صبحي توفيق صوت لبناني دافئ وحنون، نجح وحقق نجومية كبيرة في التسعينيات من القرن الماضي على صعيد الأغنية الطربية، وحافظ على أسلوبه الخاص الذي لم يتنازل عنه أبداً، أبدع في أداء القدود الحلبية وحصل على إشادة من الفنان السوري صباح فخري، حتى لُقّب بـ"مطرب القدود".
موهبته الفنية سمحت له أن يجعل لنفسه مكانة مميّزة على الساحة الفنية، وغيابه لسنوات بين كل أغنية وأخرى، ضمن خطة معيّنة إتبعها منذ إنطلاقته، لم تطفئ من حضوره ليس في الإعلام، وإنما في الحفلات التي يحييها على مدار السنة ويطرب فيها الحضور بصوته العذب.
لماذا إطلالاتك الإعلامية قليلة؟
أنا لا أتقصد هذا الأمر، ولكن أحب أن أطل ببرنامج تكون من خلاله إطلالتي مفيدة، ولا أعرف أن أطل ببرامج Play Back، فالجوّ الذي أقدمه يحتاج إلى مغنى مباشر، فإن كان البرنامج لا يخدمني بتقديم شيء للمشاهدين في بيوتهم فهو لا يجذبني.
طبعاً الجمهور الحاضر في الاستديو أحترمه وأقدره، ولكن أنا أنظر إلى أبعد من ذلك، إلى المشاهدين الجالسين في منازلهم، لأنهم هؤلاء عندما يدركون أن صبحي توفيق سيطل، فإنهم سيتوقعون أن يسهروا ويسمعوا طرباً، ولهذا إن لم تكن الإطلالة تلبي طموحاتهم فالأفضل أن أبقى بعيداً.
أيضاً تواجدك على السوشال ميديا قليل جداً..
(يضحك ممازحاً ويقول) "ييييي على البهدلة"، (مؤكداً في الوقت نفسه أنه سيبدأ التواجد بشكل )أكبر.
السوشال ميديا أصبحت إعلام الأمر الواقع، ولكني ربما ما زلت أعيش في زمن أن الأغنية أو الفن بشكل عام يجب ان يكون عن قناعة، وتتقبله الناس لا أن يُفرض عليها فرضاً.
السوشال ميديا اليوم تحتل المركز الأول في التواصل، ولكني لا أستطيع دائماً أن أمسك الهاتف وأنشر كل ما أقوم به لحظة بلحظة، والخطأ أنني لا أتابع مع الجمهور بالنسبة لأعمالي.
اليوم مع إزدحام الساحة الفنية بالأصوات والفنانين والأعمال، أين هو فن الطرب الأصيل وجمهوره؟
مقولة إنه ليس هناك "سميعة" يجب أن يتم إلغاؤها، فمثلاً نلاحظ في برنامج "ذا فويس كيدز" أن الأطفال يغنون أغاني طربية قديمة، وأيضاً في برنامج "آراب أيدول" فمن ينالون المراتب الأولى هم من يغنون الطرب.
فالناس في النهاية تملّ من الضجة وتحتاج إلى أن تريح سمعها من خلال الطرب.
فالطرب ليس له وقت معيّن، وإنما هو موجود دائماً، ولكن عتبي على الإعلام الذي لا يعطي إهتماماً لمن يؤدون هذا النوع من الفن.
وللملاحظة مثلاً لربما أنني غائب عن الشاشة والإعلام والسوشال ميديا، ولكن من المحتمل أنني أكثر فنان يعمل على الأرض أي الحفلات، وهذا يعني أن هناك جمهوراً يحب أن يسمع الطرب إلى اليوم.
هل أنت إجمالاً مع برامج الهواة كما "ذا فويس" و"آراب أيدول"؟
طبعاً، فهناك أناس في بيوتهم أهم مني ومن غيري، تملك أصواتاً جميلة جداً وهي بحاجة إلى فرصة.
ما هو رأيك بلجان التحكيم؟ وهل توافق أن إختيارهم يعود فقط من أجل كسب مزيد من المشاهدين والإستعراض؟
لا أريد التعميم، ومع إحترامي لكل لجان التحكيم، لكن أعتقد أنه هناك البعض منهم يجب أن يكون مكانهم أشخاص أهم في الموسيقى والفن، فمثلاً عندما نتذكر "استديو الفن" كانت لجنة التحكيم مرعبة، أما اليوم فالصورة تلعب دوراً ويأتون بهذا الفنان لأن لديه جمهوراً كبيراً، وهذا كله يعود إلى الهدف المادي.
فاليوم، أرى أن المشاهد العادي الجالس في منزله يمكنه أن يحكم إن كان هذا الصوت جميلاً أم لا، ولكنه ليس مقياساً، فهناك أسس موسيقية وغنائية قد لا يفهمها الكثيرون وهي بحاجة إلى أساتذة، طبعاً مع إحترامي للكثير من المدربين، كونهم فنانين كبار يعطون رأيهم الأكاديمي.
