أثارت النجومية المتأخرة لعدد من النجوم الكبار ممن تخطوا الأربعينيات والخمسينيات من العمر حالة من الجدل في الدراما المصرية خلال الأيام الماضية، وخصوصاً مع ظهور عدد كبير من الممثلين الكبار بأدوار مميزة، حيث ألقى الجمهور الضوء على فكرة عدم وجود تقييم فني ومعاناة المواهب للحصول على فرص تمثيلية مما وضع في الحسبان فكرة الوساطة والمحسوبية لدخول مجال التمثيل.
. "الفن" يستعرض لكم في التحقيق التالي أسماء المواهب التي سطع نجمها في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، من بينهم شريف الدسوقي ومحمود حافظ ومحمد عبد العظيم وسلوى عثمان وليلى عز العرب، ويكشف لنا الناقد الفني طارق الشناوي عن رأيه في هذا النجاح المتأخر للنجوم في السطور المقبلة:
شريف الدسوقي ومحمد عبد العظيم
لعل أبرز من تسببوا في هذا الجدل هو الممثل "شريف الدسوقي" الذي يُشارك في مسلسل "بـ100 وش" بدور "سباعي"، وخصوصاً أن الجمهور وصف أداءه بالساحر عبر التلقائية والعفوية في الأداء من دون تصنع، وكذلك الممثل محمد عبد العظيم الذي يظهر في العمل نفسه وكأنه يُطلُّ لأول مرة على الجمهور، بأداء غير عادي رغم حصوله على فرص تمثيلية صغيرة في أعمال سينمائية ودرامية.
محمود البزاوي
كذلك الحال بالنسبة للممثل محمود البزاوي صاحب الأداء المتميز في كثير من الأعمال الفنية، والذي لم يظهر بأدوار متميزة تُحقق له النجومية إلا بعد فترة الأربعينيات من العمر، فهو يُقدم أداء غير عادي بمسلسل "فرصة تانية"، في ظل حالة الهجوم الشديدة على المسلسل وعلى أداء الممثلة ياسمين صبري.
سلوى عثمان
والأمر نفسه بالنسبة للممثلة سلوى عثمان صاحبة الأداء غير العادي بمسلسلي "البرنس" و "خيانة عهد"، فعلى الرغم من عملها في مجال التمثيل منذ سنوات، إلا أنها لم تحصل على الفرص التمثيلية المناسبة لموهبتها الكبيرة إلا بعد سن الأربعين، وعلى الرغم من ذلك فلقد أبدعت سلوى عثمان في أدائها في مسلسل "البرنس"، وجعلت الكثير من مشاهدها "ماستر سين"، وتحدث الجمهور عن أدائها على السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية.
ليلى عز العرب
وينطبق الأمر نفسه على الممثلة ليلى عز العرب التي تُقدم دور الجدة لياسمين عبد العزيز في مسلسل "ونحب تاني ليه" الذي يعرض حالياً، إذ ظهرت هذه الممثلة منذ سنوات قليلة بفيلم "1000 مبروك" مع أحمد حلمي، ومنذ ظهورها تعاطف الجمهور مع صدق أدائها، وحصلت على فرص تمثيلية حققت من خلالها النجومية في سن متأخرة.
محمود حافظ
أيضاً الممثل محمود حافظ الذي لم يبتسم له الحظ إلا بعد الأربعين من عمره، ومنذ بداية ظهوره تألق في عدة أعمال فنية من بينها "السبع وصايا" و "الممر" وغيرها من الأعمال، ويُشارك هذا الموسم في رمضان بمسلسلي "الإختيار" و "الفتوة" بأداء غير عادي وبدورين مختلفين تماماً عن بعضهما البعض.
