إلسي فرنيني ممثلة قديرة ومخضرمة تجمع بين نعومة ملامح وجهها وجمالها الخارجي، وبين الثقافة والموهبة والحكمة والذكاء، فهي المذيعة والممثلة والحبيبة والأم، لم تكن النجومية يوماً هدفها لأن الشهرة تسرق من الإنسان سعادته، آثرت عائلتها على أي عمل فوضعتها في الأولوية رغم نجاحها الكبير، منذ إطلالتها الأولى عبر تلفزيون لبنان وحتى اليوم، لم يخفت وهجها ولم تنطفئ جذوة بريقها الآسر، فراكمت خبرات سنوات جعلتها رقماً صعباً ولا تزال على الشاشة الصغيرة وأينما حلت، منذ أول أدوارها تسند إليها بطولة المسلسلات، فإنضمت إلى نادي الممثلات الشهيرات مثل هند أبي اللمع ونهى الخطيب سعادة ومارسيل مارينا، ومن أبرز أعمالها "عصر الحريم، بنت البواب، وأشرقت الشمس".
نبذة
إلسي فرنيني من مواليد 10 شباط/فبراير عام 1953 في الأشرفية بيروت، هي من عائلة عريقة من العائلات البورجوازية السبع في بيروت ومن مالكي الأراضي، حتى أن هناك شارعاً يحمل اسم عائلتها، والدها وليم فرنيني كان أستاذاً لمادة الرياضيات لكنه كان أيضاً يعمل في المحاسبة، وهي الابنة الصغرى، ولديها شقيقتان أكبر منها هما سيلفيا وفريال زوجة الكاتب مروان نجّار، وشقيقها إيلي فرنيني وقد أسس جدها مع أصدقائه الإنجيليين كنيسة الله بالأشرفية في العشرينيات، وكان يرفض مظاهر الترف لأنّ كنيسة المسيح يغلب عليها التواضع والبساطة. ولم تكن حياة جدها طويلة، إذ أصيب بالملاريا وتوفي قبل أن يشيخ.
بداياتها
كانت إلسي فرنيني منذ طفولتها شغوفة بالتمثيل، فكانت تشارك في مسرحيات المدرسة الدينيّة في Christian Teaching Institute، فلفتت نظر المسؤولين في تلفزيون لبنان مع ماما عفاف والصديقة جنان فلقد رأوا في الفتاة مشروع ممثلة. ولم تكن إلسي تقرأ مجلات فنية في منزلها لأن والدها كان يمنع دخولها إلى المنزل لذا لم تقتنع بنفسها كمذيعة، فاقترحت عليها إدارة التلفزيون أن تكون مذيعة ربط فقرات عام 1973، وتدربت لستة أشهر ثم بدأت بالعمل، واكتفت بربط الفقرات، لكنها لم تجد نفسها محاورة في السياسة والفن، لأن شغفها بالتمثيل طغى على عملها كمذيعة. لذا قدّمت استقالتها بعد سبع سنوات، لأنها شعرت بازدواجية بين الممثلة والمذيعة.
بدأت إلسي فرنيني مسيرتها التمثيلية حين عُرضت عليها بطولة مسلسل "مذكرات ممرضة" عام 1974 فكرة جان كلود بولس، ونص مروان العبد وإخراج ألبير كيلو، لكن أهلها عارضوا بشدة أن تمثل، إلا أنهم عادوا ورضخوا لأنّهم عرفوا أنها تعمل مع الجماعة نفسها، لتتوالى أعمالها بعدها ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، وإثر إقفال تلفزيون لبنان جرّاء القصف، صارت شركات الإنتاج اللبنانيّة تسافر إلى الخارج لإنتاج أعمالها، فصوّرت إلسي فرنيني سهرات تلفزيونية في اليونان، استوحاها وجيه رضوان من الأدب العالمي. ثم مسلسل "الصمت" عام 1980 مع عبد المجيد مجذوب الذي صوّروه في المغرب. أما مسلسل "بنت البواب" من كتابة أحمد العشي، فلقد تم تصويره في استديوهات اليونان، وشاركت مع غسّان أسطفان في "الوجه الضائع"، ومع محمد إبراهيم في "زوج الآنسة"، ومع علي الخليل في "بسمة التخلي"، وكذلك مع أنطوان كرباج وفادي إبراهيم وآخرين، وندمت إلسي فرنيني على استقالتها من التلفزيون معتبرة أن قرارها لم يكن حكيماً لأنها حرمت نفسها من التعويضات التي حصل عليها زملاؤها في التلفزيون، وتقول في إحدى لقاءاتها الصحافية إنه كان بإمكانها أن تبقى ما دامت في البلد.
