أطلت الإعلامية اللبنانية جيزال خوري عبر قناة مريم ضمن برنامج "من الأوّل" مع الإعلامي جورج معلولي في حلقة عرضت تزامناً مع ذكرى إغتيال سمير قصير.
الحديث مع جيزال تناول جوانب سياسية وثورية وعاطفية وإنسانية، وعلقت على موضوع الحرية الإعلامية بين الأمس واليوم فقالت :"إنها في بدايتها في التلفزيون في أواخر الثمانينيات، كان هناك نوع من الحرية، لكن حرب الإلغاء بين عون وجعجع أنهت الحرية في لبنان مع بداية الوصاية السورية في التسعينيات، وإعتبرتها أياما سوداء على الاعلام، واليوم برأيها نحن نعيش نفس الحالة في ظل تأليه الشخص والزعيم، فأصبحنا نحاكم الأشخاص على آرائهم على مواقع التواصل الإجتماعي وهذا الأمر خطير جداً".
وحول تنقلها بين أكثر من محطة خلال سنوات عملها، أكدت أنها إكتسبت الكثير في كل مكان عملت به، فكل محطة أضافت شيئاً جديداً لها. وبالعودة الى مقابلتها الشهيرة مع الفنان زياد الرحباني، كشفت أن هذه الحلقة جعلتها تشعر بمعنى الشهرة الجماهيرية، وقالت انها بقيت تتحدث مع زياد على مدى عشرة أيام متواصلة، وأحياناً حتى الساعة الثانية فجراً، حتى اقتنع في النهاية بأن يجري المقابلة. وأعلنت أنها كانت تتمنى إجراء مقابلة مع السيدة فيروز لكن ذلك لم يحصل بالرغم من محاولتها مرّات عدة.
وروت جيزال بعض تفاصيل حياتها ونشأتها وذلك في فقرة "كبرنا وكبرت أحلامنا"، وإستذكرت مرحلة الطفولة حين عاشت لسنوات في مدرسة داخلية في بيروت، إذ تعلمت الإتكال على نفسها منذ الصغر، وأكسبتها المدرسة أفقاً واسعاً وثقافة كبيرة كونها كانت تضم تلاميذ من بلدان مختلفة، عربية، أوروبية وأفريقية.
أما من ذكريات الحرب التي لا تزال تؤثر فيها حتى اليوم، فقالت مشهد جثة شاب على جسر المعاملتين لدى عودتها في باص المدرسة، وهذا ما سبب لها نوبة عصبية آنذاك، وبغصة وتأثر كبير تحدثت عن فترة مرض أخيها الوحيد وإضطراره للسفر مع والدتها الى فيينا بسبب حاجته لزراعة رئة، ولكنه توفي بعد سنتين ونصف السنة.
وأقرّت جيزال بأنها لا تعرف سلطة الرجل في حياتها، فوالدها كان حنوناً كثيراً، كما سمير وزوجها الأوّل أيضاً، وأنها كانت تحلم بحب وزواج على صورة علاقة والديها ببعضهما.
أما عن دور المرأة في السياسة، خصوصاً مع وجود 6 وزيرات اليوم في الحكومة، فصرّحت جيزال بأن أغلب النساء اللواتي تعاقبن على الوزارات في الحكومات السابقة تركن بصمة، وكن أفضل من الرجال الموجودين حينها، وبرأيها أن النساء هن أكثر جدية بالعمل من الرجال. وأكملت بالقول إن المرأة تركت بصمة كبيرة في ساحات الثورة، فالثورة حقيقةً هي ثورة النساء، ثورة الشابات اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية في الساحات، والأمهات اللواتي لعبن دوراً كبيراً على الأرض رفضاً لعودة زمن الحرب والاقتتال.
عند سؤالها إن كانت تعتقد أن الرجال مستعدون لتقبل المرأة في الحكم، فكان جوابها بإختصار:"يسطفلوا، مش عم نطلب رأيهم".
بوصفها للمشهد في لبنان اليوم قالت :"عندي كآبة، فالشعب بدأ يشعر بالجوع والمواطن أصبح في الشارع يطلب الألف ليرة ليطعم أولاده. لكن مع كل ذلك لا يزال لدي أمل في لبنان لأن السياسيين لن يبقوا ولن يستطيعوا إكمال صفقاتهم بعد اليوم، الوضع صعب، سيموت منا (الشعب) ويموت منهم ولكن لن يبقوا".