ضياء عبد الخالق
ويتشابه مع خطوات محمود حافظ الممثل ضياء عبد الخالق الذي يُشارك بالمسلسلين نفسيهما وهما "الإختيار" بدور قائد الجماعة الإرهابية، و "الفتوة" بدور أحد رجال أحمد صلاح حسني "فتوة الجمالية"، هذا الممثل لم يظهر إلا منذ سنوات قليلة وقد حصل خلالها على عدد كبير من الأدوار المتميزة التي صنعت نجوميته، وعلى الرغم من إختفائه فترة إلا أن عودته بـ "الفتوة" و"الإختيار" أعادت له الروح من جديد.
زكي فطين عبد الوهاب
والحالة نفسها تنطبق على الممثل القدير زكي فطين عبد الوهاب الذي ظهر بعد الأربعينيات من عمره، على الرغم من أنه من عائلة فنية كبيرة لها باع طويل في السينما، فوالده المخرج فطين عبد الوهاب ووالدته الفنانة ليلى مراد، وأثار إختفاءه خلال السنوات الماضية نتيجة لظروف مرضية حالة من التساؤلات، ولكنه عاد اليوم بمسلسل "النهاية" المعروض في رمضان ومن بطولة يوسف الشريف، ولكن الدور مساحته صغيرة وغير مؤثر وظالم بالنسبة لممثل بقدرات زكي فطين عبد الوهاب الفنية.
محمد عبد المعطي
ويتكرر الأمر نفسه مع الممثل محمد عبد المعطي والذي ظهر لأول مرة للجمهور بفيلم "h دبور" مع الفنان أحمد مكي، فوهج نجوميته كان متأخراً للغاية، واليوم يظهر بدور جديد فنياً يكتشف قدرات جديدة بداخله في مسلسل "البرنس" وبأداء درامي غير عادي.
لعل الظهور المتأخر لكثير من النجوم على الساحة الفنية لا يحمل وراءه أفكار الوساطة الفنية، وعدم حصول الموهوبين على فرص تمثيلية، في وقت نجد فيه عدداً كبيراً من الفنانين الأقل موهبة في الأعمال الفنية، فحينما ظهر الممثل بيومي فؤاد بأدوار كوميدية وزادت نجوميته في هذه المنطقة لام الكثير من الناس صُناع الأعمال الفنية لعدم إكتشاف موهبة خفيفة الظل مثل بيومي، ولكن لمن لا يعرف فالممثل بيومي فؤاد قدم الكثير من الأدوار بعيداً عن الكوميديا ولم يكن معروفاً لدى كثير من الناس، حتى حصل على فرص كوميدية وزاد وهجه في هذا المجال.
طارق الشناوي: الوساطة الفنية لا علاقة لها بالنجاح المتأخر للنجوم
ويرى الناقد طارق الشناوي أنه لا علاقة بفكرة الوساطة الفنية والفرص التمثيلية بنجاح النجوم المتأخر بعد فترة الأربعينيات أو الخمسينيات، مؤكداً على أن النجم يكون لديه وهج فني خلال مرحلة معينة، إذ يقول: "الممثلة المصرية فيروز نجحت وهي طفلة وكان لديها وهج فني خلال هذه المرحلة فقط، وكذلك الممثل حسن عابدين الذي حصل على فرص كثيرة ولكنه لم يحقق النجومية إلا بعد الخمسين والأمر نفسه ينطبق على الممثل حسن حسني، أما بالنسبة لياسر جلال فهو نجم منذ سنوات طويلة ويحصل على أدوار مهمة ولكنه لم يُصبح نجماً جماهيرياً إلا بعد الأربعينيات من عمره، حينما قدم مسلسل "ظل الرئيس" وهو أول خطوة جماهيرية له في الدراما، لذلك لا أرى أن الوساطة الفنية لها علاقة بهذا الأمر بل إن كل مرحلة يكون لها وهج، وقد يأخذ الممثل هذا الوهج في طفولته كما حدث مع الممثلة المصرية فيروز، أو في العشرينيات من عمره مثل محمد رمضان، أو بعد الخمسين في حالة شريف الدسوقي وبيومي فؤاد".