إذا عُرضت عليك المشاركة في لجنة التحكيم هل توافق؟
طبعاً كلا، هناك الأهم مني بكثير، فأنا لا أملك شهادة ولم أدرس الموسيقى، وخبرتي فقط وموهبتي لا تكفيان أن أكون في لجنة تحكيم وأشارك بمستقبل أشخاص.
وبالنسبة لبرنامج "The Voice Senior"، توافق إذا عُرضت عليك المشاركة كمتسابق؟
صراحةً عُرضت عليّ المشاركة، ففي البداية لم تكن واضحة لي فكرة البرنامج بالشكل الصحيح، إذ كنت أعتقد أن المشتركين كلهم فنانين يتبارون مع بعضهم، ولكن عندما أدركت لاحقاً أن المشاركين عليهم أن يكونوا فوق الـ60 من عمرهم، إستغربت وقلت لمن إتصلوا بي "بتعرفوا كم عمري قبل؟ والله كتير كبرتوني، أنا هلأ عمري 51 سنة".
والأمر الثاني، وليس تكبراً طبعاً فأنا لا أعلم من هم المشاركين وقد يكونون أهم مني، ولكن طلبت ممن إتصلوا بي أن يتحرّوا قبل أن يتصلوا بالشخص، لكي يعلموا إن كان هذا الشخص غائباً أو موجوداً، وإن كان بحاجة إلى فرصة لكي يظهر على التلفزيون، فقلت لهم أنني أنا أصلاً هارب من التلفاز ولا أحبذ الظهور، وطلبت منهم أن يقولوا لمن طلب منهم الإتصال بي أنه مخطئ في العنوان.
ماذا بخصوص أغنيتك الجديدة "ما فيي على زعلك"؟
الناس أطلقت عليها هذا العنوان، فأنا لم أختر عنوانها بعد، ولكن هو عنوان جميل كون الأغنية تحمل أكثر من معنى وعنوان.
الأغنية مسجلة وجاهزة للطرح، ولكن بسبب الظروف التي نمرّ بها أؤجل طرحها الآن لحين إستقرار الوضع، والأهم أنني أنتج على حسابي الخاص، فلا يمكنني المخاطرة كما لو كنت مع شركة إنتاج.
هل ستصورها فيديو كليب؟
أكيد، فأنا لا أطرح أغانٍ كثيراً، إذ أنه كل سنتين أو ثلاث لأطرح أغنية، ولهذا أعطي كل أغنية حقّها من كل الجوانب.
من أول بداياتك الفنية وأنت تنتج على حسابك الخاص، لماذا؟ هل خوفاً من أن تقيّد حريتك بشركة إنتاج معيّنة؟
نعم، لا يمكن أن أقبل بأن يفرض علي شخص رأياً معيّناً أو أغنية أو عملاً محدداً، لدي لوني وأسلوبي وإحساسي وشخصيتي، فهناك عمل ينجح وعمل لا وهذا فضلٌ من الله.
من يلفتك اليوم بأدائه القدود الحلبية؟
هناك الكثير من الأسماء، مثل الفنان محمد خيري والفنان شادي جميل، وهناك أصوات حلبية ليست مشهورة ولكنها بالنسبة لي رائعة.
حلب مدرسة كبيرة، حتى أن هناك أصواتاً لأشخاص ليسوا مطربين أي لا يغنون، ولكنهم يملكون أصواتاً لا توصف بجمالها.
أنت من بلدة برجا، هل تجمعك صداقة بالفنان اللبناني سعد رمضان، وبماذا تنصحه؟
إنه حبيب قلبي، وهو ليس بحاجة إلى نصيحة، فهو في مكان جيّد ومحترم ومتقدم جداً، وإلى جانبه أشخاص جيدون مثل علي المولى.
هل كنت مع قرار الفنان هاني شاكر بمنع فناني المهرجانات من الغناء وإيقافهم؟
بالنسبة لي شخصياً ليس كصبحي توفيق وإنما كمستمع نعم أنا معه، لأن الموضوع لا علاقة له بلون غنائي، إنما أصبح تركيب كلام على لحن واحد.
ولكنّ إلغاءه أمر مستحيل، لأن على الأرض هناك جمهوراً عريضاً يستمع ويستمتع بهذه الأغاني، وفي النهاية الفن ذوق، ولهذا لا يمكننا الإلغاء ولكن يمكن التنظيم.
كلمة أخيرة عبر موقع "الفن"..
أشكركم وأشكر حبيبة قلبي الإعلامية هلا المرّ، التي منذ اللحظة الأولى وقفت إلى جانب صبحي توفيق، وأول درع نلته على أجمل أغنية طربية عام 1994، لأغنية "طول ما انت غايب"، كانت من يدي هلا المر في إذاعة جبل لبنان.