إشتهر بصوته وملامحه التي جعلته مميزاً في أعماله، بالرغم من كونه لم يحصل على بطولات، فكانت أغلب أدواره مشاركات بمشاهد غير كبيرة، ولكنه ترك بصمة بضحكته المميزة، كما ميزته ملامحه أيضاً خاصة حواجبه الكثيفة وضخامته، وهذا ما كان يثير الضحك في ظل شخصيته التي تبدو جادة، فلقد إعتاد تقديم شخصية الرجل العجوز نظراً لبدايته في الفن بعد أن تخطى الأربعين من عمره.
مسيحي يلقي خطبة الجمعة على زملائه في الجيش
في العاشر من آذار/مارس عام 1938 ولد يوسف جرجس صليب، والذي إختار إسمه الفني يوسف داوود، في محافظة الإسكندرية، ودرس وتخرج في كلية الهندسة قسم الكهرباء، وعمل في بداية حياته مهندساً، قبل أن يقرر الإنتقال إلى عالم الفن، وتفرغ له وقد لقبه زملاؤه في الوسط بـ"مهندس الضحك".
وعلى الرغم من ديانته المسيحية إلا أن يوسف داوود قضى الخدمة العسكرية لسبع سنوات، كما قام بإلقاء خطبة الجمعة على زملائه أثناء مدة الخدمة الخاصة به، فلقد طُلب منه أن يستعد لإلقائها نظراً لأسلوبه المميز في الإلقاء، فاعتمد وقتها على قراءته للدين الإسلامي وبعد أن شرع في إلقائها شاهده القائد، وحينما علم أنه مسيحي عاقبه على الأمر.
البداية الفنية وأعماله
بدأ يوسف داوود مشواره الفني من خلال المسرح، وبعدها انتقل إلى الدراما التلفزيونية فلقد شارك في أكثر من 260 عملاً فنياً بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، وبدأ بمشاركات بسيطة في أعمال مثل مسلسل "عودة تعلوب" ومسرحية "فنان الشعب" وفيلم السيد قشطة ومسرحية "زقاق المدق" في فترة الثمانينيات.
قاسم مشترك لأفلام عادل إمام
كان يوسف داوود قاسماً مشتركاً في العديد من أفلام عادل إمام، فلقد شاركه مسرحية "الواد سيد الشغال" وفيلم "زوج تحت الطلب وكراكون في الشارع والنمر والأنثى وسلام يا صاحبي وحنفي الأبهة والإرهاب والكباب"، ومسرحية "الزعيم"، وأفلام بخيت وعديلة ومرجان أحمد مرجان وبوبوس" .
"وقدم مع محمود عبد العزيز "السادة الرجال وسمك لبن تمر هندي"، ومسلسل "رأفت الهجان"، ومع أحمد زكي "البيه البواب وكابوريا".
ومن أفلامه: "ملف في الآداب ومن خاف سلم والتحدي والذل والملك لله وأحوال شخصية وخلي بالك من عزوز والكنز وحلق حوش وعليه العوض واتفرج يا سلام و55 اسعاف وصعيدي رايح جاى وفلاح في الكونغرس والباشا تلميذ وليلة سقوط بغداد والحاسة السابعة وظرف طارق "والمسافر وعسل اسود وجدوا حبيبي.
ومن مسلسلاته، مسلسل "وكسبنا القضية ووأنا وانت وبابا في المشمش والثعلب ويوميات ونيس وحلم الجنوبي والسيرة الهلالية وأسعد زوج في العالم وفارس بلا جواد وأين قلبي وحكايات زوج معاصر وراجل وست ستات ورجل غني فقير جداً وابن الارندلي"، وآخر عمل ظهر فيه هو "قصص الإنسان في القرآن"، عام 2012.
فوزاير
وقدّم يوسف داوود أيضاً الفوازير، ومنها "عالم ورق ورق وعمو فؤاد والسياحة وزي النهاردة وجيران الهنا ومانستغناش وعفاريت مراتي".
فشل في التحكم في صوته العالي
كشفت إبنته دينا في مقابلة تلفزيونية، أن والدها كان صوته عالياً مما أثّر على سمعهم، وقد حاول التحكم في الأمر لكنه فشل، وكشفت أيضاً أنه كان خفيف الظل وكوميدياً في المنزل.
وفاته و هالة صدقي تثير الجدل في عزائه
في الرابع والعشرين من حزيران/يونيو عام 2012 ساءت حالته الصحية، خصوصاً أنه عانى قبلها وإنتقل لإحدى المستشفيات في مدينة الإسكندرية مسقط رأسه، وتوفي يوسف داوود يوم 24 حزيران/يونيو عام 2012، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز الـ74 عاماً.
وقد شيّعت جنازته من الكنيسة المرقصية بالإسكندرية، فيما أقيم العزاء في الكنيسة البطرسية بالعباسية تحت رعاية المركز الكاثوليكي للسينما، وحضره عدد من نجوم الفن وقتها، وكان الملفت للنظر هو حضور هالة صدقي بملابس غير سوداء، مما أثار الجدل في حينها، وهذا ما بررته بأنها أتت من التصوير، وحضر أيضاً من الممثلين لطفي لبيب، محمد أبو داوود، أميرة العايدي، سميرة عبد العزيز، منير مكرم، عمرو عبد العزيز، رجاء الجداوي، ومحمد وفيق، كما حرص أيضاً المؤلف سمير خفاجي على الحضور، رغم أنه على الكرسي المتحرك.
مقتنياته في مكتبة الإسكندرية
بعد وفاة يوسف داوود ، وافقت زوجته السيدة مرغريت ملاك وإبنته دينا على توثيق تاريخه وحياته في إطار مشروع مكتبة الإسكندرية، وأعطت أسرته للمكتبة أوراقه الشخصية وصوره الخاصة.