أطل علينا عبر الشاشة الصغيرة مقدماً لفقرة Connected ضمن نشرة أخبار قناة الـ MTV اللبنانية، وشارك في برنامج "ديو المشاهير" على القناة نفسها، ووصل فيه إلى المرحلة النهائية لتميّزه في الغناء، فاجأنا بمشاركته ونجاحه في مسلسل "أم البنات" مع الممثلة كارين رزق الله واستطاع أن يحصد من أول تجربة له جائزة الـ "موريكس دور"، هو متعدد المواهب بين التقديم والغناء والتمثيل والكتابة، أصدر كتابين "بيك أسود" و"حب وأكثر"، استطاع الفوز بمحبة الناس بسبب عفويته وأصدر أغنية بعنوان "شو كنا التقينا"...
عن مشاريعه المستقبلية وتمنياته للبنان وطموحه والحب في حياته كان لنا هذا اللقاء مع الفنان والإعلامي جيري غزال.
في البداية أخبرني ما هي مشاريعك الجديدة؟
في الوقت الحالي كل المشاريع مجمدة، فكان لدي كتاب جديد ومسلسل "ع إسمك" الذي كان من المفروض أن يعرض في الميلاد وتأجل لعيد الميلاد المقبل.
وهل أنهيت الكتاب الجديد الذي تحضر له؟
في الوضع الراهن يغيب الإلهام ويكون الكاتب مشتتاً ولا يشعر إلا بالحزن، ولا أستطيع أن أكون سلبياً والفترة الحالية فيها من السلبيات أكثر من الإيجابيات بالنسبة للمشاعر التي يحسها الناس من القلق والضغط النفسي، وأنا أفضل أن لا أتكلم عن السلبيات بل أن أقول أموراً إيجابية، وهذا ما يوقفني عن طرح الكتاب وقد أؤجله لسنة مع العلم أني بدأت بكتابته، خصوصاً أن مواضيعه حساسة وكي لا يصدر في وقت غير مناسب.
أتظن لو أن كتاباتك باللغة العربية الفصحى كان انتشر كتابك عربياً؟
ما أكتبه جماله أنه باللهجة اللبنانية، وهناك أفكار وتعابير باللبناني إذا حولتها إلى الفصحى تفقد شيئاً من قيمتها.
هل من الممكن أن تصدر كتاباً إلكترونياً لا ورقياً؟
لقد قدمت أسطوانة بصوتي، ومشكلة الـE.book أنه من السهل جداً أن تتم قرصنته وبرأيي لا يستأهل الأمر، وأفضل أن يبقى الكتاب ورقياً أكثر وأن تتم قراءته، وكتاباتي موجودة أصلاً على صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي.
هل لا زلت تؤمن بأن الكتاب الورقي له محبوه في ظل ثورة الإنترنت؟
كنت في السابق مقتنعاً بأننا فقدنا متعة القراءة من الكتاب، لكن بعد الأصداء الإيجابية والإقبال على شراء كتابي الثاني والتفاعل معه، تفاجأت أن هناك الكثيرين يحبون أن يقرأوا كتاباً عندما يسافرون أو قبل أن يناموا، ولا زال هناك قرّاء نهمون على الكتاب المطبوع وقد اعتقدت أنه لم يعد رائجاً، لكن عندما يجد الناس شيئاً يشبههم بغض النظر إذا كان مطبوعاً أو ديجيتال وقريباً منهم بالطريقة التي يتم التوجه لهم فيها، سيتفاعلون معه.
هل لديكم في العائلة مواهب فنية؟
أختي جيسيكا تعمل في مجال الاتصالات، وأخي جيمي كان يعمل في الغرافيك ديزاين أي التصميم الغرافيكي، وأنا درستها أيضاً لكني إتجهت قليلاً إلى الإعلام وهو بقي في الأعمال والاستشارات.
وهل ورثت الموهبة من أحد والديك؟
والدي كان يكتب كثيراً، ووالدتي تحب الأدب وتقدر الفن.
ماذا تفعل حالياً؟
حالياً محصور عملي في الـMTV، وكان هناك حديث عن عمل قبل بداية الثورة لكن تم تأجيل الأمر.
هل عرضت عليك أعمال جديدة ؟
كان هناك حديث بهذا الصدد ولكن يجب أن يعرض على قناة الـMTV أولاً، إذا كان سيعرض على غيرها أيضاً.
في خضم كل انشغالاتك أين الحب في حياتك؟
من يقرأ كتبي يعرف أنه في فترات معينة مر بحياتي أشخاص معينين وعشت علاقات أثرت على ما أكتب، ولكن حالياً لا شيء جدياً بل أنا أعيش فترة جفاف.
تتميز بصوت جميل هل ستعيد تجربتك الغنائية؟
قد أقوم بها إذا كانت مبررة، إذا كنت مثلاً أصور أغنية جينيريك لمسلسل أو أحببت أن أسوق لكتابي أو أحببت أن أطرحها على مواقع التواصل، ولكني لا أفكر في إطلاقها كـ أغنية منفردة، يجب أن تكون في إطار مناسب.
لا ترى نفسك مغنياً؟
لا أبداً، حتى عندما طرحت الأغنية كنت أسوّق الكتاب من خلالها فكانت مبررة.
