شاركت الفنانة اللبنانية ألين لحود خلال الموسم الرمضاني من خلال بطولة مسلسل "بالقلب"، الذي حقق نجاحاً كبيراً وتفوق على الكثير من الأعمال، فماذا قالت عن هذا الموضوع؟ وما رأيها بمنافسة الإنتاجات اللبنانية للإنتاجات العربية؟ وما هي الأعمال الأخرى التي تابعتها في رمضان؟
هذه الأسئلة وغيرها تجدون الإجابة عليها في هذه المقابلة التي أجريناها معها.
مسلسل "بالقلب" حقق نجاحاً كبيراً خلال رمضان على الرغم من المنافسة القوية...
سعيدة جداً بهذا النجاح، لأنه عندما إستلمنا النص وقرأنا هذه القصة الجميلة التي كتبها الكاتب والممثل اللبناني طارق سويد، وشعرنا إلى أي حدّ هي قريبة من كل شخص فينا وواقعية وتشبه مجتمعنا، لم نتفاجأ أنها وصلت إلى الناس كما وصلت لنا، لأن الأمور الصادقة من الصعب أن لا تصل وأن لا يشعر بها الشخص.
أنا سعيدة جداً، والحمدالله أن ما شعرنا به نحن كممثلين كل واحد حسب دوره أيضاً، قد وصل إلى الناس وشعروا به.
مجدداً عمل لبناني بحت يؤكد أن الإنتاج اللبناني قادر على المنافسة بقوة..
من دون شك، وأنا دائماً كنت أقول هذا، وأولاً أنا فخورة جداً بهذا الإنتاج اللبناني وبالقائمين على العمل منهم المنتجة مي أبي رعد، فكلهم أثبتوا أنهم قادرون على منافسة أكبر الإنتاجات العربية، لأن هناك صدق وإحتراف ووضعوا من كل قلبهم وطاقاتهم في هذا المشروع، وأنا أشهد على هذا الموضوع فلقد كان هناك فريق عمل رائع ومحترف يعمل بفرح وحب، فنحن كنا كعائلة خلال التصوير، وشركة الإنتاج كانت حاضنة لنا كالأم.
ومن هنا فالدراما اللبنانية تستطيع المنافسة بقوة، لأنه لا ينقصنا لا مواهب ولا طاقات ولا كتاب ولا مخرجين، وكذلك الإنتاجات من أفضل إلى أفضل.
ولكن مع ذلك، لا نرى إعتماداً كبيراً على الإنتاجات اللبنانية لماذا؟
في الواقع إن شاشة عربية مثل Bein drama تحية لهم، أخذوا ثلاثة إنتاجات لبنانية كلياً، ولهذا على الشخص أن يأخذ المبادرة وأن لا تكون له أحكام مسبقة وشكوك بالمقدرة للإنتاجات اللبنانية، فاليوم لم تعد اللهجة عائقاً ولا الممثل.
بعد ثلاثة أعمال ما بين التلفزيون والمسرح مع الممثل اللبناني بديع أبو شقرا، ماذا تكشفين لنا عن ميزاته في العمل والكواليس؟
هو من أكثر الأشخاص الذين أحب العمل معهم لأنه يشعرك براحة فظيعة، ويجعلك تعطي من قلبك، وينقل لك طاقة جميلة، ولا أنانية لديه في التعاطي، أي أنه لا يهمه فقط دوره بل يسعى لنجاح شريكه.
مع الإشارة إلى انه من الممكن أحياناً أن لا يحبذ الممثل إعادة التجربة مع ممثل معيّن، ولكن بديع من الأشخاص الذين على قدر ما تكرر معهم التجربة على قدر ما تحب العمل معهم أكثر.
إنطلاقاً من قصة العمل، برأيك هل يكفي القلب لوحده كي يحنّ الشخص إلى حبيبه؟
علينا أن لا ننسى أن الصيغة الدرامية تلعب دوراً كبيراً هنا، وأنا أرى أن البعد الذي أراد أن يوصله طارق هو أكثر من ذلك، لأن شخصية جواد الذي يؤديها بديع قبل أن يُعجب بالممثلة سارة أبي كنعان، تتأثر بالوضع لأنه يريد أن يعرف من هو الشخص الذي تبرع له بقلبه، ومن هنا فإن هذا الشغف قاده إلى هذا المكان أي أن يُعجب بسارة، وهذا طبعاً يعود لذكاء طارق في معالجة الموضوع.