قصة عشق وزواج فثنائي على الشاشة
تعرفت إلسي فرنيني إلى الممثل اللبناني جورج شلهوب، فوقعا في الحب من النظرة الأولى وكان عملها الأول فاتحة خير عليها، فتزوجا في نيسان/ أبريل عام 1974 واضطرت أن تقسم وقتها بين العمل ومسؤولياتها كزوجة ثم لاحقاً الأمومة، وأنجبت طفلها الأول يورغو شلهوب الذي أصبح بدوره ممثلاً لبنانياً من أهم الممثلين، فواءمت بين عملها وزوجها وابنها، ما جعل عودها أقسى وأكثر قدرة على تحمل المسؤولية، على الرغم من أنها اعترفت في إحدى مقابلاتها أنها كانت اتكالية كثيراً حتى بعد زواجها. ثم هاجرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة، لكنهما عادا بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية.
وأطلت إلسي فرنيني بعد غياب طويل مجدداً على الشاشة الصغيرة التي أحبتها في العديد من المسلسلات ومن أحبها إلى قلبها مسلسل "ميليا" مع أكرم الأحمر عام 1982 ليوسف حبشي الأشقر، الذي لم يأخذ حقه، بسبب عرضه في عز الأحداث، وهو يتناول التفرقة بين البنت والشاب في المجتمعين اللبناني والشرقي.
عودة بعد غياب
لم تسع إلسي فرنيني إلى ربط اسمها بممثل معيّن لكنّ الجمهور أحبها مع جورج شلهوب، فقدما معاً "رحلة العمر" لمروان نجار، ثم فيلم "شبح الماضي". في مطلع التسعينيات، ابتعدت إلسي فرنيني عن الدراما، لأنّها لم تعد تجد ما يناسبها. ثم عاودت نشاطها في أعمال دراميّة مع صهرها الكاتب مروان نجّار في مجموعة "طالبين القرب"، هنا، أدّت بطولة ثلاث حكايات هي "لماما"، و"حبّة مسك" مع ابنها يورغو، و"غرام عالإنترنت" مع غسّان أسطفان، ثم كانت استراحة أخرى، لتعود بعدها مع مسلسل "عصر الحريم" للكاتبة منى طايع، و"فارس الأحلام"، كذلك ظهرت قارئة لصفحات أدبية وشعريّة على قناة "هي".
وفي عام 2001 حصلت إلسي فرنيني على جائزة الـ "موريكس دور" للممثلة الأكثر شهرة في لبنان.
أبرز أعمالها
أما أبرز أعمالها، مسلسل "السهام الجارحة، زوج الآنسة، رحلة العمر، رصيف الباريزيانا، بسمة التخلي، شال الربيع، بربر آغا، غداً تزهر الأرض، بعد العذاب، القناع الأبيض، محاكمات أدبية، الحب الكبير، آثار على الرمال، الدكتورة نعمات، البؤساء، مسلسل طالبين القرب عام 2002، مسلسل صور ضائعة عام 2003، مسلسل وأشرقت الشمس عام 2013، مسلسل عندما يبكي التراب عام 2012، عصر الحريم وفارس الاحلام عام 2008 ، موت أميرة عام 2018، زوجتي انا عام 2016، عروس وعريس عام 2016، أحمد وكريستينا عام 2015، والجزء الثاني من زوجتي أنا" عام 2017، أما "أبرز أفلامها فهي :"مدى العمر، شبح الماضي، الليل الطويل، الممر الأخير.