هل وجدت صعوبة في تجسيد شخصية "ألكو" في مسلسل "ع إسمك" وتطلبت منك جهداً وهل هناك نواحٍ تشبهك فيها؟
مع المخرج فيليب أسمر لا شيء صعباً، فهو يعرف كيف يستفز ويغيظ ويهدئ في الوقت المناسب، ولو كنت عملت مع مخرج آخر لكان الأمر مختلفاً، ومع فيليب لم أكن أشعر بالقلق، لا أقلق لأن استراتيجيته تعرف كيف تجعل الممثل يبرز كل طاقاته، وعندما يوافق على مشهد يكون متأكداً منه، ولا يمرر أي شيء من دون أن يدقق، كان الأمر تحدياً أكثر من صعوبته لأن "مخول" كان يشبهني كثيراً في حين أن ألكو كان مختلفاً.
إلى أي مدى تجد شخصية مثل "ألكو"، وهل عادة تصدم بهكذا أشخاص متعجرفين؟
هو ضحية ونتيجة لظروف حدثت في حياته، فالمفروض أنني أصبحت أستوعب لما أصبح قاسياً إلى هذه الدرجة فهناك خلفية لكل شخص والمسلسل يظهر هذا الأمر، وأحياناً هناك أشخاص تتصرف بطريقة خاطئة لكن عندما تتقربين منهم أكثر تفهمينهم.
هل كانت مفاجأة لك نيلك جائزة موريكس من دور واحد وهل تعمل على أساس أن تنال جوائز أخرى؟
لا أبداً ، لا أعمل من أجل الحصول على جائزة أو من أجل المال، ومنذ أن كنت صغيراً كنت أقوم بكل ما أحبه، لكن "مخول" شكل حالة، وأصبح تريند والناس هم من أعطوا قيمة لهذا المسسلسل والشخصية، وكانت تجربة من الـ أم تي في ونجحوا بها، وتفاجأت عندما حصلت عليها، إذ هناك ممثلون يستأهلونها أكثر مني وهناك نجوم مغبونون، ولا أنكر أنني كنت سعيداً جداً بها وأتمنى أن تتكرر بالتأكيد.
تعبّر بشكل متواصل عن رفضك للفساد وتحلم بالتغيير هل إقتصر تأييدك للثورة على التعبير عبر مواقع التواصل أو أنك شاركت على الأرض؟
في بداية الثورة كنت مشاركاً على الأرض وعندما بدأ تسييسها وبدأت أعمال الشغب وحادوا عن البوصلة وشعرت بأن اللعبة أكبر منا، خفّت حماستي للمشاركة، وصرنا ننظر إلى أسباب مختلفة ولا تشبهني في مكان معين، وهذا محزن لأنني ما زلت مؤمناً بالثورة والتغيير ولا نستطيع العودة الى الوراء بعد ما وصلنا له، لكن وجودنا في الشارع صار يسيّر إلى ما يريدونه هم.
ألا يجب تنظيم مطالب الحراك وأن يوفدوا مندوبين عنهم للضغط من أجل تنفيذها؟
كنا نطلب حكومة اختصاصيين وتكنوقراط، وهذا أوضح الأهداف ومع ذلك لم نصل إلى ما أردناه، لم تكن الحكومة حيادية، وأنا كمواطن لبناني يحاول ويجرب ويتعب من أجل أن يعيش حياة كريمة.
لكن يمكن أن يبدأ التغيير من مجلس النواب في حال حضّرت الحكومة مشروع قانون انتخابي يوافق عليه الثوار..
ما يهمني بالدرجة الأولى أن أعيش في بلد أستطيع فيه على الأقل أن أذهب إلى عملي وأجني المال وأبني وأعيش بسلام، ولا تهمني التفاصيل لأنني لم أكن أبداً مهتماً بالسياسة ولكن على الأقل ما يهمني هو أن أعيش بشكل طبيعي، فعندما أقارن حياتي بمن يعيش في الخارج حياتياً واجتماعياً الفرق كبير.
ما قصتك مع السفر؟
أنا أحب أن أعمل وأجني المال فقط كي أسافر، وأحب السفر لأنني أتعرف على حضارات مختلفة وأنماط حياة أشخاص في بلدان أخرى.
ألا يسبب لك الأمر إحباطاً عندما تعود إلى لبنان؟
يكبّر داخلي الإرادة أن أغير وأحسّن، فعندما نرى من هم أفضل منا نشعر بالإحباط أننا نريد أن نعمل على أن نعيش مثلهم، ولكن إذا وصلت إلى مرحلة شعرت فيها أن هذا البلد لن يقدم لي أي شيء مما أطمح إليه، كي أكون صريحاً سأهاجر، لكني ما زلت مؤمناً بأن هناك ذرة أمل صغيرة في مكان ما، ومعي الجنسية الأميركية فسهل علي أن أسافر، لكني لا زلت على قراري البقاء في لبنان.
ألا تجد أن الغربة صعبة وتبعدنا عمن نحب وتحرك فينا الحنين إلى بلدنا؟
لذلك لا أفكر أن أسافر في الوقت الراهن إلا إذا إختنقت كثيراً، ولو أستطيع أن آخذ كل من أحبهم معي وأسافر أكون في قمة السعادة، فهم أولوية.
هل تعاني من مشاكل مع المعجبات؟
لا هذا أمر يسعدني، لكن هناك أشخاصاً يتطفلون حين يحصلون على رقمي، قد يزعجني الأمر قليلاً لكنهم لا يدركون أن هناك خصوصية ولا يحق لهم أن يتدخلوا كثيراً في حياتي لا أكثر.