نجمة مصرية قديرة قدمت عشرات الأدوار ببراعة شديدة في الأداء، فلقد أضحكت المشاهدين بخفة ظلها في الكثير من المشاهد التي قامت بأدائها في الاعمال الفنية، وأبكتهم وجعلت دموعهم تنذرف في المشاهد التراجيدية التي قدمتها في أعمالها، ومن أشهر أعمالها في الدراما والسينما "عائلة الحاج متولي"، "الرجل الآخر"، "عباس الأبيض في اليوم الاسود" و "أحلام الفتى الطائر" و "الإرهاب والكباب" و"الكلام في الممنوع" وغيرها من الأعمال التي كتبت من خلالها تاريخاً فنياً كبيراً لنفسها.
هي الممثلة ماجدة زكي التي تتحدث لـ"الفن" عن تجربتها الدرامية الأخيرة بمسلسل "قوت القلوب"، والعودة للتعاون مع المخرج الكبير مجدي ابو عميرة، ورأيها في دخول ابنها مجال التمثيل، وتكشف لنا أسباب غيابها عن السينما ورأيها في ورش الكتابة والموسم الدرامي الرمضاني الماضي، وموقفها من أداء شخصيات شريرة وتفاصيل كثيرة في الحوار التالي معها:
ما الذي دفعك لإختيار مسلسل "قوت القلوب" والعودة به للدراما؟
كنا نبحث عن مسلسل يتحدث عن كفاح وجهاد الأم المصرية في بيتها، ولم أجد أنسب من مسلسل "قوت القلوب" كي يناقش هذه الرسالة المهمة لنقدمه، وخصوصاً أننا كنا نبحث مع الأستاذ تامر مرسي عن سيناريو محترم وجيد، وبالفعل وجدنا ما كنا نبحث عنه بمسلسل "قوت القلوب" بمساعدة من شقيقي الممثل أشرف زكي.
إذاً.. فمسلسل "قوت القلوب" لم يكن مكتوباً خصيصاً لكِ؟
كنا نبحث كما ذكرت لك عن عمل فني محترم يُبرز دور ومجهود الأم في البيوت المصرية على غرار "بابا عبده"، والأعمال التي عاشت في ذكريات الجمهور عن كفاح الأم المصرية في منزلها مع أبنائها، والحقيقة طلب مني شقيقي أشرف زكي أن أقرأ السيناريو المكتوب للمؤلف محمد الحناوي، وحينما كلمني المؤلف وبدأ يحكي تفاصيل العمل شعرت بأنه مكتوب لأجلي وتخيلت نفسي في الشخصية.
معروف أنكِ من مدرسة "التأثير والتأثر"، فكيف كان التعاون مع النجوم الشباب داخل أحداث "قوت القلوب"؟
أنا بالفعل لا أحب أن أُقدم أعمالاً فنية وأدواراً وأنتهي من ذلك وحسب، بل كنت أتأثر في بداياتي بالنجوم الكبار الذين سبق وتعاونت معهم وإستفدت من خبراتهم، واليوم هي مسؤوليتي ورسالتي للنجوم الشباب أن أجعلهم يتأثرون بما تأثرت به من أخلاقيات فنية ورسائل هامة، وخصوصاً أن هؤلاء النجوم الشباب يشبهونني عندما كنت في مثل عمرهم.
حدثينا عن العودة للتعاون مع المخرج مجدي أبو عميرة، والمعروف عنه تميزه بالدراما المجتمعية؟
مجدي أبو عميرة مخرج كبير وأي فنان يتمنى التعاون معه، كما أن هناك إنسجاماً كبيراً بيننا ولن أنسى أنه هو من أعاد إكتشافي في مسلسل "الرجل الآخر" منذ سنوات طويلة بعد مرحلة البدايات، وأتمنى أن تجمعني أعمال جديدة بهذا المخرج الرائع الذي يؤرخ بأعماله لتفاصيل هامة من البيوت المصرية والعربية.
صورتِ بعض المشاهد في بداية ظهور أزمة كورونا، فهل كانت الصعوبات تنصب في هذه النقطة فقط؟
أتذكر بالفعل حينما قدمنا أول مشهد بعد ظهور وتفشي كورونا والصعوبات هنا كانت نفسية، ولكن كانت هناك صعوبات أخرى فلقد صورنا مشاهد العمل في ظروف جوية قاسية في الشتاء، ولكن أشكر الله أن العمل خرج بهذه الطريقة وإنتشر ونال إعجاب الجمهور، وخصوصاً أن التعليقات التي وصلتني عن هذا العمل إيجابية وأسعدتني للغاية.
