تعود النجمة إليسا في كل مرة متصالحة أكثر فأكثر مع الحياة.
تعود رافعة نخب الأمل على الألم، منتصرة على كل الشدائد والمصاعب التي تواجه العالم بأسره.
إليسا وما أحوجنا إلى إحساس مفعم بالحب...إحساس أرق من رقة العالم يغني "هنغني كمان وكمان"... هي دعوة إلى اللحمة الموسيقية، إلى اللغة الكونية الواحدة التي تجمع ولا تفرّق، التي توحّد ولا تميّز عرقاً أو ديناً أو مذهباً أو جنساً.
"هنغني كمان وكمان" هو عنوان الأغنية الأخيرة التي طرحتها الفنانة إليسا من كلمات شادي نور وألحان محمد يحيي. تريّثنا في تعليقنا على الأغنية، لنقدم نقداً بناء بعيداً من المسايرة والحسابات، وبعد رصد ردة فعل الناس من خلال مواقع التواصل والتعليقات وعبر التطبيقات الموسيقية.
البداية من كلمات الأغنية التي تضجّ بالدعوة إلى الحياة والغناء، فهي تقول في مطلعها أننا مهما سافرنا وإن دخلنا في علاقات جديدة، ومهما اشتدت علينا الظروف الصعبة أو مهما إختبرنا من السعادة وفراً، وفي كل المناسبات السعيدة سنغني.
تتابع الأغنية في دعوتها إلى الحياة وحبها رغم كل الظروف، وهنا لا بد من الإشادة بجملة وردت في الأغنية تقول فيها "نرقص على الأحزان". هذه الأحزان التي ترافقنا في أحلك الظروف، نصل معها إلى مرحلة متقدمة من الإحباط، إلا أن الشاعر أراد ومن خلال هذه العبارة أن يدوس على الأحزان التي باتت جليستنا في لبنان ومجتمعنا العربي، من خلال الرقص عليها والإنتفاضة.
في الانتقال إلى اللحن، فلقد جاء في غاية الفرح، يبعث على البهجة والحب والتفاؤل والرقص... إنما وفي مساحات قليلة منها، جرعة من الشجن التي تلتحف صوت إليسا وإحساسها. وهنا بيت القصيد، إليسا وبأدائها وإحساسها لأية أغنية تنعشها حتى ولو كانت في سبات عميق.
إليسا قدمت الأغنية بأفضل ما يكون من إحساس وألق، حتى تحوّلت الأغنية المصورة على طريقة الفيديو كليب، من وحي الحجر المنزلي وباستضافتها النجمة هيفا وهبي والفانز، تراند في العالم العربي لتحقق انتشاراً بسرعة البرق.
فكرة الإستضافة هذه والثنائية بين إليسا وهيفا في تصوير العمل، وإن دل على شيء فعلى المحبة المتبادلة بينهما، وعلى المصالحة مع الذات ومع الآخر، فهما أدركتا أن في الاتحاد قوة وخصوصاً في زمن الوباء والألم والحجر المنزلي. لذلك أقل ما يُقال في العمل المصوّر أنه "ضربة معلم"، حقق المراد والنجاح المنشود. فمبروك على إليسا هذا النجاح الكبير، ومشعٌّ حضور هيفا وإليسا، على أن تتكرر هذه الثنائية في أعمال مقبلة تظهر جانباً من الود لم نعتده في الوسط الفني، وعلى وجه الخصوص اللبناني.