي سالم الحجيري، أحمد باجهل، عبد الله سالم باجهل.
فيصل والمخدرة
إشتهر فيصل علوي بالغناء كثيراً في المخادر الشعبية، ولقد غنى فيها أجمل أغانيه وعزف فيها أحلى معزوفاته.
المخدرة تقليد إجتماعي في الأعراس لا يزال موجوداً إلى اليوم، يلتقي فيها أهل العروسين والأقارب والأصدقاء، ويحيي ليلتهم أحد المطربين لمزيد من الفرح.
وتوفر المخدرة مكاناً متاحاً للمطرب والملحن والشاعر، لإثبات المقدرة على الإبداع وتقديم الفن الراقي، أمام جمهور متذوق وناقد.
فيصل علوي حافظ على هذا التقليد الإجتماعي، وحوّل حفلاته في الاعراس إلى مسرح مفتوح بالمجان لجمهوره الكبير.
حياته الشخصية
تزوّج فيصل علوي مرة واحدة، وله 5 أبناء، هم باسل وعلوي وفهيم وفارض وعنود.
وأصبح إبنه علوي فيصل علوي فناناً، لكنه توفي في عام 2015، بعد صراع مع المرض.