في فقرة "شو غيّر فيك" طرح جورج معلولي كلمات على جيزال وكان عليها أن ترد بما غيّرت هذه الكلمات في حياتها، فكانت أجوبتها كالآتي:
-الحب: الحب للرجل أعطاني ثقة في حياتي وفي نفسي، فالرجل في حياتي أساسي، خصوصاً في فترة علاقتي بسمير. أنا أعتبر أنه ليس لي نصيب في الزواج، كأن الزواج ليس لي.
-الغفران: لا أتمنى الأذى للأشخاص الذين أساؤوا إليّ لكني أعرف جيداً كيف أضع حاجز بيني وبينهم. أمّا الذين قتلوا سمير فأنا لا أعتبرهم موجودين في هذه الدنيا. الإنتقام بالنسبة لي هو بالعمل الإيجابي. "أنا ما بعرف اقتل، أنا أهلي علّموني دق بيانو وفي فرق. ما بقول الله يسامحهم، أنا وجودي، مؤسسته، ساحته، كتبه هني الإنتقام إلي، الجائزة السنوية بياخدوها شباب ما بيعرفوا سمير بس بيتشوّقوا يقرولو، وهيدا الإنتقام الحقيقي.-الإيمان: الصعوبات أعطتني إيمان أكثر. شعرت بشيء قويّ بجانبي، مع إنني كنت قد وصلت الى مرحلة الإلحاد قبل.
-الأحفاد: إستمراريتي رأيتها في أحفادي وليس مع أولادي. وإستشهدت بجملة قالها لها الصحافي محمد حسنين هيكل "بشعر إني أنا موجود في حفيدتي".
-كلمة أرملة: لا أحبها وتزعجني كتصنيف.
كشفت أنه رافقها طبيبان نفسييان في أوّل أسبوع بعد اغتيال سمير وأعطياها حبة صغيرة لكي تنام، لكنها شعرت أن الحبوب تؤثر على وعيها وذاكرتها فأوقفت تناولها وإستعاضت عن الدواء والأطباء النفسيين بممارسة الرياضة وإطلاق المؤسسة وترجمة كتب سمير قصير.
وإعتبرت أن الثورة اليوم هي إستمرارية لفكر وحلم سمير بوجود العديد من طلابه في الساحات.
-الخوف: من فترة أُبلغت أن هناك جهة تتجسس عليّ، فضحكت. أنا لا أخاف، لدي قصة طويلة أنا وسمير مع المخابرات. خفت على أولادي كثيراً في السابق، لكن عندما قتلوا سمير قتلوني معه، على شو بدي خاف؟
-الفشل: فشلت بأن أُكمل الدكتوراه، وأن أُقدم مقابلاتي باللغة الإنكليزية بطريقة ولغة ممتازة.
-قرار ندمت عليه: رفضت عرض عمل بمنصب مهم خارج لبنان.
- سيرة حياتك: هناك كتاب عن سيرة حياتي يدور حول حقبة التسعينات في لبنان من خلال قصة حبي مع سمير، أوقفت العمل عليه لكن لدي النيّة بإكماله.
في فقرة علّومية، حضّرت لنا طبخة ألمانية إسمها رامزوس تعلّمتها من جيرانها، وأضافت إليها لمساتها الخاصة وهي اليوم مشهورة بها بين الأصدقاء.
في الفقرة الأخيرة، أطلعتنا على حكمة تعلّمتها من صحفية فرنسية وهي: لا ينقص العالم رجال أذكياء بل ينقصه رجال شجعان". وقالت عندما تخونها شجاعتها تخلقها من نفسها وفي أوقات تقول للسيد المسيح: أنا هون صطفل بدك تساعدني.
وعن الأشياء التي ساعدتها بالوقوف على رجليها وفي تخطي الظروف الصعبة أجابت: أمي التي وقفت بجانبي في مرحلة وفاة أخي وفي مرحلة إستشهاد سمير، أولادي لأني أعيش كرمالهم و مهنتتي التي تجبرني أن أكون قوية لكي أستطيع الإستمرار.
في النهاية، توجهّت بنصيحة للشابات والنساء اللواتي يمرن في أوقات عصيبة وقالت لهن: فكروا انها مرحلة وبدها تمرق, لازم نقبل بالواقع لو شو ما كان ونحنا نحسّن في.
إشارة إلى أن برنامج "من الأوّل" يُعرض كل يوم أحد الساعة التاسعة والنصف مساءً على قناة مريم الفضائية، وعبر صفحة القناة على يوتيوب لاحقاً، من إعداد رايان قاروطه وتقديم جورج معلولي.