انتهى مسلسل "سر" في الحلقة الستين، من دون أن ينهي جدلاً ونجاحاً وجماهيرية كبيرة إمتدت من الخليج إلى المحيط. هذا المسلسل الذي احتوى بين طياته كل مطيبات النجاح، من الممثلين إلى القصة والإخراج، كلها عوامل شكلت الدعامة الأولى لنجاح العمل في العالم العربي.
لعل أبرز ما ميز هذا المسلسل تحديداً، هي النهاية التي لم تكن متوقعة عند معظم المتابعين، فلقد خرجت عن المعتاد لتشكل صدمة حقيقية للمشاهد. فهناك من توقع النهاية السعيدة وكما اعتدنا بإنتصار الخير على الشر، لتأتي النهاية صادمة خارجة عن المألوف. والملفت أن الناس تفاعلت وبطريقة مضاعفة، على الرغم من عدم استحواذ النهاية على رضى كثيرين.
فالممثل المبدع بسام كوسا ليس التألق بالجديد عليه، وقد أبدى تجاوباً كبيراً في تأدية الشخصية، فهو بطل بكل ما للكلمة من معنى، قدم الدور بكثير من المهنية والقدرات الخارقة حتى بات حقيقة لا تمثيلا ولا أداء.
النجمة داليدا خليل والنجم باسم مغنية، ومهما قيل فيهما من مدائح فهو قليل عليهما. لقد أبدعا أيضاً في الأداء البعيد كل البعد عن المبالغة، والذي يلامس قدراً كبيراً من الإحتراف والخبرة. ومعهما إجتمعت كل المكونات الجمالية الخارجية الشكلية والمضمون، ولقد شكلا إضافة ممتازة للعمل وراقية في الحضور والأداء، بالإضافة إلى حضور الكبير فادي إبراهيم والممثلة نيكول طعمة. أما الممثل وسام حنا فلقد قدم دوراً مميزاً للغاية جعله على مسافة قريبة من الجمهور، خصوصاً أنه وفي كل مرة يثبت أنه ممثل مجتهد وناجح يستحق الثناء والتقدير.
اذاً العمل الذي يحمل توقيع شركة الانتاج "ميديا هاوس بيكتشرز" للمنتجين سامح مجدي ونهلة زيدان، شكّل حالة فريدة مع التشويق والإثارة والأسرار التي تُكشف تارة فتارة، وتنطلي متحولة إلى اسرار مستجدة طوراً. وهنا لا بد من الإشادة بالقصة والسيناريو المتمكن، الذي جعل الجمهور أسيراً من الحلقة الأولى حتى الأخيرة من دون ملل أو كلل. وفي الانتقال إلى الإخراج فقد جاء في غاية الروعة، إذ أعطى لكل مشهد حقه في التصوير والإضاءة والتقطيع المتسلسل البعيد عن الحركة الإيقاعية السريعة، والتي ما عادت بعامل مؤثر في جذب المشاهد.
عمل ممتاز يضاف إلى الدراما العربية رصيداً وزخماً في زمن شحيح للغاية. نرفع القبعة تقديراً لهذا العمل المتكامل، الذي يظهر على نحو يليق بقيمة المشاهد اللبناني والعربي.