ممثل موهوب ولديه حس فني غير عادي في الكوميديا، حتى أن الجمهور أصبح يتعامل مع كل كلمة يقولها وكأنها "إفيه" كوميدي، وفي الوقت نفسه هو بارع في أداء الأدوار الجادة، فلقد أثبت للجميع مؤخراً أنه قنبلة نووية في الأداء الفني لأية شخصية يُجسدها، وخصوصاً أنه يصنع خطاً خاصاً لكل شخصية يقوم بها، والتي تعيش مع الجمهور بكل تفاصيلها مثل شخصيات "الريس حربي" في "طايع"، "توشكا" في "كلمني شكراً"، "خرطوش" في "سوق الجمعة" وغيرها من الشخصيات المتميزة في الدراما والسينما.
. هو الممثل عمرو عبد الجليل الذي يتحدث لـ"الفن" عن تجربة مسلسل "بنت القبائل" الذي يُعرض حالياً، ومشاركته بمسلسل "النهاية" في رمضان المقبل، وإستعداده لفيلم سينمائي جديد، كما يكشف لنا آراء أسرته في أعماله الفنية وسبب عدم رغبته في مشاهدة أعماله، وكيف قبل أكثر من عمل من دون قراءة السيناريو، وتفاصيل أخرى كثيرة في اللقاء التالي معه:
في البداية..كيف ترى ردود الأفعال والأصداء التي حققها مسلسل "بنت القبائل" الذي يُعرض حالياً؟
الأصداء جيدة للغاية وردود الأفعال إيجابية، والمسلسل تجربة مختلفة بالنسبة لي عما سبق وقدمته، إذ أنه يرصد العلاقات الإنسانية بين أفراد العائلة الواحدة في الصعيد، عن طريق تغليفها بدراما إجتماعية مختلفة، تؤكد على تمسك بعض هذه العائلات بالعادات والتقاليد، كما أن السيناريو يربط بين الواقع والخيال ومكتوب بحرفية عالية، وأنا سعيد بالتعاون مع المخرج حسني صالح وكل فريق العمل.
ألم تتخوف من الظهور في دراما الصعيد من جديد بعد النجاح الكبير الذي حققته من خلال شخصية "الريس حربي" في "طايع"؟
أنا ممثل وعلي تجسيد كل الأدوار طالما أنها لا تتشابه مع بعضها البعض، وحينما عرض المخرج حسني صالح سيناريو المسلسل وقرأته، لم أجد أي تشابه بين العملين على الإطلاق، وخصوصاً أن شخصية "الريس حربي" كانت تدور في إطار آخر بعيداً عن دوري في "بنت القبائل"، وهذا ما شجعني على دخول دراما الصعيد من جديد بعد تجربة مسلسل "طايع".
دائماً ما تُضفي لمسات كوميدية على أية شخصية تقوم بها حتى ولو كانت جادة وبعيدة عن الكوميديا، فهل يكون ذلك إرتجالاً أو بالإتفاق مع المخرج؟
من الضروري وضع لمستي الخاصة على كل شخصية أقوم بها، ولكن هذا لا يتم قبل التناقش مع مخرج العمل والإتفاق على ما قد تتطلبه الشخصية، وهذه اللمسات "الرتوش" لا أقوم بها إلا بعد دراسة الشخصية والتمعن فيها وتخيلها والعمل على وضع ما هو مناسب لها، وخاصة أن كل الشخصيات الجادة في هذا العالم لا بد أن تحمل لمسة كوميدية، وهذه هي الواقعية الخاصة بتركيبة كل شخصية في الحياة.
ولكن في التحضير للشكل الخارجي، هل حاولت تجنب تلامس دورك في "بنت القبائل" مع ما سبق وظهرت به في شخصية "الريس حربي" في "طايع"؟
بالتأكيد.. لكل شخصية مفرداتها التي تجعلها مختلفة عن غيرها، وكما ذكرت لك السيناريو لا يتشابه إطلاقاً مع "طايع"، لذا لم أضع في إعتباري أن يكون هناك تشابه بين الدورين، بل إعتمادي الأكبر كان على التحضير للشخصية بأفضل شكل ممكن، وإختيار ملابس وطريقة خاصة بها بعيدة كل البُعد عن أية شخصية أخرى، كما أن تقديم أكثر من دور في إطار تمثيلي ونوعية فنية واحدة أمر طبيعي.