أنت تحبين إنطلاقاً من قلبك أم عقلك؟
فعلياً العقل هو ما يعطي أمراً لكل أعضاء جسمنا ان تتحرك وتشعر، ومع العلم أنني شخص عاطفي ولكنني أفكر أيضاً، واقعية خاصةً كلما أتقدم في العمر وأنضج.
عدت مؤخراً من خلال عملين هما "بالقلب" و"دولار" وذلك بعد غياب، لماذا؟
صحيح، فأنا منذ العام 2015 لم أصوّر أي عمل، كوني كنت أسافر كثيراً بسبب حفلاتي في الخارج، ثمّ في عام 2016 كنت بدأت بمسرحية "بنت الجبل" التي عرضناها لمدة 5 أشهر.
وعرض عليّ عملان لاحقاً، لكنني لم أقتنع بهما كثيراً وشعرت أنني سأكرر نفسي، إلى أن عرض عليّ دور "دولار" الذي كان تجربة جديدة من نوعها والأهم مع شركة "صبّاح" التي تعاونت معها سابقاً في مسلسل "ذهاب وعودة" وكانت تجربة جميلة جداً.
هل تابعت عرض مسلسل بالقلب؟
أكيد، لأنني شخص أنتقد كثيراً ويهمني أن أرى إلى أي حدّ تطورت في عملي وأدائي، فمن المفيد أن يراقب الشخص تطوره، إضافة إلى أنني شخصياً أحب القصة، فأنا أعرفها على الورق وأريد مشاهدتها على الشاشة.
هل هناك من أعمال أخرى تابعتها في رمضان؟
نعم "أولاد آدم" أعجبت به كثيراً، فالقصة ملفتة جداً وذكية وجديدة من نوعها، والعمل كامل متكامل.
دور من لفتك أكثر في المسلسل؟
جميعهم، وأنا شخصياً أحب الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن وهي صديقة لي وأعرف مقدرتها في الكوميديا والتراجيديا، ولهذا لست أبداً متفاجئة، لأنها فعلاً ممثلة بارعة.
وأريد أن أثني على شخصين في العمل، هما الممثلتان اللبنانيتين كارول عبود وندى أبو فرحات، وكارول عبود بالتحديد لأنها الممثلة المفضلة لدي منذ زمن وإلى اليوم، وأنا سعيدة جداً لعودتها مجدداً إلى الشاشة، وأرغب في أن ترى الناس هذه الممثلة القديرة والتي أبدعت في السينما والمسرح والتلفزيون، والثنائية بينها وبين ندى رائعة.
هل تابعت مسلسلاَ آخر؟
نعم، "بردانة انا" مع العلم أنني لم يكن بإمكاني متابعة كل الحلقات بسبب تزامنه مع عرض "بالقلب"، فحاولت مشاهدة الإعادة.
مسلسل "بردانة أنا" يناقش موضوع تعنيف المرأة، وخلال الفترة الماضية وتزامناً مع الحجر المنزلي وأزمة فيروس كورونا، شهدنا إرتفاعاً في هذه الظاهرة، ما هو تعليقك؟ وما الرسالة التي توجهينها إلى كل إمرأة تتعرض للعنف من زوجها أو من الرجل؟
فعلاً أستغرب أننا في القرن الـ21 وما زلنا نسمع بهكذا تصرفات وحوادث تنتمي إلى عصر الجاهلية، وأقول لكل إمرأة مهما كان عمرها وحالتها ان تترك منزلها وتلجأ إلى الجمعيات الموجودة، فلم يعد من المقبول بعد اليوم أن تموت المرأة بسبب همجية زوجها أو شقيقها أو والدها، ولم يعد من المقبول أيضاً السكوت على هذا الموضوع، وأن تترك إحداهنّ نفسها لأن تصل إلى الموت بسبب سكوتها خوفاً من المجتمع.
تابعوا الجزء الثاني من اللقاء مع الفنانة ألين لحود غداً صباحاً.