بين الأدوار الرومانسية والشخصيات المركبة، تركت الممثلة المصرية تيسير فهمي رصيداً في الدراما والسينما يحتوي على العديد من الأعمال المهمة، التي لا يمكن نسيانها، على الرغم من إبتعادها عن الساحة الفنية لسنوات، إلا أنها تعتبر واحدة من الممثلات المهمات لجيل الثمانينيات والتسعينيات، وظلت تقدم البطولة مع بداية الألفية الجديدة.
الميلاد والبداية
في 18 أيار/مايو عام 1955 ولدت تيسير حسن محمود فهمي، وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1977، وعملت في البداية في مسرح الشباب إلى جانب تقديمها لأدوار سينمائية صغيرة أثناء دراستها، وقدمت أيضاً وقتها العديد من المسرحيات المهمة مثل "لما قالوا واوا وليه وليه وحوريس".
أعمالها
في منتصف السبعينيات كانت تيسير فهمي وجهاً جديداً في فيلم "بائعة الحب"، والذي عرض عام 1975، وشاركت بعدها في فيلم "الصعود إلى الهاوية" في عام 1978 و"عشاق تحت العشرين"، ومع بداية الثمانينيات وبالتحديد في عام 1982 شاركت البطولة أمام احمد زكي في فيلم "العوامة رقم 70 "، وبعدها بعامين قدما سوياً فيلم "الليلة الموعودة".
وفي عام 1968 قدّمت فيلم "التوت والنبوت"، ولكنها ابتعدت بعدها عن السينما وركزت على الدراما لكن عودتها السينمائية كانت من خلال فيلم "الشيطان يقدم حلا" عام 1991، وقدمت بعدها السلاحف" عام 1996 وفي عام 2000 قدمت فيلم "لا تقتلوا الحب ويمين طلاق"، وفي 2002" قدمت "صيد الحيتان" وهو آخر فيلم ظهرت به.
وفي الدراما التلفزيونية تألّقت تيسير فهمي في العديد من الأعمال، أهمها "أبناء ولكن" ومسلسل "رأفت الهجان وثمن الحب والكهف والوهم والحب والعيش والملح ونسر الشرق وعصفور تحت المطر ورحلة العمر وقلب الدنيا وجنة ونار وأماكن في القلب وأمر ازالة"، وكان آخر ظهور فني لها من خلال مسلسل "بفعل فاعل"، والذي عرض عام 2012.
تزوّجت مرتين وإتُهمت بالعمالة لأميركا ورئيسة حزب
تزوجت تيسير فهمي مرتين، الأولى من سمير حجازي، والذي توفي بعد تعرضه لحادث سير، وبعدها تعرفت على رجل الأعمال الدكتور أحمد أبو بكر صاحب الجنسية الأميركية، وكان يقيم في أميركا لكنه يأتي إلى مصر قليلاً، وكان يسكن معها في المبنى نفسه، ووقع في حبها من دون أن يعلم كونها فنانة وبادلته الحب وأعجبت بشخصيته، وتقدم لها وقام بتأسيس شركة إنتاج فنية من أجلها، فأنتج لها العديد من الأعمال.
ولحصولها على الجنسية الأميركية بحكم زواجها، تعرضت تيسير فهمي للإتهام بأنها عميلة أجنبية وذلك لإشتراكها في ثورة 25 يناير عام 2011، وتنديدها بنظام الرئيس المصري السابق الراحل محمد حسني مبارك، ولكنها أصرت على المشاركة في إسقاط النظام وقتها، وأسست وترأست حزب المساواة "والتنمية، وعرفت أيضاً بهجومها على جماعة "الإخوان المسلمين.
وفي حوار أجرته وقتها قالت تيسير فهمي إنها كانت تعتقد بأن واجبها ينحصر في تقديم فن جيد، يخدم قضايا المجتمع، لكن الفن ليس سلاحاً كافياً لإحداث التغيير المطلوب، وعلى الفنان كأي مواطن آخر أن يعبّر عن التزامه العملي والتحرك ميدانياً من أجل حرية وكرامة شعب.
إعتزلت الفن من أجل السياسة
في عام 2013 أعلنت تيسير فهمي قرارها النهائي بإعتزال الفن من دون عودة، وذلك في لقاء لها في أحد البرامج، وقالت إن الشارع السياسي يشهد أفضل حالاته وإنها اعتزلت من أجل أن تخوض الانتخابات البرلمانية في ذلك الوقت، فلقد رشحت نفسها في إنتخابات مجلس الشعب عن دائرة قصر النيل، من خلال حزبها "المساواة والتنمية"، لكنها عادت وقررت عدم الترشح وأيضاً عدم العودة للتمثيل.
سر إختفائها
قررت تيسير فهمي الإستقرار مع زوجها في أميركا، وبقيت تأتي إلى مصر في زيارات قليلة لإنشغال زوجها باستثماراته الخاصة هناك، وهذا ما جعلها تفضل العيش في هدوء، وقد تسلمت وسام مدينة سياتل عن أفضل ممثلة للجاليات العربية وذلك في عام 2008.
إتهام دينا الشريني بسرقة مسلسلها في "مليكة"
أناء عرض مسلسل "مليكة" للممثلة المصرية دينا الشربيني، إتُهم صناع العمل بسرقة فكرة مسلسل تيسير فهمي "أماكن في القلب"، والذي تتعرض بطلتاه ماغي وإيمي لحادث حريق في السجن، وتتوفى ماغي التي تقوم بدورها تيسير فهمي، وعاشت إيمي التي قدمتها الممثلة المصرية علا غانم، إلا أن تشوه وجهها جعل الطبيب يجري لها جراحة تجميلية، جعلتها ماغي حتى في صوتها.