ولكن أن تصنع "كاراكتير" خاص لكل شخصية تؤديها في السينما والدراما هذا أمر صعب، كيف يمكن لك الإستمرار على هذا النحو بشكل يجعل الجمهور يتعلق بكل شخصية تُجسدها تمثيلياً؟
أعمل على كل شخصية وفقاً للسيناريو المكتوب، بالإضافة لوضع لمستي الخاصة على كل شخصية بالإتفاق مع المخرج وقت التحضير والتناقش معه في التصوير، وهذا قبول من الله وأمر يسعدني للغاية أن يتعلق الجمهور بكل شخصية، وخصوصا أنني أعمل أن تكون لكل شخصية روحها الخاصة بها مع إختيار ما يُشكل مظهرها وشكلها الخارجي إلى جانب روح الشخصية نفسها.
على الجانب الآخر تُشارك في مسلسل "النهاية" المُقرر عرضه في رمضان المقبل والذي يناقش أزمات التطور التكنولوجي في المستقبل، فماذا عن دورك في العمل؟
لا أستطيع الحديث عن تفاصيل دوري في العمل ولكن كل ما أريد قوله أنه مختلف، ولم يسبق لي تقديم عمل أو المشاركة بدور في مثل هذا الإطار الدرامي، وخصوصاً أن العمل يناقش أزمات التطور التكنولوجي وما فعلته التكنولوجيا بالإنسان والروبوت، والدور جديد كلياً بالنسبة لي وتحمست للغاية لهذا العمل وأتوقع أن يكون مفاجأة في رمضان المقبل، وسعيد بالتعاون مع المخرج احمد نادر جلال والمؤلف عمرو سمير عاطف والممثل يوسف الشريف وكل فريق العمل، وأتمنى أن نُحقق النجاح في رمضان المقبل.
وهل تكون حريصاً على الظهور في موسم رمضان بعدما سبق وحققت نجاحاً غير عادي بأكثر من تجربة درامية؟
موسم رمضان معروف أنه الأعلى في تحقيق نسب المشاهدة، ولكنني لا أهتم أن أُشارك في الموسم من أجل المشاركة بل العمل الفني ومدى إختلافه وما يقدم لي من خلاله شيئاً جديد، فلو توافرت هذه العناصر في العمل الفني المعروض علي، أوافق عليه بغض النظر عن توقيت عرضه، ولكن كي أكون أميناً معك فموسم رمضان مهم جداً بالنسبة للدراما، ولكن هناك إنفتاح أيضاً على وجود مواسم درامية أخرى، والأعمال تُحقق النجاح أيضاً.
هل ترى نفسك محظوظاً بالظهور قبل رمضان من خلال مسلسل "بنت القبائل" ومن ثم في رمضان من خلال مسلسل "النهاية"؟
أتعامل بواقعية مع الفن وعلى أساس ما يُعرض علي من دون النظر لتوقيت عرض هذه الأعمال، لأنها مسألة إنتاجية لا تخصني، وفي الوقت نفسه لم أكن مُخططاً أن أظهر قبل رمضان وخلال شهر رمضان المقبل، ولكن إهتمامي بالسيناريوهات التي عُرضت علي ووجدتها مناسبة لي، هذا ما جعلني أقبلها بغض النظر عن التواجد قبل وخلال رمضان.
وهل ما زلت لا ترغب في مشاهدة أعمالك؟
السبب في هذا الأمر هو الخوف من التشتت بعد مشاهدة كل دور، وخصوصاً أن الحكم للجمهور وليس لي، فأحياناً أشعر بأنني لو شاهدت أدواري أنني سأفكر في إفتراضية القيام بأداء معين بعد تقديم أية شخصية، لذا لا أشاهد أعمالي.
وهل قبلت أدواراً فنية من قبل من دون قراءة السيناريو؟
قبلت عدة أدوار بالفعل من دون قراءة السيناريوهات الخاصة بها، وهذا يعود لفهمي لطبيعة العمل والشخصية التي أُقدمها ولثقتي في المخرج والمؤلف، وهذا أمر طبيعي.
بدايتك كانت من خلال المسرح وأنت خريج معهد الفنون المسرحية، فماذا تحتاج للعودة للمسرح حالياً؟
أحتاج للتفرغ فقط لأقدم المسرح، وخصوصاً أن العمل به شاق للغاية ويحتاج لوقت طويل وتفرغ ومجهود كبير، وأنا لا أمتلك ذلك في الوقت الحالي في ظل إنشغالي بعدة مشاريع فنية أعمل عليها الآن.
وما رأي أسرتك في أعمالك الفنية؟
أهتم وأحرص على معرفة آراء أفراد أسرتي في أعمالي سواء زوجتي أو إبني، الذي أشعر بأنه ناقد فني ويُحلل كل شخصية أقوم بها.
وفي النهاية.. هل سيكون ظهورك المقبل في السينما من خلال الكوميديا أو الأدوار الجادة؟
لدي فيلم جديد يحمل فكرة مختلفة مع المخرج أحمد الجندي وتأليف أيمن وتار، والعمل كوميدي ومختلف تماماً عما سبق وقدمته ويحمل اسم "حلم سوسن".