كان من المفترض أن يتم عرض مسلسل "قوت القلوب" خلال موسم دراما رمضان الماضي ومن ثم فؤجئنا بعرضه قبل ذلك، ألم تحزني لتغيير هذه الخطة التي يسعى الجميع لها بالظهور في رمضان؟
إطلاقاً.. لأنني مؤمنة بأن النجاح رزق من الله وأنا حصلت على رزقي قبل شهر رمضان بنجاح المسلسل وتحقيقه إنتشار واسع، كما أن الجمهور أصبح يتابع بشغف كل الأعمال سواء التي تعرض قبل رمضان أو خلال الموسم نفسه، لذلك لم أتأثر بعرض المسلسل قبل رمضان وهذا القرار كان صائباً للغاية وفي مصلحة العمل.
وكيف ترين دخول نجلك "أحمد" التمثيل مؤخراً؟
أرى أنه إذا كان موهوباً فسوف ينجح، وخصوصاً أن القبول من عند الله وليست هناك وساطة في هذا الأمر، ولكنني كنت أنصحه دائماً بالتركيز في دراسته، وهو درس بمعهد الفنون المسرحية وأتمنى له التوفيق والنجاح في ما يقوم به.
قدمتِ الكثير من الشخصيات المثالية والطيبة في الكثير من أعمالك، ألم ترغبي في دخول منطقة الشر بأدوارك؟
أتمنى تقديم أدوار في إطار الشر، ولكن لا يهمني أن تكون الشخصية شريرة في المطلق بقدر ما أهتم بأن تكون لها مُبررات وعوامل دفعتها لهذا الشر، وبالنسبة لي التركيز على هذه الأمور شيء مهم للغاية.
ولماذا الإبتعاد عن السينما منذ عقدين من الزمن؟
أعتقد أن كثرة رفضي للأدوار السينمائية التي تُعرض علي، جعلت صُناع الأعمال السينمائية يتخيلون أنني لا أريد السينما ويعزفون عن عرضهم لأعمالهم علي من جديد، ولكن رفضي وإعتذاري عن هذه النصوص السينمائية التي كانت تُعرض علي منذ سنوات سببه أنها نصوص ضعيفة ولا تناسبني، لأنني لا أقبل التواجد على حساب القيمة الفنية والجودة.
ولكنكِ حصلتِ على جوائز نظير أدوارك السينمائية خلال فترة التسعينيات، ألم تشعري بالحنين للسينما؟
بالتأكيد.. أشعر بالحنين للسينما وأتمنى العودة لها، وخصوصاً كلما تذكرت هذه الفترة التي حققت فيها نجاحاً كبيراً في السينما مع الراحل نور الشريف، وكذلك الأعمال الأخرى التي ظهرت فيها بمشاهد قليلة ولكنها حققت نجاحاً كبيراً عند الجمهور والنقاد وقتها، ولكن السؤال هنا هل هناك نص سينمائي يُقدمني بشكل جيد يتناسب معي في الوقت الحالي؟ أعتقد أنني لو وجدت ذلك فلن أتأخر عن العودة للسينما لأنني أشتاق لذلك كثيرا.
وما رأيك في ورش الكتابة المُنتشرة خلال السنوات الأخيرة؟
أقبل هذه الورش لو كانت تعمل مع بعضها البعض من البداية للنهاية، ووفق جلسات تُحدد لكل كاتب في الخط الذي سوف يسير عليه، ولكن أرفضها إذا كانت تسير بعشوائية.
كيف رأيتِ المنافسة في موسم رمضان الماضي بحضور الكثير من النجوم والأعمال الدرامية الجيدة؟
أعتقد أن موسم رمضان الماضي حمل الكثير من المسلسلات الجيدة، والتي ضمت نجوماً كثيرين من الشباب والكبار، وهذا مجهود كبير وجبار لإنتاج هذا الكم من الأعمال وبهذه الجودة الكبيرة، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعالم بسبب أزمة فيروس كورونا.