تنوّعت أدواره في الدراما السورية، وتعدّدت الوجوه والشخصيات التي جسّدها، وأبدع في التمثيل وأيّد بشكل علني الثورة في سوريا، فكان المناضل والثائر والمعتقل والإنسان.
هو الممثل السوري نوار بلبل ، الذي ولد في 25 نيسان/أبريل عام 1973، في مدينة حمص، وإبن الكاتب المسرحي فرحان بلبل.
نشأته الفنية
تحدّث نوار بلبل في مقابلة صحفية عن نشأته الفنية، وقال: "عشت في هذه الأسرة التي هي أسرة مسرحية، وبالتالي بشكل أو بآخر تشرّبت الجو العام، الجو المسرحي، الجو الفني، جو البروفة، وحتى جو المعارضة؛ ففرحان بلبل في النهاية كتب لنصرة الإنسان وللحرية، في الفترة الماضية حتى لو كان السقف منخفضاً، لكن ضمن الظرف المتاح، ما أخذته حقيقة من فرحان بلبل ومن المسرح العمالي هو جديّة التعاطي مع الفن المسرحي حتّى في البروفة، وهذا ما إنعكس على حياتي العملية".
بداياته وأعماله
تخرّج نوار بلبل من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت بدايته في المسرح عام 1998 مع المخرجة رولا فتال، ثم مسرحية "ذاكرة الرماد" مع الراحلة مها صالح، ويعد مسلسل "دنيا" مع الممثلة السورية أمل عرفة، هو أول عمل تلفزيوني له في مسيرته الفنية، كما عمل في المسرح القومي مونودراما في موسم دمشق عام 2003.
أسّس مع الممثل السوري رامز الأسود فرقة مسرح "الخريف"، وعرض مسرحية "حلم ليلة عيد"، وسافرا إلى الأردن ولبنان وأميركا، وحصل هناك على أربع جوائز، ومن ثم إلى إيطاليا والمغرب وبراغ وحصلا على جائزة الجمهور الثاني، ثم سافرا إلى إسبانيا وكندا وحصلا على جائزة أفضل ممثل، ومن ثم إلى اليابان وحصدا جائزة أفضل ممثل لرامز الأسود، ثم أنجزا من خلال فرقة مسرح الخريف العمل الثاني، وكان بعنوان "أرض منفردة"، من إخراج رامز الأسود.
ومن الأعمال التي شارك فيها نوار بلبل، نذكر منها "دليلة والزيبق"، "رجال العز"، "المنفردة"، "في حضرة الغياب"، "أسعد الوراق"، "البقعة السوداء"، "حارة الياقوت"، "أنا القدس"، "كليوباترا"، "تخت شرقي"، "أهل الراية 2"، "شام العدية"، "تحت المداس"، "باب الحارة"، "بيت جدي"، "الحصرم الشامي"، "بهلول أعقل المجانين"، "دمشق تتكلم"، "ناصر"، "رسائل الحب والحرب"، "خالد بن الوليد الجزء الثاني"، "خالد بن الوليد"، "أعيدوا صباحي"، "نزار قباني"، "رجاها"، "أبو زيد الهلالي"، "عياش"، "موكب الإباء"، "عائد إلى حيفا"، "ليالي الصالحية"، "صقر قريش"، "دنيا مسلسل"، "عودة غوار"، "القصر مسلسل"، "المجهول".
تأييده للثورة في سوريا
حول أسباب تأييده للثورة، قال نوار بلبل في مقابلة صحافية: "كثيراً ما يُطرح عليّ هذا السؤال، وجوابي أنني بالأصل لم أكن يوماً ما مع هذا النظام، ولم أبجله وأعظمه وأسبّح قبل الثورة، وكنت أعدّ الدقائق والثواني منتظراً يوم إنطلاقة الثورة السورية".
وأضاف: "الثورة قائمة شاءَ من شاء وأبى من أبى، ومهما تعرّضتْ لنكسات وطعنات؛ فإنها تظل ثورة شعب، وطولُها دليل على صحتها، بالرغم من الألم الكبير الذي يوجع القلوب في كل لحظة".
إعتقاله وضربه
ذكرت معلومات صحافية في أيار/مايو عام 2013، أن قوات الأمن السورية إعتقلت نوار بلبل وشقيقته سمية، في منطقة ركن الدين بدمشق.
وتحدثت المعلومات عن معاملة قاسية للشقيقين أثناء الإعتقال، وأوسعهما عناصر الأمن ضرباً وسحلتهما في الشارع العام فسال دمّهما وتمزقت ثياب شقيقته، قبل أن يتم وضعهما في صندوق سيارة مغلقة، وإقتيادهما إلى جهة غير معلومة.
خروجه من سوريا بعد تلقيه تهديدات
روى نوار بلبل نقاشاً، دار بينه وبين الممثل السوري زهير رمضان، نقيب الفنانين السوريين، وقال: "في نهاية عام 2012 إستدعاني إلى مكتبه، ليُبلغني رسالة، ويضعني بين خيارين صريحين: إما الخروج على شاشات التلفزيون السوري وتقديم اعتذار للنظام وللشعب، مقابل اعتقالي لـ 15 يوماً، وبعدها تسوية وضعي، وكان في هذا التهديد الصريح خيارٌ مُبهم، وهو خروجي من سوريا، فوجدتُ أنه الحل الأفضل، وخرجت وبدأت مشواري انطلاقًا من (خيمة شكسبير)، في مخيم الزعتري في الأردن".