صباح الجزائرية أو صباح الصغيرة، هي فنانة جزائرية ولدت عام 1952، وعرفت شهرة واسعة بتقديمها العديد من الأنواع الموسيقية.
بدأت مسيرتها الفنية عن عمر الـ15 عاماً، ولفتت الأنظار في هذا العمر الصغير، عبر موهبتها وجمال صوتها.
نشأتها
إسمها الحقيقي فاطمة الزهراء بن تابت، وهي من مواليد مدينة وهران الجزائرية، وقد تربّت على حب الموسيقى، ومنذ صغرها تعوَدت أن تغني للسيدة أم كلثوم والشحرورة صباح.
برزت موهبتة صباح الجزائرية أكثر في المدرسة، فشاركت في الحفلات الموسيقية، إذ كانت تقدم أجمل الأغنيات، منها أغنية "ما أنا إلا بشر" إحدى أجمل أغاني المطرب عبد الوهاب الدكالي، ومن وقتها تنبأ لها الكثيرون بمستقبل باهر في مجال الغناء.
بداية مسيرتها الفنية
بعد أن ظهرت موهبة صباح الجزائرية في المدرسة، شجعها الفنانان بلاوي الهواري وأحمد وهبي لإحتراف الغناء، أما البداية فكانت مع عمر البرناوي، الذي كتب لها أغنيتها الشهيرة "يا عمري"، كما تعاملت صباح الجزائرية أيضاً مع الملحن والموسيقي الهاشمي حفيان، قبل أن تلتحق في السبعينيات بالمسرح الجهوي بوهران، فشاركت في مسرحية "ادي و لا خلي" لحجوطي بوعلام، وفي مسرحية "لمخاخ " التي كتبها أدار محمد، ثم تم إختيارها للمشاركة في مسرحية "المحقور".
لم يكن المسرح حلمها الوحيد، إذ جذبتها أضواء السينما، فشاركت صباح الجزائرية في بطولة فيلم "صمت الرماد"، وأيضاً فيلم "المصير" وبعض الأعمال الأخرى، قبل أن تقرر التفرغ للغناء وتحقيق شهرة واسعة، ومن أغنياتها: "الخمري، شحال نبغب ولاد بلادي، عن قريب يامة، آه يا الاسمر يا زين..".
وفي عام 1992 إلتحقت صباح الجزائرية بعالم الدراما التلفزيونية، وتحديداً المسلسلات، فمثّلت في مسلسل "المصير"، وحققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال، لتصبح واحدة من الفنانات النادرات اللواتي نجحن في الغناء والمسرح والسينما والتلفزيون في فترة قصيرة جداً، نسبة لبنات جيلها.
نجاحها في الكويت
زارت صباح الجزائرية الكويت، ضمن وفد الأسبوع الثقافي الجزائري، وقدمت خلال الأمسية الغنائية بعض الأغنيات الجزائرية منها "آه يا الأسمر يا زين"، وهي واحدة من أجمل أغاني المطرب عبد الكريم عبد القادر، وسرعان ما أصبحت شهرتها على كل لسان، خصوصاً أنها أجادت غناء الأغنية باللهجة المحلية.
إستضافها تلفزيون الكويت في مناسبات عديدة، وأصبحت وجهاً معروفاً في الكويت والخليج، وقدّمت صباح الجزائريىة العديد من الحفلات في الكويت.
معاناة مع السرطان ورحيلها
تعرضت صباح الجزائرية لوعكة صحية في السنوات الأخيرة من عمرها، وناضلت لتبقى على قيد الحياة، فخضعت للعلاج الكيميائي، إلا أن المرض كان أقوى منها، فتوفيت في 20 أيار/مايو عام 2005، عن عمر يناهز الـ53 عاماً.
تكريمها بعد وفاتها بسنوات
في عام 2008 وبعد مرور 3 سنوات على وفاة صباح الجزائرية، قامت وزيرة الثقافة خليدة تومي بتكريم والدة الفنانة "صباح الجزائرية" ومنحها شقة، وتكون بذلك قد حققت أمنية الراحلة، وقالت الوزيرة خلال تسليم والدة صباح مسكنها الجديد: "طلبت من رئيس الجمهورية أن يهدي لوالدة الراحلة صباح الجزائرية جواز سفر لأداء فريضة الحج، ولكنه فضل منحها مسكنا كانت بحاجة إليه".
صباح الجزائرية أيقونة الفن الوهراني
نجومية صباح الجزائرية جعلتها تحمل راية المنطقة التي ولدت فيها "الوهران"، وجعلتها تصبح سفيرة لهذه المنطقة، حتى أصبح لقبها "أيقونة الفن الوهراني"، وبقيت معها هذه التسمية حتى بعد وفاتها ويتم استذكارها به.
عتب كثر على منطقة وهران، التي لم تعط صباح الجزائرية حقها، خصوصاً بعد رحيلها، فقد نستها وتجاهلتها حسب كثر بعد وفاتها، ولم يتم تكريمها، إلا بعد مرور سنوات على رحيلها.